اتاح لنا القيادى بالمؤتمر الوطنى ورئيس لجنة الاعلام والثقافة والشباب والرياضة بالبرلمان فتحى شيلا، ووزير الدولة بوزارة الثقافة على مجوك، عصر الاربعاء الماضى، فرصة رائعة لزيارة فنان جميل ومبدع وانسان اصيل كنت اجهل عنه الكثير. وفى تلك الامسية الندية بالمعانى كنا مجموعة صغيرة من اهل الصحافة والفن، نسعى نحو دار الفنان والملحن بهاء الدين عبد الرحمن «أبو شلة» الكائن فى حى الموردة العريق خلف محلات السمك الشهيرة، فى اطار برنامج رد الجميل وتفقد المبدعين الذين يعبر عن حال الكثير منهم مقطع ترباس «زى شجراً سابه الخريف منسي». وكان معنا الدكتور عمر محمود خالد من القطاع الثقافى بنادى المريخ، وسيف الجامعة ممثلا لاتحاد المهن الموسيقية، ثم انضم الينا عند الغروب الفنان على مهدى والوزير مجوك، وازدحمت صالة الدار بفيض من مشاعر الوفاء والمودة والتقدير والاحترام التى تجسدت فى أحاديث الاستاذ فتحى شيلا وسيف الجامعة ود. عمر محمود. وكان لها صدى طيب فى نفس الاستاذ بهاء الدين واسرته. ورغم معاناة المرض الذى الزمه الفراش منذ عام 2002م جراء جلطة، كان العم بهاء الدين سعيداً للغاية بالزيارة التى كانت بحق لمسة وفاء واحتفاءً بعطائه فى دنيا الفن والحياة العامة بأم درمان عموما وحى الموردة على وجه الخصوص. رئيس مجلس المهن الموسيقية والدرامية الاستاذ علي مهدى، روى لنا بعض ذكرياته فى دار ابو شلة، وبعضاً من سيرة الرجل الذى كان موظفاً بالخدمة المدنية نهارا وفنانا مبدعا حينما يحل المساء، شأن كثير من المبدعين والفنانين الذين جمعوا بين الفن والوظيفة، امثال برعى محمد دفع الله وصلاح مصطفى. واكد ان ابو شلة فنان وانسان عظيم ونادر يستحق دائما الاحترام والمحبة الخالصة. وكانت اللحظة النادرة فى جلسة الانس والصفاء التى لم تخل من القفشات المرحة، حينما دندن على مهدى وسيف الجامعة ود. عمر محمود خالد باحدى اغنيات بهاء الدين فى عفوية وتلقائية اعادت عقارب الزمن الى مرسى سنوات خلت، حيث طيف الذكريات التي يحتفظ بها دائما الاوفياء الصادقون فى اعماقهم بعيدا عن ايادى النسيان العابثة. وأجمل ما فى تلك الزيارة انها مبادرة أصيلة ونبيلة تقودها الدولة والمؤسسات المعنية بالابداع والمبدعين، وهى مدخل لقلوب وبيوت ولائحة طويلة من الفنانين والمسرحيين والشعراء والموسيقيين الذين سوف تشملهم زيارات مماثلة فى مقبل الايام. ومن المعلومات المهمة التى ذكرها دكتورعمر محمود خالد، ان دار بهاء الدين كانت الملاذ الآمن والمطمئن، وبيئة صالحة للخلق والابداع، وقلبا نابضا بالاصالة احتضن بحب مجموعة من الفنانين والشعراء والموسيقيين القادمين من ولاية الجزيرة واماكن اخرى من السودان، من بينهم محمد الامين وابو عركى وابراهيم حسين وخليل اسماعيل وأم بلينة السنوسى وآخرون كثر تضيق المساحة عن ذكرهم. وفى ذات الدار تم تلحين باقة من الاغنيات الخالدة من بينها ملحمة هاشم صديق التى شارك الفنان بهاء الدين فى ادائها بتميز. ومن اشهر اغنيات ابو شلة «وعدي بيك» و«عاطفة وربيع» التي كتبها الشاعر محمد عبد الصمد، و «القبلي شال» و «واحة» و «مهما امري يهون عليك» و «لو شقاي» وله فى مكتبة الاذاعة السودانية اكثر من «28» اغنية مسجلة نرجو ان تجد حظها من البث، حتى تتاح للاجيال الراهنة فرصة التعرف على تجربته وعطائه الفنى. فوتوغرافيا ملونة: أمنياتنا بعاجل الشفاء ودوام الصحة والعافية للفنان والانسان الجميل بصفاته واعماله الرصينة وسيرته العطرة بهاء الدين عبد الرحمن ابو شلة، وقد وعد الاستاذ فتحى شيلا بتبني علاجه. وتحية لكل الأوفياء الذين كانوا هناك يومها. ونأمل أن يتواصل رد الجميل والبحث عن كل المبدعين الذين أبعدتهم ظروف الحياة وأقدارها عن واجهات الفن والأضواء، وأسدل عليهم الزمن ستائر النسيان. [email protected]