الأستاذ عبدالباقي خالد عبيد استميحك عذراً لطرق عمودك المقروء (آراء فنية حرة) وإليك بعض الكلمات المضيئة عن حياة الراحل المقيم (أبو شلة) .. غادر دنيانا في الأيام الفائتة المطرب المبدع بهاء الدين عبدالرحمن الشهير بأبو شلة.. المعروف أن بهاءالدين من جيل الطيب عبدالله وصالح الضي ومحمد الأمين وأبو عركي.. كان الراحل العظيم يعتبر نفسه من هواة الفن وكان يهتم بوظيفته وكان من كبار المسؤولين في وزارة الإسكان.. كان الراحل العظيم رجلاً مضيافاً وكريماً وكان صديقاً لجميع أهل الثقافة من أدباء وفنانين وعازفين وشعراء.. وكانت داره لا تخلو من زملائه.. في بداية مشواره أعجب بصوته الموسيقار موسى محمد إبراهيم وأهداه بعض الألحان الرائعة.. منها أغنيته الشهيرة (مهما أمري بهون عليك).. وغيرها من الأغنيات التي لحنها لنفسه كأغنية واحة ربيع للشاعر موسى حسن ولحن بهاء الدين بنفسه العديد من الأغنيات التي وجدت القبول والنجاح بصوته الطروب النادر، ومن أميز أعماله نشيد (القبلي شال) الذي لحنه له صديقه المطرب محمد الأمين.. هذا بعد ما نجح بهاء الدين في اشتراكه الفعال في الملحمة الأكتوبرية الشهيرة للمؤلف هاشم صديق ونجح الراحل بهاءالدين في الجزء من الملحمة الذي تقول بعض أبياته: (والشارع ثار وغضب الأمة اتمدد نار).. نجح بهاء الدين بأدائه التعبيري وكان متميزاً بينما تضم الملحمة نجوماً كباراً في عالم الغناء أمثال الفنان عثمان مصطفى والمطربة أم بلينه السنوسي والمطرب خليل إسماعيل والكورال.. ويقود الأداء الأستاذ محمد الأمين صاحب اللحن، فكان للراحل بهاء الدين عبدالرحمن أداءً متميزاً.. وبعد هذه النجاحات ابتعد عن الطرب وتقاعد عن الوظيفة والغناء وكانت داره عامرة بأحبابه أمثال الشاعر الضابط عوض أحمد خليفة.. ودكتور عمر محمود خالد. ومن مآثر الراحل بهاء الدين أنه في فترة مهمة جداً كانت داره مكاناً للالتقاء والضيافة والكرم لأبناء الجزيرة حينما قدموا إلى العاصمة بعد أن حققوا النجاحات وهم أبوعركي البخيت، محمد الأمين ، عبدالماجد خليفة ، ثنائي الجزيرة، الراحل كما ذكرنا كان كريماً ومحبوباً ومضيافاً وفناناً محبوباً.. ترك الغناء والوظيفة في وقت واحد وانقطع عن دور الثقافة واتحاد الفنانين ولم ينقطع عنه زملاؤه عرفاناً منهم بكرم وحسن علاقاته التي استمرت حتى رحيله عن دنيانا الفانية.. ألا رحم الله الفنان المبدع بهاء الدين (أبوشلة) رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، بقدر ما قدم من فن راقٍ وخالد.. د.عبد الماجد خليفة