حفظه الله ورعاه وسدد على الخير خطاه أحييك بتحية أهل الجنة، جعلك الله من جملة ساكنيها وزمرة قاطنيها، فالسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته سلاما يعود على جسدك بالعافية وعلى أهلك بالبركة وعلى موطنك بالأمن والسلامة. ثم أما بعد: ابتدئ الكتابة اليك، فلا يخفى عليكم أن أهم دعامة من دعامات بقاء الدولة سيرها على مقتضى صراط العدل المستقيم. فإن الله تبارك وتعالى يقول: «ان الله يأمر بالعدل والاحسان»، وعدل ساعة خير من عبادة ستين سنة، وإياك والتبعات فإن ميزان العدل الإلهي يقام يوم القيامة فلا تظلم نفس مثقال حبة من خردل ودعوة المظلوم لا ترد وان كان كافرا، فكيف بالأفئدة المؤمنة والقلوب المسلمة التي أيدها الله بسهام الأسحار. فهؤلاء ملاك أراضي مشروع الجزيرة لهم إليك ظلامة رفعوها الينا لعلمهم إنك تقبل رأي العلماء وتتوجه الى نصح الفقهاء، فإما ترد اليهم ارضهم مع تعويضهم ما فات من السنين بأجر المثل أو ترضيهم بشراء الأرض بثمن مرضي، فهذه ذمتنا قد أبرأناها، وهذه النصيحة قد أخلصناها، ولولا أننا قد احببناك ما نصحناك، فهذا كتابنا قد رفعناه إليك وأنت حقيق بأن ترد الظلم عن المظلومين فقد عرفناك أخاً كريم النفس أبياً، تعطي كل ذي حق حقه وكل صاحب حاجة حاجته، فلمثلك ترفع المظالم لتسوسها عدلاً وحكمة، وجزاك الله خيراً وعطفاً ورحمة وتأييداً. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. د.عبد الرحمن حسن أحمد حامد أمين دائرة الفتوى