طالبت هيئة علماء السودان في فتوى أصدرتها وبعثت بها لنائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه برد أراضي مشروع الجزيرة وتعويض الملاك أو التوصل لاتّفاق يقضي بشرائها منهم بثمن مرضي.وأكد د. عبد الرحمن حسن أحمد حامد أمين دائرة الفتوى في رسالته لنائب رئيس الجمهورية أن أهم دعامات الدولة تكمن في سيرها على مقتضى صراط العدل.وفي السياق أشاد د. أحمد حمد رئيس لجنة مبادرة أراضي ملاك الجزيرة بالفتوى داعياً أولي الأمر لاتباع شرع الله ورد الحقوق إلى أهلها وفيما يلي نص خطاب الهيئة لنائب رئيس الجمهورية. إلى سيادة الأخ الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه وسدد على الخير خطاه أحييك بتحية أهل الجنة، جعلك الله من جملة ساكنيها وزمرة قاطنيها، فالسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته سلاماً يعود على جسدك بالعافية وعلى أهلك بالبركة وعلى موطنك بالأمن والسلامة. ثم أما بعد: ابتديء الكتابة إليك، فلا يخفى عليكم أن أهم دعامة من دعامات بقاء الدولة سيرها على مقتضى صراط العدل المستقيم. فإن الله تبارك وتعالى يقول: إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وعدل ساعة خير من عبادة ستين سنة، وإياك والتبعات فإن ميزان العدل الإلهي يقام يوم القيامة فلا تظلم نفس مثقال حبة من خردل ودعوة المظلوم لا ترد وإن كان كافراً، فكيف بالأفئدة المؤمنة والقلوب المسلمة التي أيدها الله بسهام الأسحار.فهؤلاء ملاك أراضي مشروع الجزيرة لهم إليك ظلامة رفعوها إلينا لعلمهم أنك تقبل رأي العلماء وتتوجه إلى نصح الفقهاء فإما أن ترد إليهم أراضيهم مع تعويضهم ما فات من السنين بأجر المثل أو ترضيتهم بشراء الأرض بثمن مرض، فهذه ذمتنا قد أبرأناها، وهذه النصيحة قد أخلصناها، ولولا أننا قد أحببناك ما نصحناك، فهذا كتابنا قد رفعناه إليك وأنت حقيق بأن ترد الظلم عن المظلومين فقد عرفناك أخاً كريم النفس أبياً، تعطي كل ذي حق حقه وكل صاحب حاجة حاجته، فلمثلك ترفع المظالم لتسوسها عدلاً وحكمة، وجزاك الله خيراً وعطفاً ورحمة وتأييداً. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. د. عبد الرحمن حسن أحمد حامد/ أمين دائرة الفتوى