ثورات الربيع العربي والتسارع الكبير في الاحداث اسهم في خلق أهمية اضافية لنشرات الاخبار في الفضائيات التي اجتهدت في تقديم تطورات عديدة على نشرات الاخبار، وبدأت الاخبار البرتكولية مثل لقاءات العلاقات العامة وحفلات الكوكتيل تختفي من المشهد الاخباري لتحل محلها الاخبار المهنية وتحررت لغة الاخبار من اللغة المعسمة مثل صرح وابان واوضح لتصبح لغة الاخبار اكثر حيوية تلائم عصر الفضاءات المفتوحة!! تلفزيون السودان مازال تائهاً وحائراً وشارداً بالنسبة للاخبار، ولا يوجد بصيص من نور التطور في الاخبار فمازالت التقليدية تحرك المشهد الاخباري ومازال التلفزيون أسيراً لاخبار العلاقات العامة وحفلات الكوكتيل وكأن منظري التلفزيون لا يتابعون ما يجري حولهم في الدنيا العريضة من تجليات على المشهد الاخباري وكأنهم يخاصمون التطور، والحديث عن تحرير الاخبار في تلفزيون السودان يجعل المرء يرفع حاجب الدهشة لأن تحرير الاخبار لا يفرق بين لغة الصحافة المكتوبة ولغة التلفزيون ولا يفهم أن التلفزيون (صورة وصوت)! وليس ذلك فحسب بل ان اللغة تقليدية وجامدة وجافة. أما تقديم الاخبار فقد أصبح الطريق إلى شاشة التلفزيون محفوفاً بالنوايا الحسنة وقد ولى عهد كان تقديم النشرة الاخبارية الرئيسية في التلفزيون للمذيعين المتميزين وأصبح الباب مفتوحاً على مصراعيه لكل من هب ودب ليقدم نشرة الاخبار!! وباستثناء مذيعين على اصابع اليد فان نشرة الاخبار بالتلفزيون اصبحت ساحة للتجريب وفي كثير من الاحيان يقدم الاخبار مذيعون يدمنون الاخطاء اللغوية والتلعثم ويحترفون الحضور الباهت!! صرف التلفزيون صرف من لا يخشى الفقر على الاخبار وكانت المحصلة لهذا الصرف البذخي هي مزيد من التدهور الاخباري البرامجي لأن المال وحده لا يصنع التطور ولابد من الخيال والرؤية الادارية الثاقبة! والنتيجة الطبيعية لكل هذا وذاك ان الناس هربوا للفضائيات العربية لمتابعة الاخبار واصبحت الفضائيات العربية المصدر الأول لاخبار السودان لأن التلفزيون فقد المصداقية لديهم وفي بعض الاحيان يتابع البعض قناة الشروق وحتى قناة النيل الازرق ورغم انها قناة غير متخصصة في الاخبار وهي قناة منوعات إلا ان الطريقة الجاذبة التي تقدم بها الاخبار تجعل البعض يتابعها وفقد التلفزيون المصداقية في تقديم الاخبار وهذا هو الطامة الكبرى لأن المصداقية هي جسر التواصل المهم بين المشاهد والتلفزيون واذا فقدت المصداقية فدعونا نشيع أية وسيلة اعلامية إلى مثواها الاخير! ولكن التلفزيون مازال يكابر ويظن انه يقدم افضل نشرة اخبار في الكرة الارضية رغم ان سامر المشاهدين انفض عنه، وبعض المنظرين الذين يديرون اجتماعات (العصف الذهني) اجتماعات الشاي الأحمر والأخضر عليهم أن يدركوا ان المغالطة لا تجدي وان خيار المشاهد أصبح يتغير في كسر من الثانية بتحويل الريموت كونترول إلى محطة أخرى (واوعى تغير المحطة)! [email protected]