مسكين التلفزيون القومي يوهم نفسه ويصدق أن هناك جهات تقوم بالتشويش على ارساله وينشر بعض الاعلانات والأخبار عن هذا التشويش المزعوم وعليها تردد بث التلفزيون الذي لا يحفظه أحد!! عزيزي السيد المدير العبقري التشويش موجود من زمان في الارسال المهزوز والصورة الباهتة و(حاجات تانية حامياني)! وهل هناك تشويش أكثر من البرامج الباهتة المعادة والاخبار المراسمية الغبية فلان افتتح وفلان التقى وصرح وابان واوضح وثمن، وبالمناسبة ثمن دي شنو! ان هذه الكلمة التي اصبحت موضة في لغة الاخبار اسمعها فقط في التلفزيون القومي باستمرار وكأن هناك أزمة في الكلمات والمصطلحات. ان النظريات الاعلامية الحديثة واللغة الاخبارية التي تتلاءم مع العصر تخاصم تلفزيون التشويش وتهرب منه، هروباً اضطرارياً والتشويش في الافكار التقليدية والاسئلة المكرورة عن السكن وتاريخ الميلاد ووجبتك المفضلة، وأحد المذيعين كان قد طلب من الصديق نصر الدين شلقامي وهو معروف للقاصي والداني انه متخصص في الزراعة طلب منه أن يقرأ له قصيدة من أجمل اشعاره فانفعل شلقامي على الهواء مباشرة، وقال له (أنا ما شاعر يا انت)! فهل هناك تشويش أكثر من ذلك والتلفزيون يقدم برنامجاً يقدم صورة لا تشبهنا. .... لا علاقة له بالصباح ولا المساء معقول، تحدث عن التخطيط الاستراتيجي من الصباح... والخطة الخمسية والملاريا من الصباح طيب ماذا تناقش في المساء. وعندما نتحدث عن تشويش يجب أن نتحدث عن بعض مذيعات التلفزيون اللائي لا يفرقن بين اللام القمرية واللام الشمسية، ولا أفهم من الذي يجري المعاينات في التلفزيون مثلما لا أفهم ما هي المعايير والضوابط. والحديث عن التشويش يجب أن يتطرق لمنهج العمل الاداري الذي يعتمد على عدم المؤسسية. والحديث يطول ويطول ويطرح السؤال من الذي يشوش على التلفزيون انه يشوش على نفسه لأنه لا توجد أي أسباب للتشويش اذا علمنا ان أسباب التشويش على قناة الجزيرة معلومة وهي تأثيرها الخطير في الساحة العربية، ومواجهة قناة الجزيرة لا يكون بالتشويش عليها وانما يكون بتطوير الاعلام الرسمي المتكلس السطحي الذي مازال يدور في تقليدية الستينات والعالم من حولنا بتطور والنظريات الاعلامية البالية مثل (حارس البوابة) لن تنجح في عالم اليوم والاعلام الرسمي يحتاج إلى خبراء ومنظرين واصحاب كفاءة ونزاهة وحكمة ليقدموا الحلول. والاعتماد على اصحاب الولاء فقط دون الكفاءة أضر بالاعلام الرسمي وأقعده في كرسي متحرك ، الحكومات الذكية هي التي تستعين بالمحترفين والمحترف يفهم تقديم رسالة اعلامية مقنعة ولا يعمل وفق أجندة سياسية.. الحلقة الاضعف في الانقاذ هي الاعلام واضرها تسييس الاعلام وابعاد الكفاءات والخبرات وهي تدفع الثمن الآن ومازالت تعاند وتكابر والتغيير الاعلامي يجب أن يكون واقعياً وشفافاً ودفن الرؤوس في الرمال ستدفع ثمنه الحكومة والنصيحة التي يجب أن يفهمها اصحاب القرار (عدو عاقل خير من صديق جاهل) والمقولة التي يجب ان يسمعها التلفزيون بعد أن يفيق من الغيبوبة أن التلفزيون فيه تشويش طبيعي ولا يحتاج إلى أي تشويش وتصبحون على تشويش!! [email protected]