تظل الداخليات بمثابة البيت الثاني للطلاب بما توفره من خدمات وتهيئة جو المذاكرة خاصة طلاب الولايات، وبالرغم من ان الداخلية توفر الراحة والحرية للطلاب، الا ان تلك الحرية استغلت لغرض اخذ قسط من الراحة والنوم فقط، وتعتبر داخلية خولة بنت الازور من الداخليات التي سعت الى توفير سبل الراحة، لكن بعض طلاب الداخلية اشتكوا من الطعام غير الصحي في الكافتريا والقطوعات المتكررة للمياه في الطوابق العليا. في البداية التقينا بالطالبة رميساء احمد التي قالت لنا: إننا نعاني من مشكلة الطعام غير الصحي لذلك نلجأ الى البحث عن الطعام الجيد خارج اطار الداخلية، ويمثل انقطاع المياه خصوصا اني اسكن في الطابق الثالث مشكلة كبرى. وتواصل رميساء حديثها قائلة: إننا نفتقد وسائل الترفيه في الداخلية حيث لا يوجد تلفزيون، كما ان النشاطات متوقفة في الداخلية، مشيرة الى ان بيئة الداخلية منفرة «لا انت تحبها ولا تحبب اليها آخرين». وتحدثت الينا مودة صديق كلية الزراعة وقالت إن طلاب الداخليات دائما يواجهون مشكلة التأقلم مع بيئة اخرى جديدة، والانسان ابن البيئة. وتواصل حديثها عن معاناتها في الداخلية وتقول إن الصعوبة الاولى في الداخلية هي حساب ميزانية مصروفاتها وضبط منصرفاتها، خصوصا في ظل عدم معاونة أي شخص. وعلي صعيدها الشخصي قالت مودة: ان طعام الداخلية غير صحي ويفتقد الى الجودة ولا يتناسب مع السعرات الحرارية التي يحتاجها الطالب في المذاكرة، والازدحام داخل الغرف والصحة النفسية لا يوجد لها من قبل ادارة الداخلية، ولا توجد وسائل ترفيه. واكدت مودة ان اللجوء الي السكن الداخلي لم يكن الا لضرورة ملحة، وتمنت مودة لو ان كل طالبات الداخليات حرصن على رعاية انفسهن من اجل التحصيل المثمر من اجل رفعة اسرهن. والتقينا امام الداخلية بايمان الطاهر التي قالت إن هناك فرقا كبيرا بين الداخلية والبيت، فداخل البيت الجو الاسرى الذى افتقده كثيرا، والاشياء المتوفرة وكل سبل الراحة، اما فى الداخلية نعم الواحدة مرتاحة جسديا لكن معنويا لا، وتقول ايمان ان الداخلية اجتماعيا عبارة عن سودان مصغر من خلاله نتعرف على تقاليد وعادات القبائل المختلفة. ودلفت الى المشكلات التى تعاني منها داخل الداخلية التى تتمثل فى الاكل غير الصحى وكذلك انعدام النشاطات وعوامل الترفيه المختلفة. وقالت: يمكنك اكتساب صفات العشوائية في دقائق، ويمكنك ان تسمعي الفاظا غير مستحبة مثل «يا فردة» ولغات الشارع، وتؤكد ايمان انها كانت تسمع هذه الالفاظ وقد اعترضت عليها، لكن من شدة الاستماع اليها فقد أصبحت عادية. وقالت: يضاف الى ذلك ان تفاوت ازمان المحاضرات والراحة يسبب ازعاجا داخل الداخلية. وقابلنا هند محمود كلية الدراسات الزراعية التي قالت إن الداخلية توفر لها الحرية والراحة بالكامل، وان لديها اهلا بالعاصمة، ولكنها فضلت الداخلية نتيجة لحساسيتها المفرطة تجاه ازعاج اهلها. واشتكت هند من رداءة الخدمات بالداخلية.