الدولة تؤكد أنها تعمل جاهدة لوضع حلول ناجعة لمحاربة ومحاصرة قضية البطالة، بيد أن الواقع على الأرض يؤكد ازدياد أعداد الشباب الباحثين عن العمل وأولئك الجالسين على رصيف البطالة، لتظل هذه القضية تراوح مكانها، وأخيرا اعترفت وزارة العمل بأن نسبة البطالة بالبلاد تزيد سنويا بمعدل 2.6%، موضحة أن نسبة العطالة وفقا للتعداد السكاني الاخير قدرت ب 15.9%، في وقت قرر فيه المجلس الوطني استدعاء جميع الجهات التنفيذية ذات الصلة لمعالجة قضية البطالة. وقال وزير العمل داك بيشوب بالبرلمان إن نسبة العطالة في البلاد تبلغ 15.09%، وأن نسبة القوة العاملة 11.7 مليون والقوة البشرية 26.7 مليون، وأن نسبة البطالة في الفئة العمرية ما بين 15 الى 24 عاما تبلغ 22.9%. واكد الوزير ان البطالة وسط الشباب تمثل اعلى نسبة، واعتبرها مشكلة بنيوية مرتبطة بمرحلة الانتقال الديمقراطي التي تمر بها البلاد، ومشكلة البطالة تعاني منها كل شعوب العالم بأجمعها، غير أن السودان يكتوي شبابه بنيرانها الحارقة شرقا وغربا وشمالا خاصة في ولاية الخرطوم التي يكثر العاطلون فيها من خريجي الجامعات الذين لا يملكون وظائف. وفي هذا الصدد يقول الشاب الطيب ابراهيم إن مشكلة البطالة بمثابة العائق امام الشباب الذين يتخرجون في الجامعات. وقال ان الشاب عندما يتخرج يحلم بالوظيفة المرموقة، غير انه بعد التخرج لا يجد فرصة عمل، ويظل يبحث في المؤسسات الحكومية والخاصة ليجد وظيفة، غير انه يجد الابواب التي طرقها موصدة امام وجهه واحلامه وتطلعاته، وهذا الأمر يسهم في اصاباته بالاحباط والاحراج امام اسرته التي دفعت «دم قلبها» في دراسته، وذلك حتى يأتي اليوم الذي يرفع فيه العبء عن كاهلها. وكشف الطيب عن وقوع الشباب في براثن الرذيلة وذلك بداعي الإحباط وعدم وجود البرنامج الذي يشغل الشاب ويصرفه عن الوقوع في المعاصي. الشاب عبد الرحمن محمد أكد أن قضية البطالة كانت من الأسباب المباشرة التي أسقطت الكثير من الانظمة بالدول العربية، وذلك لأن الشباب ضاقوا ذرعا بالجلوس على رصيف البطالة الذي تمضي اعداده في ازدياد متواصل، دون ان تكون هناك جدية وملموسة من قبل الدولة تسهم في وضع حد نهائي لمعاناة هؤلاء العطالى، وطالب الدولة بمراعاة ظروف الشباب الذين اعتبرهم قد تحملوا فوق طاقتهم وصبروا كثيراً على المعاناة.