البحث عن العمل أضحى العنوان الأبرز لتحركات معظم مواطني ولاية كسلا التي ظلت تشهد تزايداً متطرداً في اعداد البطالة والجالسين على رصيف إنتظار فرص العمل التي أضحت ضيقة بل معدومة حسبما أشار الشاب عباس محمد حسن الذي قال إن هناك وفرة غير طبيعية في الأيدي العاملة بالولاية ، وأشار الى أنهم كشباب فقدوا الامل تماما في ان يأتي يوم يحمل بين طياته حلا لمعاناتهم مع البطالة التي إستشرت وسط الشباب والخريجين وحتى الواسطة قال انها لم تعد تجدي نفعا في إيجاد وظيفة بالدولة او شركات القطاع الخاص . ويقول الخريج محسن إبراهيم انه ظل منذ خمس سنوات يبحث عن عمل ثابت بالدولة يدر له دخلاً ثابتاً يواجه به ظروف الحياة ويساعد به أسرته التي قال انها تحملته وصرفت عليه وقتا ليس بالقصير على امل ان يخفف عنها الحمل بعد تخرجه الا ان ذلك لم يحدث بسبب عدم وجود وظائف داخل وخارج الولاية . وتشير محاست ابوذر الى ان العطالة في كسلا أصبحت امراً عادياً وغير مستغرب وتساءلت ماذا نفعل واين نذهب حتى نستطيع ترجمة ماحصلنا عليه من علم في الجامعات على ارض الواقع لنستفيد ونفيد السودان ،وطالبت حكومة ولاية كسلا بالبحث عن طرق للاستفادة من علم وحماس الشباب عبر مشاريع او تعيينهم في الوظائف الحكومية . من جانبه أرجع محمد الأمين فكي رئيس إتحاد عمال ولاية كسلا ظاهرة إنتشار البطالة الى إيقاف تعيين الخريجين في الوظائف الحكومية بالولاية منذ 2002 وقال ان هناك نقصاً واضحاً في الوظائف بوزارتي الصحة والتعليم وان هناك وظائف شغرت بسبب الإحالة الى المعاش وظروف المرض والوفاة الا أن هذه الوظائف ظلت شاغرة وكان يجب ان تشهد إحلالاً بواسطة الشباب والخريجين . الأستاذ سيف الدين آدم هارون مدير مكتب الجزيرة للخدمات الاعلامية بمدينة كسلا يرى أن إنتشار البطالة بالولاية يعود الى عدد من الاسباب منها تدهور الزراعة التي تعتبر المهنه الاولى للمواطنين وقال انها لم تعد كما السابق حيث كانت تمثل مصدر دخل وتفر فرص عمل للأيدي العامله وارجع تدهورها الي عدم إستقرار الكهرباء التي تعتمد عليها البساتين في الري بالاضافة الى عودة إنتشار المسكيت في اجزاء واسعه من مشروع القاش الزراعي ،واشار الى ان الهجرة من الريف الى حاضرة الولاية بسبب ضعف الخدمات ساهم في ضيق فرص العمل بالمدينة علاوة على إزدياد عدد اللاجئين من دول الجوار الذين شغلوا عدداً من المهن مما اسهم في تضييق سوق العمل على الشباب واصحاب الأعمال الحرة . الإقتصادي عمر عبداللطيف حذر من إفرازات تفشي البطالة بعدد من ولايات السودان وقال ان هذا الامر من شأنه ان يسهم في عدم الإستفادة من طاقات الشباب والخبرات التي اكتسبونها في الجامعات وقال ان البطالة تفتح أبواباً لاتعود بالفائدة على الأيدي العامله المتوقفه عن العمل قسريا.