أعلن الجيش رصد تحركات مشبوهة للجيش الشعبي بجنوب كردفان منذ أبريل الماضي، بعد خسارة الحركة الشعبية لانتخابات الولاية ورفعها شعار «النجمة أو الهجمة»، وكشف عن إفشاله مخططات تخريبية بكادوقلي عبر استباقه بإدخال وحدات مدرعة للمنطقة. نفى بشدة مزاعم بسقوط طائرات تابعة للقوات المسلحة بالمنطقة. وقالت القوات المسلحة في بيان لها امس، إن تلك التحركات تم رصدها في عدة مناطق مثل بحيرة الأبيض والجبال الشرقية والجبال الغربية، خاصة بمناطق كروقي، وأم دورين، والحجيرات، وفامي، وأم دلو، وكاودا، وجُلُد، وكرنقو عبدالله وغيرها. وأشارت إلى منع الجيش الشعبي لحركة دوريات قوات حفظ السلام الأممية «يونيمس» خلال شهر مايو من الوصول لمنطقة بحيرة الأبيض التي كان قد تم اختيارها كنقطة تجمع لقوات الحركة الشعبية، كما تلاحظ أن مجموعات كبيرة من الجيش الشعبي كانت ترتدي الزي المدني وتجوب مدينة كادوقلي، بجانب تحرك كل قوات الحركة الشعبية إلى المدن والجبال. وأضافت القوات المسلحة أنه وعقب إعلان نتيجة الانتخابات بولاية جنوب كردفان، أعلنت الحركة مباشرة عدم اعترافها بالنتيجة وهددت بالسيطرة بالقوة على كل الولاية رغم اعتراف المراقبين المحليين والدوليين بالنتيجة وبنزاهتها. وتطرق بيان الجيش إلى تعرض موكب والي الولاية، أحمد هارون، لقصف عنيف من الجبال المطلة على شارع المطار من كمين نصبه أفراد الحركة الشعبية لاغتياله بمشاركة جميع وحدات الحركة الشعبية المشتركة من جيش وشرطة. وأشار إلى ما قام به منتسبو الحركة الشعبية بالقوات المشتركة بتوجيه أسلحتهم إلى رفقائهم بالقوات المشتركة من منسوبي القوات المسلحة، إضافة إلى قيام الحركة الشعبية بعملية اغتيالات لعدد من أبناء المنطقة المنتمين للمؤتمر الوطني في عملية «تصفية بربرية بدم بارد تنكرها طبيعة المجتمع السوداني». وأكدت القوات المسلحة في بيانها أنها تعمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها بولاية جنوب كردفان بفتح وتأمين الطرق وتأمين المدن الرئيسية والمحطات والمواطنين والمنشآت الحيوية لضمان انسياب ووصول المساعدات الإنسانية. واستنكرت تدخل الحركة الشعبية في الشأن الشمالي ومحاولاتها المستمرة لفرض وصايتها على أبناء ولاية جنوب كردفان، ودعت أبناء جبال النوبة لتحكيم العقل والعمل جنباً إلى جنب مع حكومة الولاية من أجل المواطن وازدهار وتنمية المنطقة. وأورد بيان الجيش أنه عند تحرك الوالي في الخامس من يونيو لأداء القسم بالخرطوم، أغلقت الحركة الطرق الرئيسية المؤدية إلى كادوقلي وسيطرت على بعض النقاط المهمة المحيطة بمدينة كادوقلي، كما بدأت بإطلاق نار كثيف على المدينة، وهو الأمر الذي دعا- بحسب البيان- إلى تحرك وفد عالي المستوى مكون من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية من الخرطوم إلى كادوقلي في السادس من يونيو، وعند وصول الوفد تحرك أعضاء الحركة الشعبية إلى أحد الجبال المجاورة لكادوقلي، حيث عقدوا اجتماعاً برئاسة عبدالعزيز الحلو. وأفاد البيان أن وفد الشريكين عقد اجتماعاً مطولاً مع لجنة أمن الولاية وعناصر الحركة الشعبية وتوصلوا لاتفاق من ست نقاط: - سحب القوات الكبيرة التي تقوم بحراسة منزل الحلو مع الإبقاء على عدد الحراسة الطبيعي. سحب كل قوات الحركة الشعبية إلى المناطق التي حددتها الاتفاقية. وقف أية عدائيات بين الطرفين. الحفاظ على الأمن وفق ما نصت عليه الاتفاقيات والبروتوكولات. الاستمرار في الحوار خاصة في الجانب الأمني. استعادة هيبة القانون والنظام بواسطة لجان مشتركة. وأضاف بيان الجيش أنه بعد نهاية الاجتماع، غفل الوفد راجعاً للخرطوم، ولكن موكب الوالي الذي كان في وداعه تعرض في طريق عودته إلى مدينة كادوقلي لقصف عنيف من الجبال المطلة على شارع المطار من كمين نصبه أفراد الحركة الشعبية لاغتيال هارون، وحسب «معلوماتنا» فإن جميع وحدات الحركة الشعبية المشتركة من جيش وشرطة «كانت متورطة في هذه المؤامرة». وأشار الجيش السوداني إلى أن قيامه بإدخال وحدات مدرعة إلى كادوقلي، كان قد أدى إلى إفشال كثير من المخططات التخريبية التي كانت الحركة الشعبية تنوي القيام بها. وأبدى الجيش أسفه للإدانة غير المتوازنة من قبل يونميس في ادعائها بإفراط الجيش في القصف، وهي نفسها التي صمتت عن إدانة البادئ بالعدوان ضد المواطنين العزل والمتسبب الحقيقي في ترويع الأهالي ونزوحهم.