تعيش منطقة كرري العجيجة حالة من المعاناة اثر انعدام المياه في كافة انحاء حلة خالد وادريس ما دفع بالمواطنين طلب الاستغاثة عبر صحيفة الصحافة التي تلقت مهاتفة من احد المواطنين بالمنطقة كشف فيها عن سوء الاوضاع ومعاناة الاهالي بسبب افتقادهم للعنصر الرئيس بين اسباب الحياة منذ اكثر من اسبوع . ( الصحافة ) وفور انتهاء المكالمة عمدت الى زيارة المنطقة بغية تلمس المعاناة التي تحدث عنها المواطن دفع الله عبدالرحمن احمد . كانت محطة المياه هي اولى وجهات الجولة التي قامت بها الصحافة فكان اللافت اننا واثناء دخولنا الاحياء كنا نصادف الاطفال وبعضهم لا يتجاوز سن العاشرة وهم يحملون الجرادل وباقات البلاستيك الكبيرة بحثا عن المياه وكانت مناظر الركشات المحملة بمواعين المياه من الاشياء اللافتة . في احدى محطات المياه وجدنا امرأة في العقد الثالث وهي تنتظر ان تجود عليها حنفية المياه بما يذهب الظمأ .. في وقت كانت تمثل فيه تلك الحنفية مصدر المياه الوحيد .. كان جود الحنفية مثل ام ذلك الشاعر القديم الذي عرف بهجائه اللاذع .. كانت الحنفية تأبى ان تجود بالماء الا قليلا . وبرغم بخلها وعطائها الشحيح، فقد كان التفاف الناس حولها كثيفا وهنا لا مفر فاما الظمأ واما الاصطفاف حول تلك الحنفية .. في صفوف الانتظار التقت الصحافة امل عبده سيدة في عقدها الرابع التي تحدثت مشيرة الى ان انقطاع المياه بالمنطقة امتد لاكثر من اسبوع ما ادى لبروز معاناة حقيقية دفعت الاهالي للتفرق بغية الحصول على الامداد المائي الذي يعتبر اكسير الحياة ودعامتها الحيوية ،وقالت امل انها باتت شبه متفرغة لتوفير الماء وتركت العديد من الاعمال المنزلية وناشدت امل هيئة مياه كرري بالعمل على ايجاد حل جذري لمشكلة المياه بالمنطقة . من جهتها قالت صفاء احمد بان انقطاع الامداد المائي بالمنطقة قد بلغ ذروته قبيل العاصفة الترابية التي ضربت الخرطوم مساء السبت ، وكشفت صفاء ان المياه تنقطع بصورة تامة اثناء ساعات النهار لتأتي بشكل ضعيف ومتقطع ليلا، صفاء كشفت انها اتصلت بمشغلي محطة الماء متسائلة عن سبب توقف الامداد بالمحطة غير ان العاملين اكدوا عدم المامهم بالاسباب الفنية التي تعطل المحطة واشار عمال المحطة بحسب صفاء الى انهم اتصلوا بهيئة مياه كرري منذ اليوم الاول بيد انهم لم يأتوا. مصطفى محمد الامين وجدناه بذات المحطة ذات الحنفية الواحدة ، مصطفى الذي جاء يحمل باقة بهدف الحصول على الماء تساءل في حنق ( من المسئول عن هذه المعاناة التي يعيشها المواطنون بالمنطقة ؟ ) بيد انه عاد للقول ان جغرافية المنطقة عالية ما ادى لمضاعفة معاناة الاهالي ، فيما اشار محمد احمد عبدالله ان المنطقة افتقرت للاستقرار في الامداد المائي منذ (4) شهور غير ان الايام الثلاثة الماضية شهدت شحا غير معهود ، وقال محمد احمد ان منزله المجاور للمحطة مكنه من الوقوف على جملة من الحقائق اولها ان آليات المحطة لا ترفع المياه فكثيرا ما يسمعون صوت التشغيل ولا يشاهدون مخرجات من المياه وحتى تشغيل الموتورات لا يمكن المواطن من الحصول على المياه كما كان يحدث في السابق ، وطالب محمد احمد استبدال المحطة الجوفية الحالية بأخرى يكون مصدرها النيل حتى يتم حل المشكل بصورة نهائية ، و انتقد محمد تلكؤ اللجنة الشعبية في رفع الامر للجهات المختصة بسبب وجود منازل اعضاء اللجنة في الجانب الآخر من الاحياء المعروفة بانخفاضها ما يعني استمرار واستقرار الامداد . الصحافة زارت منزل احد اعضاء اللجنة الشعبية اسمه ادريس محمد علي الحاج ووجدت الامداد مستقرا .. ادريس اعترف بضعف الطلمبات وصغر المواسير فبينما كان المطلوب ان تكون الشبكة بقطر (4) بوصة الا انها اقل من ذلك اذ تبلغ (2) بوصة. وقال ادريس ان القطوعات المستمرة في الامداد الكهربائي وتماطل العمل وراء الازمة وقال ادريس بان اللجنة تسعى لتوسعة المحطة وقد تم تكوين لجنة لمتابعة تنفيذ التوسعة واستبدال الشبكة.