بينما كنت أشاهد طائرات الأنتنوف يجري تحميلها بالقنابل، وطائرات الميغ عائدة من مهمة في ولاية جنوب كردفان يوم الجمعة الماضي، انتاب قلبي الحزن. التوترات السياسية والأمنية غير المحسومة اندلعت في شكل مواجهات مسلحة وأعمال قتل في أنحاء الولاية. هنري بيلينغهام ، وزير الشؤون الأفريقية، أدان العنف ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية من كلا الجانبين. اليوم أنا أضم صوتي لتلك الدعوة: يجب أن يكون هناك وقف إطلاق نار فوري و إتفاق بشأن عملية التوصل إلى حل سياسي للقضايا العالقة في جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق. التقي القائدان في أديس أبابا بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زناوي ورئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي. آمال ومخاوف الملايين من السودانيين في أيديهما. لقد دعمت المملكة المتحدة وستواصل دعم جهود اللجنة التنفيذية رفيعة المستوى التابعة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في سعيها إلى التوصل إلى اتفاق بشأن المسائل العالقة في إتفاق السلام الشامل وقضايا مرحلة ما بعد الإستفتاء. الرئيس البشير والنائب الأول سلفا كير لديهما فرصة لتحقيق سلام دائم. لقد شجعت كلا الطرفين خلال الأيام القليلة الماضية في جوباوالخرطوم على الدخول في مناقشات نهائية بروح الأخذ والعطاء. قمت كذلك بطمأنتهم أن المملكة المتحدة ستبقى ملتزمة بمساعدة الطرفين على المدى الطويل لكي يصبحا دولتين قابلتين للحياة ومزدهرتين. وزير الخارجية كرتي سمع نفس الرسالة عندما كان في لندن الأسبوع الماضي وإلتقى وزير الخارجية. وبالمثل تحدثت إلى الرئيس سلفاكير عندما رأيته يوم الخميس الماضي للمرة الأخيرة على الأرجح قبل التاسع من يوليو. ولكن بينما يتحدث القادة، لا يزال القتال مستمراً. لن يتحقق السلام باتباع الحل العسكري الذي يترك آثاره السيئة على المدنيين، ويخلق بيئة تزدهر فيها الفوضى. هناك تقارير متزايدة عن تعرض مدنيين للقتل من جانب واحد أو آخر على أساس إنتمائهم السياسي أو أصلهم العرقي. دقة وحجم مثل هذه الحوادث لا تزال غير واضحة. ولكن لا ينبغي لأي شخص أن يكون لديه أدنى شك حول الإستياء العالمي الذي تثيره مثل هذه الأفعال. إذا ثبتت صحة هذه التقارير، ستكون هناك حاجة لتقديم المسؤولين عنها للمساءلة، وسوف يكون للعدالة يومها. *السفير البريطاني في الخرطوم