ونصيحتي للشباب الاهتمام بالتدريب ٭ من رموز الإعلام السوداني، امتدت مسيرته الاذاعية لاكثر من ثلاثين عاما، وقدم العديد من البرامج الاذاعية على اثير هنا ام درمان، من ابرزها «صالة العرض»، وأولى البرامج التي قدمها في عام 1964م بعنوان «المايكرفون المتنقل»، والعديد من البرامج التي كان آخرها «فنان من الزمن الجميل». وعمل مديرا للبرامج بالاذاعة الطبية التي قدم عبرها برنامج «مشوار مع فنان»، ومؤسس للإذاعة الاقتصادية التي قدم عبر اثيرها برنامج «مشوار الزمن» و«قفة ملاح»، وتاريخه حافل بالعطاء الاعلامي، فقد عمل مديرا لعدد من الاذاعات الولائية وتبنى الكثير المواهب البارزة في مجال التقديم الاذاعي، ويشغل حاليا منصب مستشار وزير التخطيط الاجتماعي بالولاية الشمالية.. إنه علم الدين حامد الإعلامي المخضرم الذي التقينا به في هذا الحوار القصير.. فإلى ما جاء فيه. ٭ باعتبارك من رواد العمل الاعلامي في السودان .. ما هي الرسالة التي توجهها للتلفزيون؟ بداية أشيد بإدارة التلفزيون وبالتقنية الحديثة التي توفرت في مجال نقل المعلومات المرئية عبر الأثير، وقد نقلت هذه الإشادة للسيد المدير العام لاهتمامه بتطوير الكوادر العاملة في التلفزيون، وأكثر ما لفت انتباهي اهتمامه بالرواد، وعاد البعض الى العمل من جديد، وأناشد التلفزيون أن يسهم في ترقية وتطوير التلفزيونات الولائية ومساعدتها في تطوير الرسالة المحلية وتدريب كوادرها، وأن يعمل على زيادة مساحة بث التلفزيونات الولائية لتصل الى كل المحليات، وتعكس الثقافات المحلية لتلك المجتمعات. ٭ ما هى المعوقات التى تعترض الإعلام السوداني نحو العالمية؟ بالتأكيد هناك ثمة معوقات، ولعل من اولها عدم توفر التدريب وعدم تطوير الاداء ومن ثم عدم توفر التمويل، ولا تقتصر تلك المعوقات على نقل الإعلام السوداني الى العالمية، بل أنها عقبات تواجه الاعلام على المستوى المحلي، فالمال والجهد والتدريب من أكثر العناصر التي تسهم في ترقية وتطوير العمل الاعلامي، خاصة اذا ما اهتممنا بالكوادر الولائية. ٭ من خلال متابعتك لبرامج اذاعة هنا أم درمان ما هو الفرق بين الماضى والحاضر؟ الإذاعة مازالت تحتفظ ببريقها حتى اليوم على الرغم من مرور سبعين عاما على تأسيسها، الا ان برامجها مازالت تسير على ذات النسق من التميز والابهار وابتكار الجديد، وما زادها القاً هو التطور التقني والتكنلوجي الذي شهدته الاذاعة القومية خلال فترات متتالية، وقديما على الرغم من صعوبة الاتصالات والمواصلات الا اننا كنا نعمل بهمة وعزم لاخراج البرامج في قالب يليق بالمتلقي السوداني اينما كان. ٭ ما هو الدور المنتظر من وسائل الإعلام المحلية في تحقيق الوحدة الوطنية؟ وسائل الاعلام بذلت أقصى ما لديها لدعم وحدة الوطن، وأسهمت في تشكيل وجدان المواطن السوداني داخل وخارج الحدود، وعندما نسمع «صالح ولوال» ووردي من الشمال وزكي عبد الكريم والتاج مكي من كسلا، وآدم شاش من بورتسودان وعبد القادر سالم من كردفان، والكاشف من مدني.. عبر أثير الاذاعة أو شاشة التلفزيون.. هنا نرى لوحة فنية تعبر عن وحدة الوطن بابسط الدلالات، والاذاعة بلا شك عمقت مفهوم الوحدة الوطنية ومايكرفونها يتجول بين الجنينة والفاشر ودنقلا وواو وعطبرة، كذلك التلفزيون أبرز لوحة جميلة للسودان الواحد عبر الشاشة. ٭ وماذا عن الصحافة السودانية ؟ الصحافة السودانية لعبت دورا كبيرا بوعي ملحوظ.. وتناولت مضوعات متنوعة عبر كتابها، ونجحت في نقل نبض الشارع السوداني في كل المراحل والمناسبات، واعتقد أن الأجهزة الإعلامية تلعب دورا متكاملا مع بعضها البعض، واصبحت تشكل مرآة للمجتمع السوداني. ٭ كيف تقيم تجارب الإعلاميين الشباب في الاذاعة والتلفزيون؟ الإعلاميون الشباب مازالوا بحاجة الى مزيد من التدريب لمواكبة التطور الاعلامي، ولا بد من تمكين لجان اختيار المذيعين لأنهم هم الواجهة، ولا بد لهم من الاهتمام بالاطلاع وردم الهوة السحيقة بين الاجيال الاعلامية وتحقيق تواصل الاجيال، لاسيما الحذر والتأني في الظهور، والاستفادة من الخبرات السابقة، والتحسين المتواصل، والاهتمام بالتثقيف، وعدم التنقل من اي منبر اعلامي الى الآخر بسرعة لأن ذلك يشكل خصماً على التجارب الشابة. ٭ من خلال تجربتك بالولاية الشمالية.. ما هو الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام المحلية؟ لم يقتصر دور وسائل الاعلام الولائية على التوعية فقط، بل اصبحت ترافق المستمع والمشاهد اينما كان، لمعرفة احتياجاته ورغباته. وعلى الرغم من العقبات المالية التي تواجهها وضعف التدريب الا انها تعمل ما بوسعها لايصال رسالتها، وعبركم أناشد المسؤولين الاهتمام بوسائل الاعلام المحلية للدور الكبير المنتظر منها.