ترى ماهي الأسباب الرئيسة في اندلاع الصراع بين وزير الارشاد مولانا أزهري التجاني ومدير هيئة الحج والعمرة مولانا أحمد عبدالله ؟ ان وزارة الارشاد التي كانت في السابق وزارة الارشاد والاوقاف ظلت تضم خيرة الرجال الى ان برزت الى السطح صراعات القادمين الجدد مع اصحاب التاريخ الطويل ولذلك يتساءل الكثيرون عن اسباب هذا الصراع هل جاء بسبب رغبات قديمة لرجال متنفذين ظلوا يستفيدون من الاوقاف الاسلامية والاموال التي تدرها ام ان الصراع يكشف عمق ازمة النظام الحاكم ككل بعد ان راجت انباء عن انقسام في اوساط مراكز القوى بحيث اصبح كل صراع يتخذ شكل الاخطبوط ويتطبع بطابع الكبار ؟ نعم لم يعد يخفى على احد مسألة فلان محسوب على جماعة فلان من الكبار وفلان يتمتع بالدعم والمؤازرة والحماية من الرجل الكبير او مجموعة الكبير ولذلك لن يستغرب العالمون ببواطن الامور تطورات مجريات صراع الارشاد وهيئة الحج والعمرة . ان الحج في الاسلام اشهر معلومات وهو عبادة مبينة في كتاب الله العزيز الحكيم بيد انه في السودان خصوصاً في السنوات الاخيرة بدأ يتخذ طابع التجارة وليس العبادة فالهيئة او الوزارة تعقد الاتفاقات مع الجهات الرسمية في المملكة على تفويج الحجاج بالتعاون مع اصحاب وكالات السفر في البلدين ثم تقوم الهيئة بالتضامن مع الوزارة بالاعلان سنوياً عن الضوابط و( الروابط ) الجديدة للحج والعمرة وتضع الرسوم والاتاوات هذا يذهب ريعه للوزارة وهذا للصحة وذاك للولاية وآخر للداخلية وهلمجرا حتى اصبح الحج إشكالية حقيقية امام عباد الرحمن واغتنى بسبب ذلك رجال لهم لحى ويزعمون انهم مسلمون وهم يقفون بين الحجاج وزيارة بيت الله وقبر الرسول الكريم،وقد كتبنا عن ذلك الامر كثيراً ولكن للاسف الشديد لم ينتبه اي من الحاكمين لأهمية الامر بسبب ان مصلحة المسلمين هي آخر ما يمكن ان يفكروا فيه . وليتهم وقفوا عند هذا الحد ..كلا بل اساءوا الى الحجاج ونحن نتذكر جميعاً الشكاوي الكثيرة التي ترد الى الصحف مع نهاية كل موسم عن الضرر الذي لحق بالكثير من الحجاج جراء اهمال بعثة الحج الرسمية واصحاب بعض الوكالات المحسوبة على اقرباء الحكام ، نعم لم يكتفوا بفرض الاتاوات فحسب فطمعوا في اموال الحجيج التي يحولونها عبرهم بشيكات مريبة فيحصل التطفيف في الميزان وتكثر الشكاوي والتأخير والنوم في العراء وغيره وغيره . نعم جرت تحت جسر حكاية الحج في كل عام مياه كثيرة تسببت في كثير من اللعنات النازلة على دماغ الحاكمين لانهم صدوا عن السبيل بعلم او بغير علم وما ينتظرهم أسوأ ولا يقارن بالنعيم المتحقق من الاموال التي جنوها باسم الحج والعمرة، ولن ننسى كافة المؤتمرات الصحافية التي ظلوا يعقدونها كل عام منذ عهد الوزير عصام ولن ننسى ارتال منسوبي النظام الذين ظلوا يتمتعون بالحج المجاني كل عام هم واسرهم ظناً منهم انهم يتقربون الى الله ونسوا ان الله طيب ولا يقبل الا طيبا ، ان الصراع حول فرص واموال الحج سيتخذ طابعاً متطورا بسبب ان الكبار دخلوا في الصراع كل يناصر من يليه من الموظفين الأدنى ، نعم يناصرون بعضهم البعض وهم ينسون انه سيأتي يوم لن يجدوا فيه ولياً ولانصيرا ..فالموضوع لا يتعلق بحقوق العباد فحسب ولا بمصير اموال الواقفين المتوفين الذين اوقفوا اموالهم ابتغاء مرضاة الله ولكن ما ينساه هؤلاء ان المسألة تتعلق بالحج الى بيت الله الحرام وما سيستتبع ذلك من مسؤوليات جسام تصاحب المرء الى قبره . نسأل الله السلامة( وللحديث بقية ) .