تابعنا إبان الأزمة التي ضربت وزارة الارشاد وهيئة الحج والعمرة الاتهامات المتبادلة بين وزير الاوقاف ومدير الهيئة الموقوف أحمد عبدالله وكتبنا بالحرف الواحد انه لم يعد يخفي علي احد مسألة فلان محسوب علي جماعة فلان من الكبار وفلان يتمتع بالدعم والمؤازرة والحماية من الرجل الكبير او مجموعة الكبير ولذلك لن يستغرب العالمون ببواطن الامور تطورات مجريات صراع الارشاد وهيئة الحج والعمرة ..وفعلاً تطور الامر وتم ايقاف مدير الهيئة عن العمل بمبررات إخضاعه للتحقيق للاستيثاق من الاتهامات التي ظلت مثارة من مناصري وزير الاوقاف وتم تكليف الاستاذ آدم جماع بادارة شئون الهيئة الي حين الفراغ من التحقيق وبالتالي البت في مسألة اقالة المدير او اعادته الي منصبه معززاً مكرما . نعم هذا ما حدث بالضبط وتوقفت شهرزاد الجهات المتنفذة عن الكلام المباح وشهدت الهيئة في ظل هذه الظروف حركة محمومة لترتيب الامور العالقة من اختيار الوكالات والوفود الرسمية وتقسيم الادوار ومستتبعاتها وغير ذلك من الاعمال التي كانت تمثل منشأ الخلافات بين الوزارة والهيئة ، ومن الواضح ان الحديث عن اجراء تحقيق مع المدير كان لذر الرماد فقط وتمرير الاجندة التي كانت مفرملة بواسطة الهيئة وإلا فالسؤوال الذي يطرح نفسه الآن هو لماذا لم يتم التحقيق مع مدير الهيئة حتي تاريخه ؟ وإذا تم التحقيق معه لماذا لم تعلن نتائج ذلك التحقيق ؟ ان ابعاد مدير الهيئة بالصورة التي تمت وتسيير العمل من بعده بالصورة المشاهدة ينم عن حقائق واضحة ويكشف عن اسرار ما يجري تحت ستار خدمات الحج والعمرة . لقد كتبنا قبل فترة مطالبين السيد رئيس الجمهورية بإيقاف الإتجار في ركن من اركان الاسلام وتوقيف عمليات الجبايات المتعددة التي تؤخذ من عباد الرحمن تحت ستار تقديم خدمات النقل من والي الاراضي المقدسة و السكن والاعاشة والعلاج ..كتبنا مطالبين فالوالي مسؤول عن رعيته خصوصاً عباد الرحمن لانهم ما ذهبوا وتكبدوا مشاق السفر الا طلباً لمرضاة الله فمن العيب تصعيب الامور عليهم بدلاً من تيسيرها ولعل اهل السودان جميعاً يعلمون عن اخبار انقطاع الحجاج والمعتمرين المتكرر وعجزهم عن القدوم الي اهاليهم بسبب فشل الجهات المنظمة او التي تزعم انها تنظم اعمال الحج في توفير الناقل الامين او الخدمات التي تماثل ما اؤخذ من جبايات باسم السكن وخلافه ، نعم نشرت الصحف العديد من فضائح ما يتم كل عام في موسم الحج وستنشر هذا الموسم آخر تطورات ما يتم في هذا الموسم باعتبار ان الوكالات التي تقدم الخدمات هي ذات الوكالات والحال « ياهو » ذات الحال. ان الحج عبادة وليس تجارة فاتقوا الله في عباد الرحمن ولا تأخذوا اموالهم غصباً لتأكلوها ثم تتركونهم نهب الضياع قلوبهم وجلة انهم ربما لا يستطيعون الرجوع الي أهاليهم ومن المعروف انه حينما تنقضي ايام الحج يفلت كل متاجر بما كسب ثم لا يعقب ومن الصعب مطاردة الوكالات المقصرة في واجباتها لانه ببساطة سيتم الوعد باستبعادها الموسم القادم لتعود مجدداً في ثوب جديد وتحظي بالتفويج وتستمر المأكلة هكذا دواليك ، نعم متي يتم تحرير الحج والعمرة ومتي يستجيب ولاة الامور لنداءات المسلمين وعدم الحيلولة بينهم وبين آداء المناسك بالطمأنينة المطلوبة ؟ لقد اصبحت عبادة الحج هاجساً لعباد الرحمن بدءاً من الرسوم الخرافية التي تفرضها الدولة وليس انتهاءً بالمقالب التي تنفذها سنوياً بعض وكالات التفويج التي تختارها الدولة .« ولنا عودة مع عودة الحجيج نسأل الله لهم التوفيق والقبول والغفران ».