*فجعنا بالأمس برحيل عزيز لدينا – غادرنا بلا رجعة منتقلا للدار الأخر تاركا فينا ألم الفراق القاسي ودمعة الحزن – توفى الأخ والصديق والشقيق والحبيب المغفور له بإذن الله « الحسن محمد محمد علي الشهير والمعروف بحسن البطري » بعد صراع طويل مع المرض اللعين – مات البطري الرقيق الحساس الحنين الهادئ الرزين صاحب المفردة العميقة والذي كان مثالا للبراءة والطيبة وحسن النوايا وبياض القلب والتواضع – صادقناه وخاويناه فوجدنا فيه حسن المعشر ودماثة الأخلاق وقوة المواقف والحكمة – كان البطري يجسد الأدب والتهذيب والنقاء والعفة والتواضع – عرفنا فيه العصامية وصلابة الإرادة وقوة العزيمة و حبه للناس – كان أخا للكل لا يعرف العداء ولا الخصومة ولا الحسد – قلبه نظيف – يحب الخير للناس وكان موهوبا في كسب الصداقة وبناء العلاقات المتينة – لقد كان الراحل حسن البطري والذي رحل عنا فجر أمس يتغمده الله بواسع رحمته يعرف قدر الرجال و بسيطا ومتواضعا ومتفائلا في حياته – طموحا ونظيف اللسان والدواخل وكان قمة الصدق في علائقه مع كل الناس – كان أخا للكل وحبيبا يتحدث بعفوية وتلقائية يؤمن بالإنسانية وكان صابرا وهو في سرير المرض قنوعا ومؤمنا ومتيقنا – بلغنا خبر وفاته فتملكنا حزن عميق وذرفنا عليه الدمع لا سيما والعلاقة الخاصة والعريقة التي ربطتنا به وكنا كالأشقاء بيننا الإخاء والتوادد والرباط الاجتماعي والأسري والمودة – نلتقي يوميا بالصحيفة نتناقش في أسرار وواجبات وخبايا ونتبادل الطرائف ونعيش لحظات بريئة ونغادر سويا ليلا في سيارة واحدة لنلتقي في اليوم التالي وكل منا في قمة الاشتياق للتلاقي – البطري كان عملافا في فكره – كثير المعارف والصداقات كان إرتباطه عميقا بأهله في « مقاشي » وحريصا علي التواصل معهم وكان مواصلا مع أولاد دفعته في عطبرة وزملائه الذين درسوا معه في جمهورية مصر و كان من أعمدة وركائز كافة المجموعات التي ينتمي إليها وحكمائها . *كان عزيزا شامخا – غنيا بقناعاته و صديقا لأبنائه وفيا لكل أفراد أسرته وأكثر ما كان يميزه التواضع والبراءة – كان الراحل المغفور له بإذن الله الخير كريما وسخيا وعفيفا ومضيافا، دارة مفتوحة طوال الوقت وكان منزله يلتقي فيه الأصدقاء والزملاء – كانت البسمة لا تفارق شفتيه حتي وهو علي فراش المرض – ضرب أروع الأمثال وهو يزداد إيمانا وقوة وتتضاعف عزيمته وهو يبحث عن العلاج – لم ييأس وظل متفائلا حتي آخر لحظات حياته الأخيرة . *كان للراحل تعامل متميز مع كل أصدقائه ومعارفه علي أساس أنهم أشقاء له مجسدا بذلك قاعدة « رب أخ لك لم تلده أمك » – تربطه أواصر وثيقة بعدد كبير من أفراد المجتمع . *انتقل « البطري » إلي رحمة مولاه وهو إنسان نادر الطباع فريد في نوعه – كانت نواياه كالثوب الابيض وقلبه كبير وكان ولوفا وحبيبا لم نعهد فيه التعدي علي الأخرين ولم يعرف النميمة يوما – يحترم كل الناس – قدر الله له أن يغادر الفانية سريعا – يعتصرنا الألم ونشعر بمشقة ونحن نكتب عن فراق إنسان عزيز وصديق وشقيق عاشرناه ووجدنا فيه طيب المعشر وحسن الخلق وعرفنا فيه قوة المواقف عند الشدائد ومدى تقديسه للإخوة والصداقة – نسأل الله لحبيبنا « البطري » الرحمة والمغفرة وأن ينزله منزلة الصديقين والشهداء وأن يلهمنا جميعا وآله الصبر وحسن العزاء وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء. *«إنا لله وإنا إليه راجعون » ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم