الصراع القبلي بولاية جنوب دارفور احد الاسباب التي تعاني منها الولاية والذي ادى إلى ضحايا في الارواح وفقد الممتلكات وتشريد ونزوح، إلا ان محلية برام احدى محليات ولاية جنوب دارفور ارهقتها كثرة الصدامات حيث شهدت اقتتالا بين مكونات المجتمع، الاشتباكات التي حدثت بين الهبانية والسلامات لم تكن الاولى من نوعها بل سبقتها اعمال عنف، راح ضحيتها العديد، خلق هذا وسط ابناء القبيلتين عدم الثقة وكرس زيادة الانقسام، ناظر عموم الهبانية اللواء معاش صلاح علي الغالي نفى ل(الصحافة) في اتصال هاتفي ان تكون الحواكير وراء النزاع بين الجانبين مرجعاً الامر إلى من وصفهم بالمتفلتين، واقر ان مسؤولية الاحداث تقع على عاتق الطرفين رافضاً تحميلها لطرف دون الآخر، مطالباً في الوقت ذاته بارسال قوات إلى الارض لتعزيز الامن وفرض القانون، منتقدا تقاعس الحكومة لعدم تنفيذ ما نصت عليه معاهدة الصلح بين الطرفين بنشر قوة عسكرية على الارض. كما انتقد شباب وطلاب محلية برام بالجامعات المختلفة تقاعس حكومة ولاية جنوب دارفور عن توفير الامن لمواطني المنطقة في ظل خطورة التنقل بين مدينة نيالا ومحلية برام واعرب الطلاب في بيان تلقت «الصحافة» نسخة منه عن استيائهم من توالي الاحداث الامنية، واشتكى الطلاب من اعتداءات متكررة من قبل الخارجين عن القانون وتعريض المنطقة إلى عملية سلب ونهب واسعة في ظل صمت حكومة الولاية وعدم قدرتها على حماية مواطنيها، وان الخارجين عن القانون يتمركزون في المنطقة دون وجود رادع حكومي يجبرهم على الرحيل، في ظل تلك الاجواء وتعقيدات الوضع الامني بالمحلية يكشفه بصورة واضحة ماذهب إليه ناظر عموم الهبانية اللواء معاش صلاح علي بتقديم استقالته لمعتمد محلية برام الاستاذ عبد الرحمن عيسى، مبرراً ذلك بعدم انصياع جزء من أبناء قبيلته لقراراته كزعيم، وأكد ان الخطوة جاءت تلبية لمناشدات وتدخل عمد ومشايخ وضغط من جهات أخرى لم يسمها، وان العمد والمشايخ رفضوا الاستقالة معلنين تمسكهم بنظارة الغالي وتقدموا بالتماس لمعتمد محلية برام بعدم قبول استقالة اللواء (م) الغالي باعتبار ان القبيلة في أمس الحاجة لحكمته وحكمته حالياً، نافياً ان تكون الاستقالة تهربا من مسؤوليته كزعيم قبيلة. مؤكدا ان المعتمد ليس له صلاحيات دستورية بقبول والبت في الاستقالة بل الامر يعود لوالي الولاية، موضحاً انه المسؤول المباشر عن الادارات الأهلية بالولاية، ويمكن للوالي التشاور مع رئاسة الجمهورية ويكون ذلك للعلم. دكتور آدم محمد أحمد عميد كلية العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية بجامعة الزعيم الأزهري، يرى ان الادارة الاهلية في دارفور فقدت بريقها ودورها الريادي في المجتمع ويرجع الامر إلى تسييسها وخروجها من دورها الاجتماعي، ويعتبرها واجهات حزبية، ويصف استقالة ناظر الهبانية الغالي بالسابقة حيث لم يحدث من قبل ان زعيم قبيلة قدم استقالته ويرجع دكتور آدم ذلك إلى هشاشة الادارة الاهلية وعدم ارتباطها بالمجتمع الذي تمثله، ويصف الدكتور آدم القيادات الاهلية بالساسة ويضيف اصبحوا اشبه بالمعينين، مطالبا الادارات الاهلية بدارفور ان تؤدي دورها الاجتماعي بدون تكريس للقبلية والعرقية، مندهشاً من ان يقدم زعيم قبيلة استقالة من مهامه كرمز لأهله. حكومة ولاية جنوب دارفور وصفت الاحداث بين قبيلتي الهبانية والسلامات بالمعزولة ولا تمثل القبيلتين، وقال نائب والي جنوب دارفور الدكتور عبد الكريم موسى ان القبيلتين التزمتا بالتهدئة وعدم تصعيد الاحداث من جديد موضحاً ان ما حدث جاء من قبل متفلتين ولا يعبر عن رؤية القبائل التي التزمت بالشرف الرئاسي للمصالحات، وحكومة ولاية جنوب دارفور كشفت عن تشكيل لجنة تحقيق حول الاحداث الاخيرة بين قبيلتي الهبانية والسلامات. جريدة (الرائد) نقلت أمس حديث نائب والي جنوب دارفور ووصفه لما حدث بانه جاء من متفلتين وهذا ما اشار إليه ايضاً الغالي بارجاعه الامر برمته للمتفلتين، ولمعالجة ذلك يرى الغالي ان الامر يكمن في نشر قوة عسكرية في مناطق الصدامات للتخفيف من حدة التوترات في المناطق التي ترزح تحت اعمال العنف. ما ذهب إليه ناظر الهبانية بتقديم وسحب الاستقالة هل يمكن ان هذه الخطوة تحدث مجدداً في المستقبل في ظل اقليم دارفور المضطرب لسنوات.. ان ذلك يرجع إلى ما سوف يجري على الارض.