اتهم الرئيس عمرالبشير جهات خارجية، على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، بتضخيم «خلافات تقليدية محدودة» في دارفور، وقال «وجد أعداء البلاد في قضية دارفور فرصة مناسبة لإيذاء السودان والنيل منه». وأضاف البشير، في تصريحات للتليفزيون الصيني «سي سي تي في»، ووكالة الأنباء الصينية الرسمية، أن «قضية دارفور مجرد خلافات تقليدية بسبب الصراع على المرعى وموارد المياه، وكانت هناك احتكاكات تقليدية تعالج في إطار أعراف وتقاليد أهل دارفور»، ووصف التعاطي الغربي مع أزمة دارفور بأنه «تغطية» للفظائع التي تم ارتكابها في العراق وأفغانستان، لذا قام الغرب بالتركيز على دارفور وشكل منظمات مثل «إنقاذ دارفور» التي تضم نحو 165 منظمة يهودية، كما تم جمع أموال ضخمة حتى من طلبة المدارس لكنها لا تذهب لدارفور بل تذهب لصالح تلك المنظمات». وانتقد البشير عدم ضغط المجتمع الدولي على الحركات المسلحة في دارفور لإجبارها على توقيع اتفاق سلام شامل لأزمة الإقليم، وقال «عندما وقعنا اتفاق أبوجا للسلام بشهادة كل المجتمع الدولي، جرى التأكيد على أن الاتفاقية نهائية وأن أي جهة لا توقع على الاتفاقية ستعاقب، ولكن بعد التوقيع تمت معاقبة الحكومة وليس الجهات الرافضة». واستبعد البشير أي تطبيع فى العلاقات بين بلاده والولاياتالمتحدةالأمريكية، وقال «نحن على قناعة أن أمريكا لن تطبع علاقاتها معنا مهما فعلنا ومهما وقعنا من اتفاقيات وإذا انتهت كل المشكلات في السودان فسيخلقون مشكلات جديدة». من ناحية أخرى أكد البشير أن «مفاوضات السلام الخاصة بإقليم دارفور التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة ستكون الفرصة الأخيرة أمام السلام وحل أزمة الإقليم «، موضحا أن السودان الآن في مراحل التفاوض النهائية ونعتبر وثيقة الدوحة نهائية وأي جهة لا توقع هذه الوثيقة، نحن كحكومة لن نعترف بها ولن نتفاوض معها وسنعتبرها خارجة عن القانون وسنتعامل معها على هذا الأساس». وشدد البشير على رغبة بلاده في التوصل إلى تسوية لأزمة دارفور وتحقيق السلام وجعله واقعا معاشا في الإقليم، وقال «إنه تم إعداد إستراتيجية دارفور تهدف إلى تحقيق السلام وجعله واقعا في دارفور». وأضاف أن الاستراتيجية لها جانب أمني يهدف للتعامل عسكريا مع الجهات الرافضة للدخول في السلام والعصابات التي تقوم بأعمال نهب وقطع طرق، وضبط الميليشيات حتى الموالية للحكومة، ومحور آخر للتنمية».