٭ جامعة الخرطوم ترقد بين حنايا تاريخها ومضات مشعة في تاريخ السودان النضالي في المجال السياسي والاجتماعي، فقد كانت محطات استنارة وتبشير بالحق والعدل. فطلابها واساتذتها دائماً حضورا فاعلا في صناعة الاحداث الفاعلة وثورة اكتوبر تقف شاهدا على ذلك رغم ما اعتراها في السنوات الاخيرة. ٭ طافت بذهني هذه الخاطرة وانا ألبي دعوة كريمة من معهد ابحاث السلام بالجامعة لاجتماع امسية السبت الحادي عشر من يونيو والدعوة من لجنة مبادرة جامعة الخرطوم حول جنوب كردفان.. الصادرة من معهد ابحاث السلام ومديره الدكتور محمد محجوب هارون. ٭ سعدت بما دار في الاجتماع كما سعد كل الذين حضروا من الاعلاميين ولم نستغرب بالطبع لهذه المبادرة فقد جاءت من جامعة الخرطوم التي لم تخبُ في حناياها جذوة النضال بالرغم من المتغيرات... وتأرجح الخطاب السياسي في شأن الحرب والحوار الوطني.. واللجنة رتبها دكتور الطيب حاج عطية. ٭ استفذتني بعض التصريحات التي جاءت بالصحف على لسان قيادات المؤتمر الوطني وقد حضر مندوبه ذاك الاجتماع الذي عقد بقاعة الشارقة الصغرى والذي اجمع على ان يلتزم الكل بتجاوز خطاب الحرب وخطاب الكراهية.. وهذا لم يكن بانحياز الى جهة بقدر ما هو ادانة للحركة وللمؤتمر الوطني في خلق الواقع الكريه والمرفوض في جنوب كردفان.. اوباما يقول الوضع في جنوب كردفان مريع.. الوطني يتوعد بحسم «الحلو» ويؤكد استعداده للقتال لمائة عام قادمة» الخضر مستعدون للحرب لمائة عام اخرى. ٭ ما اردت ان انعي المبادرة بقدر ما قصدت ان اشير الى نداء النفير الاعلامي لجنوب كردفان الذي اصدرته لجنة اعلام المبادرة بتوقيع منبر الحوار والسياسات بجامعة الخرطوم ومعهد ابحاث السلام -جامعة الخرطوم والقوى السياسية والفعاليات الاهلية والشخصيات الوطنية والنداء كالآتي: ٭ في اطار المساعي التي تبذلها لجنة مبادرة جامعة الخرطوم حول جنوب كردفان بغية الوقف الفوري لاطلاق النار وتقديم المساعدات الانسانية وعودة الاستقرار والتنمية للولاية تتقدم لجنة الاعلام المنبثقة عن المبادرة بالشكر والتقدير لكل المؤسسات الاعلامية الوطنية والاجنبية لتلبيتها الدعوة وتتوجه بالشكر والتقدير لجامعة الخرطوم من خلال معهد ابحاث السلام على المبادرة التي تقدمت بها والجهود التي بذلت وما تزال تبذل في هذا الصدد. ٭ وتناشد اللجنة كل المؤسسات الاعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة لنفير وطني لصالح احلال السلام في ولاية جنوب كردفان بقطع الطريق امام العودة الى الحرب باي شكل من اشكالها وضرورة التعاطي الموضوعي والعقلاني مع الاحداث الدائرة وذلك من خلال توجيه النداءات المتكررة والدعوات المتلاحقة من كافة وسائل الاعلام للدعوة الوقف الفوري لاطلاق النار. ٭ وفسح المجال لتقديم المساعدات الانسانية والعودة للحوار والاستقرار والتنمية اضافة الى اهمية التثبت في الاخبار ومحاربة الشائعات. ٭ كما تشير اللجنة الى انها تلاحظ بكثير من التقدير التصريحات الداعية لاتخاذ الحوار سبيلا لحسم النزاع من قبل الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة وقادة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وكتلة الاحزاب الوطنية.. داعية الى تعزيز الحوار الجاري لصالح تسوية النزاع. إن لجنة مبادرة جامعة الخرطوم تدعو الى تأسيس تحالف قوي بين اجهزة الاعلام وكافة المساعي الجارية للحيلولة دون عودة الحرب الى جنوب كردفان. هذا مع تحياتي وشكري