٭ رأيناك في شارع المتعبينَ تلملم لحظاتك الباقيات جرحاً.. فجرحا وتمسح رهق السنين الحيارى التي غادرتك على غير موعد نزفاً.. وقدحا وما كنت تعلم أن الزمان بتوقيت أحلامك قد توقف وملحُ الحياة بعينيك جفَّ وأنت بزيت اليراعِ تُشعلُ ضوء السنابل بين السراب وضرع التراب عرقاً.. وكدحا كلُ المرايا أمامك صارت رمادية الأفق والذاكرة عيون الجهالة ترصد نجمك أين سينبثق في الخاطرة؟ وترمي عصاك للسحرة بوادي الكهانة والارتزاق لكن عينيك مفتوحةً لتعرف أي الصحاب صحاب وأي الوجوه تمر بغير عناق وأي السنابل تُنبت شمساً بصدر كتاب وأي حصاد سيأتي خِلسةً وقد عفَّرته تراب النفاق؟! تركناك وحدك بمنتصف الأمنياتِ طريداً شريداً بكاهلك حِملُ الوجود تثاقل وناءت به عاتيات النوائب تطارد أيامك المجفلة وما كنت تملك غير حرفٍ وخاطرةٍ.. ويراعٍ مُحاربْ فقسمت زادك للمتعبينَ وأحصيتهم قافلة.. قافلة فقد كنت تُدرك أن الزمان يشيخ بوجه طفولتنا الباكرة والبشارات تذبل في رحم اللحظة الخاسرة لكنك أشرعت سفن اليقين وما كنت تعلم أن المشاعرَ في نبض إحساسنا شاغرة تركناك على صهوةِ الحلم تمضي وبين شفاهك رمقٌ يبكي على حافة الأرصفة علامَ أتيت إلينا بتوقيت لحظاتنا النازفة تُطردنا لعنة الحرفِ حرفاً.. فحرفا فتُدمن أعمارنا الواجفة معاقرة اليأس والصمت لا ندري كيف؟ ومتى؟؟ ستحل بأيامنا العاصفة؟!