هي بضعة أيام وتبدأ احتفالات الجنوب بالانفصال حيث تتجه انظار العالم يوم السبت المقبل الى عاصمة الدولة الجديدةجوبا لمشاهدة مراسم انفصال جنوب السودان عن شماله. وبحسب افادات حكومة الجنوب، اكمل الجنوب استعداداته الكاملة لتأمين الاحتفال والذي يقام في ضريح مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق ديمبيور. واعلنت دولة الجنوب حالة طوارئ قصوى لانجاح وتأمين هذا الاحتفال والذي قدمت دعواته الى 80 رئيسا من دول العالم بالاضافة لوفود ورؤساء احزاب السودان التاريخية، الاحتفال الذي وصفه اتيم قرنق في حديثه ل (الصحافة) بانه احتفال تاريخي ويقف كل سكان الجنوب واصدقاء الجنوب من الدول والمنظمات على قدم وساق لانجاح الاحتفال والذي يستمر على المستوى الشعبي عدة ايام وذلك بعد انتهاء الاحتفال الرسمي ومغادرة الرؤساء والذين تأكد حضور العشرات منهم بحسب تأكيدات القيادي بالحركة الشعبية قرنق. ورغم ان رئيس دولة الشمال عمر البشير في بادئ الامر لم يتأكد حضوره الا ان الرئيس تلقى دعوة مؤخرا بحضور الاحتفال الخاص بالانفصال كما اشار الى ذلك الامين العام لحكومة الجنوب عابدين اقاو والذي اكد ان دعوة الرئيس البشير هي من اوائل الدعوات التي قدمت للرؤساء، واوضح عابدين ان مراسم الاحتفال ستكون في ساحة ضريح مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق ديمبيور وسيتضمن عزف السلام الجمهوري للسودان كآخر مرة في التاريخ يتم فيه العزف للسلام الجمهوري السوداني وبعدها سيتم عزف النشيد الوطني لدولة الجنوب . ولن يقتصر حضور الرئيس البشير على المشاركة وتهنئة الجنوب فقط بل انه سيلقي كلمة في الاحتفال بعد كلمة رئيس حكومة الجنوب سلفاكير وفقا لما اكده اقاو لوكالة الانباء الكويتية امس الاول الى جانب تسلم علم السودان ووثائق وشعارات تخص السودان وبعدها سيقوم الرئيس سلفاكير برفع علم الجنوب معلنا للعالم انفصال الجنوب عن شماله. ويرى بعض المراقبين ان حضور البشير احتفالات الجنوب هو اجراء ضروري تفرضه الاعراف الدولية لاجراءات الانفصال المتبع في الاعراف الدولية بحسب ما يشير الى ذلك الخبير والمحلل السياسي حسن بيومي الذي قال ل (الصحافة) امس ان رئيس الدولة الام لابد ان يقوم بنفسه بانزال العلم ومشيرا الى ان الاعراف الدولية تقتضي ذلك وقال ان علم السودان لحظة الانفصال في هذه الحاله يقوم بانزاله فقط الرئيس البشير ومن بعدها يقوم رئيس الدولة الجديدة سلفاكير بوضع علم دولة الجنوبالجديدة. الدعوة التي وجهتها حكومة الجنوب لم تكن الى الحكومة وقيادات الوطني فقط بل شملت عشرات الاحزاب بحسب ما اشار الى ذلك القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف والذي اكد مشاركة الحزب السياسي على مستوى رئيسه الاستاذ نقد وكذا الحال في حزب الامة والذي اكد مشاركة رئيس حزب الامة بقيادة الامام الصاق المهدي بالاضافة الى ان المؤتمر الشعبي بدوره اكد مشاركته على مستوى رئيسه الدكتور حسن الترابي، فيما اكد الحزب الاتحادي مشاركته في احتفالات الجنوب غير انه لم تتضح بعد مشاركة رئيسه الزعيم السيد محمد عثمان الميرغني المقيم بالعاصمة المصرية القاهرة بحسب ما اشار الى ذلك القيادي بالحزب الاتحادي احمد سعيد في تصريحات للزميلة ( ألوان) . ورغم ان حكومة الجنوب على لسان وزير خارجيتها قيير شوانق ورئيس لجنة امن الاحتفال اكدت استعداداتها باكتمال كافة الترتيبات لتأمين الاحتفال وتلقت استجابة من الرؤساء والوفود، الا ان مراقبين لايتوقعون حضوراً كبيراً على مستوى رؤساء الدول ، مشيرين الى ان غيابهم عن الاحتفال يأتي نتيجة لطبيعة حالة الظروف الامنية التي يمر بها الجنوب، ووفقا للمحلل السياسي حسن بيومي ان الدول التي قدمت اليها الدعوات لن يأتوا بالمستوى الرئاسي وان اغلب الرؤساء سيبعثون مندوبين ووزراء واعضاء البرلمانات، مشيرا ان زيارات الرؤساء تتوقف على تقارير لجنة المقدمة والتي تأتي قبل زيارة الرئيس الى المنطقة، وتابع حسن بيومي الذي كان يتحدث ل (الصحافة ) بالهاتف ان الدعوة وقبولها من قبل الرؤساء ليس تأكيداً على الزيارة في البروتوكول الرئاسي منوهاً الى ان الكثير من الرؤساء وخاصة الدول الاوربية والتي تلقت الدعوة لن يستطيعوا الحضور الى المناسبة للاوضاع الامنية ولجهة ان دولة الجنوب دولة حديثة وتفتقر للبنية التحتية وهي عائدة للتو من اطول حرب في قارة افريقيا، غير انه توقع حضور كل رؤساء دول الايقاد بالاضافة الى الامين العام للجامعة العربية ورئيس الحكومة المصرية الجديدة عصام شرف والاتحاد الاوربي والامين العام للامم المتحدة الصيني كي مون وتوقع عدم حضور الرئيس الامريكي باراك أوباما مشيرا الى انه غالبا ما يرسل الى احتفالات الجنوب وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون وذلك لدواع امنية. بينما يرى محللون آخرون أن تقديم الجنوب الدعوات الى عدد كبير من رؤساء العالم والبعثات الدولية هو اشعار من دولة الجنوب على ضرورة دعمها ومساعدتها ، وهي محاولة من الجنوب الى الانفتاح على العالم والمطالبة بدعمه نسبة لفقره وذلك حسب مايشير الى ذلك استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين البروفيسور احمد الساعوري والذي يبين قائلا ان دولة الجنوب تريد ان تقول للعالم انها في حاجة الى الدعم ومساعدتها في النهوض ،وتابع الساعوري في حديثه ل(الصحافة) ان الحضور الدولي لاحتفالات الجنوب للانفصال هو فرصة سانحة للجنوب لحث المجتمع الدولي على دعمه، وتوقع ان تنهال الوعود بالتبرعات العينية والمادية للجنوب عشية الانفصال واتفق الساعوري مع بيومي على احتمال غياب عدد من الرؤساء واعتذارهم عن حضور احتفالات الجنوب وذلك بسبب عدم استقرار المنطقة مشيرا الى ان تقرير الاممالمتحدة الاخير اكد ان هنالك ست حركات تمرد في الجنوب ضد الحكومة مما يعتبر عدم استقرار امني يحول دون حضور الكثير من الرؤساء.. المعضلة في نظر البعض ليست في احتفالات الجنوب ومن يحضرها او لا يحضرها، لكن المهم ان يعيش الجنوب والشمال في استقرار ويتجهان نحو جوار سلمي وبمقتضاه يخلقان ويحافظان على علاقات طيبة بين الشمال والجنوب لخدمة مصالح الشعبين الشقيقين الشمال والجنوب، وهذا ما يتوقعه مراقبون ان تحمل كلمتا الرئيس البشير وسلفاكير في الاحتفال الرسمي بانفصال الجنوب يوم السبت القادم.