مع بداية الأسبوع الحالي تم توقيع مذكرة تنسيق بين حزبي مؤتمر البجا والشرق للعدالة والتنمية، وقد تابع الكثيرون الخطوة باعتبارها ضربة البداية باتجاه إعادة تجميع مكونات جبهة شرق السودان الموقعة على اتفاقية اسمرا عام 6002 التي بموجبها تم ايقاف العمل المسلح ودخول القيادة الثلاثية للجبهة في حكومة الخرطوم، ليصبح القائد موسى محمد أحمد مساعداً لرئيس الجمهورية والدكتورة آمنة ضرار مستشارة برئاسة الجمهورية، فيما تم تعيين الدكتور مبروك مبارك سليم وزيراً للدولة بوزارة النقل، لقد جرت بعد ذلك مياه كثيرة تم عبرها تفكيك مكونات جبهة الشرق لتصبح أحزاباً يتم تسجيلها وفق قانون الاحزاب الساري، ومع أن الفكرة كانت لدى بعض الحادبين تسجيل اسم جبهة الشرق باعتبارها حزباً سياسياً موحداً يضم كافة مكونات الجبهة، الا ان جهات اخرى وقفت ضد الفكرة، وغذت التباينات واقنعت الاطراف المختلفة بأن يسجل كل طرف نفسه على حدة، ومن غير المعروف حتى تاريخه ما اذا كانت هنالك مغريات قدمت للبعض بخصوص تفتيت الجبهة أم لا، ولكن ومع ذلك ظلت اشواق الاتحاد تقود غالبية ابناء الشرق باتجاه تجميع الاجنحة المتكسرة، ليواصل طائر الشرق التحليق عالياً، وتحقيق اهداف انسان شرق السودان الذي مازال يعيش تحت خط الفقر والجهل والمرض. نعم يعتبر المراقبون توقيع مذكرة التنسيق بين الحزبين الذين يتمتعان بقواعد شعبية عريضة تتوزع في مختلف ولايات الشرق، البيان رقم واحد في ما يخص توحيد الكلمة والمواقف والآراء، وستتبع الخطوة خطوات أخر بهدف تنفيذ مناشط سياسية وثقافية واجتماعية لصهر قواعد الحزبين باتجاه اعلان التحالف والاندماج الكلي، فيما يظل الباب مفتوحاً وليس موارباً امام كافة القوى السياسية في شرق السودان او تلك التي تنشط في قضايا الشرق، لتنضم الى ركب الحزبين الرائدين، فتكبر بذلك الآلية لتعود جبهة الشرق مجدداً الى البروز بوصفها قوة سياسية اكثر عدداً وأقوى حجة واصلب مواقف، وكل ذلك من اجل خدمة انسان شرق السودان الذي ظل يشكو حتى بعد توقيع اتفاقية السلام، من عدم جدية الاطراف في تنفيذ بنود الاتفاق، بما يحقق طموحات السكان المكتوين بنيران أزمة التهميش ومتلازمة ثالوث الفقر والجهل والمرض، وبحسب إفادات المتحدثين من الطرفين خلال منبر «سونا» فإن مؤتمر البجا وحزب الشرق للعدالة والتنمية يؤسسان لمظلة كبيرة تسع جميع أبناء شرق السودان، تتلاقح فيها الافكار من اجل تغيير الواقع المزري لانسان الشرق، وتحقيق التنمية المستدامة المبنية على اسس جديدة لا تفريط ولا افراط فيها، خصوصاً ما يتعلق بضبط جودة ومطابقة المواصفات لمشروعات التنمية المراد تنفيذها. إن أزمة التنمية في شرق السودان لم تعالجها خزعبلات ما يسمى بصندوق الاعمار، فالصندوق بالنسبة للحزبين ما هو الا اداة من ادوات تكسير ارادة اهل الشرق وتفتيت كياناتهم، بافتعال الازمات من خلال الترويج لمشروعات تنموية في مناطق بعينها لا تخدم إلا إذكاء نيران الغيرة بين السكان، وعودة النعرات القديمة حول الأرض والمساحات، نعم ظل الحزبان يرقبان عمليات التنمية الكاذبة التي يضطلع بها الصندوق، وقد شهدا مؤتمر المانحين بهدف معرفة الخطوة التالية، وما إذا كانت أموال المانحين ستذهب لمصلحة سكان الشرق أم تضل طريقها الى الجيوب و «جب» إخوان يوسف من المنتفعين باسم التنمية في شرق السودان. إن حزب مؤتمر البجا وحزب الشرق للعدالة والتنمية، قررا إيقاف كافة البرامج الهدامة التي تتم تحت ستار التنمية واموال المانحين، وذلك عبر اعلان الحرب الإعلامية ضد كافة الخطوات المعوجة التي تمت وتلك التي في طور الاجراء، ولذلك من المتوقع أن ينضم لتحالف الحزبين جمع غفير من القوى السياسية بشرق السودان ومنظمات المجتمع المدني التي ظلت ترصد مجريات الامور بالشرق، ولا يخفي علينا أن للحزبين تجارب مقدرة في تجميع الصفوف، فقد تم أخيراً الإعلان عن مذكرة تفاهم بين حزب الشرق للعدالة والتنمية والمؤتمر الديمقراطي الاجتماعي لشرق السودان، فيما يقود مؤتمر البجا اتصالات واسعة مع العديد من الأطراف الناشطة في الشرق، عوضاً عن وجود قنوات اتصال حثيث بين الحزبين وحزب الشرق الديمقراطي ستكلل بالنجاح قريباً. إنه موسم العودة إلى الشرق بعد أن قطع قيادات جبهة الشرق مشواراً طويلاً في العمل العام ضمن إطار حكومة الوحدة الوطنية، دون أن يتحقق الحد الأدنى من تنفيذ بنود اتفاقية سلام الشرق، ومع تكاثر الدعوات والاحتجاجات وسط سكان الشرق وتوقف قطار التنمية المستدامة واستمرار النهب لموارد الشرق وأموال المحسنين، كان لا بد لأبناء الشرق من مراجعة الموقف وتحديد الخيارات المستقبلية لتغيير الواقع المؤسف. «وللحديث بقية».