أعلن مسؤولون امريكيون بارزون، ان الولاياتالمتحدة ستسقط العقوبات عن جنوب السودان بعد انفصاله اليوم، لكنها تتوقع مزيدا من الخطوات الملموسة من الخرطوم من أجل رفعها من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب،وكشفت في الوقت نفسه عن،عزمها استضافة مؤتمر دولي لدعم جنوب السودان نهاية سبتمبر المقبل. وسترأس السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس الوفد الامريكي الي احتفالات الانفصال التي ستقام اليوم في جوبا، وتضاعف واشنطن جهودها لضمان ان تكتسب الدولة الوليدة سريعا موطئا اقتصاديا. وقالت رايس انه يجري حاليا اتخاذ الاجراءات الفنية لاستثناء الجنوب من العقوبات الامريكية المفروضة على الخرطوم منذ 1993 وهو ما قد يفتح الباب امام مزيد من المساعدة الاقتصادية، وأكدت ان بلادها تعهدت بمساندة كاملة لجنوب السودان وسترفع مستوى قنصليتها في جوبا الي سفارة كاملة عقب الاستقلال. من ناحيته، قال جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية، ان الخرطوم تحتاج الى التوصل الي حلول لمشاكل عالقة مع الجنوب بما في ذلك منطقة أبيي وتقسيم الايرادات النفطية والمواطنة، وتحتاج ايضا لتحسين الاوضاع في دارفور قبل ان يمكن لواشنطن ان تتحرك لتحسين الروابط الثنائية،واضاف قائلا «نحن نعمل باقصى جهد ممكن مع السلطات في الخرطوم لتحقيق تقدم في هذه المسائل ، لكننا لم نصل بعد الي نهاية الطريق». الى ذلك، أعلنت الادارة الأميركية، أمس الاول، عزمها استضافة مؤتمر دولي لدعم جنوب السودان نهاية سبتمبر المقبل، في خطوة جديدة لاظهار الدعم الأميركي للدولة الأفريقية الجديدة، المرتقب ولادتها اليوم. وقال نائب مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية «يو اس أيد»، دونالد ستيانبرغ: «أمامنا تحدّ حقيقي في دعم دولة مستقرة جديدة في أفريقيا»، مضيفا أن لدى الولاياتالمتحدة تاريخا طويلا في دعم الجنوب ، وستواصل هذا الدور بعد الانفصال. وشرح ستيانبرغ ،ان «المؤتمر يأتي نتيجة لحوار مع حكومة الجنوب ، وطلبهم منا عقد هذا المؤتمر بالنيابة عن المجتمع الدولي». وسيكون هذا الاجتماع على مدار يومين في نهاية سبتمبر ،ليتزامن مع انتهاء اجتماعات الجمعية العامة لدى الأممالمتحدة، ومن أجل ضمان أكبر مشاركة ممكنة فيه. ومن المتوقع أن يكون التمثيل على مستوى وزاري على الأقل، بينما هناك مؤشرات الى امكانية مشاركة الرئيس الأميركي باراك اوباما في المؤتمر مع انشغاله الشخصي بملف السودان ،ومن اللافت أن تركيا من بين أكثر الدول المهتمة بهذا المؤتمر، وكشف ستيانبرغ أن تركيا من الدول التي طالبت بالمساعدة في استضافة المؤتمر والمساهمة فيه. ومن المتوقع أن تكون تركيا، بالاضافة الى دول الترويكا الدولية للسودان «الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والنرويج» من بين الدول التي تترأس جلسات في المؤتمر. واعتبر ستيانبرغ أن «عقد المؤتمر هو الخطوة الطبيعية، عند توقيع اتفاق السلام الشامل «عام 2005» كان هناك مؤتمر للمانحين ويسرني أننا التزمنا بكل تعهداتنا التي قطعناها في ذلك المؤتمر، وكان هناك توقع بأن نتخذ الخطوة المقبلة» في ضمان الدعم الدولي لجنوب السودان. وتعد الادارة الأميركية حاليا برنامجا شاملا لدعم الجنوب ، ومن المتوقع أن يتم الكشف عنه خلال المؤتمر. وشرح ستيانبرغ أن «جنوب السودان لديه مصادر كثيرة من حيث النفط وغيره من موارد طبيعية، ولكن هي بحاجة الى بناء القدرات الحكومية، بالاضافة الى أهمية جلب الاستثمار الخاص».