الايام التاريخية فى ذاكرة السودانيين كثيرة لكن اليوم الموافق التاسع من يوليو 2011 والذى يوافق الاعلان الرسمى لقيام دولة جنوب السودان من جوبا بحضور الامين العام للامم المتحدة وقادة الاتحاد الافريقى وممثلى وكالات الانباء ومحطات التلفزة العالمية الذين سوف تنقل عدساتهم وقائع احتفالات الجنوبيين بميلاد دولتهم وعزف النشيد الوطنى لاول مرة وارتفاع علم دولة الجنوب فى سماء المدينة سوف يذكر السودانيون شمالا وجنوبا هذا التاريخ جيدا، الدموع كانت المشهد الاخير فى حفلات الوداع التى نظمتها الهيئات النقابية لابناء الجنوب العاملين بالخدمة المدنية فى شمال السودان، وفى فضاءات الوداع الاخير تقفز الكثير من المشاهد والذكريات التى تؤكد عمق العلاقات الاجتماعية بين البلدين، لقد ظلت العلاقات الفنية والثقافية والاعلامية بين الشمال والجنوب مزدهرة حتى فى اوقات الحرب، كانت اصوات الاغنيات تبشر بالسلام بداية من رائعة يوسف فتاكى ياى بلدنا التى برعت فى ادائها مجموعة عقد الجلاد ،الى جانب اغنية جنوبية، واغنيات النور الجيلانى جوبا وفيفيان وواو ومحمود عبدالعزيز فى المدينةجوبا ولا يكون الحديث عن الجنوب والفن دون الحديث عن ابداعات فرقة كوتو ومجموعة وروباب والتى ظل الشماليون يتفاعلون مع ما تقدم من استعراضات جنوبية راقصة، وفى خشبة المسرح القومى بامدرمان سطع اكثر من نجم جنوبى السمانى لوال ، وفى مجال الاعلام سوف يذكر اهل الشمال جون ورقة وميرى سيراسيو وعشرات الاسماء الجنوبية التى تألقت على شاشات التلفاز واثير المذياع وخلف كواليس الاستديوهات كل تلك العلاقات المهنية والفنية والثقافية سوف تكون جسرا للسلام المحترم والمستدام بين الشمال والجنوب فى ظل القواسم المشتركة التى تجمع اكثر ما تفرق ومنها عربى جوبا همزة الوصل الشمالية الجنوبية التى لن تقطعها الحدود الجغرافية على الاقل فى المستقبل القريب ،تلفزيون جنوب السودان الذى سوف ينطلق بثه عبر الفضاء اليوم يتحدث بعربى جوبا وفى وجدان كل جنوبى سوف تترد اصداء اغنيات وذكريات شمالية . فوتو غرافيا ملونة تحية ندية لكل ابناء الجنوب المبدعين الذين جملوا وجدان السودان بعطاء متميز فى مجالات مختلفة وليكن ميلاد الجنوب الجديد مدخلا لدور جديد للفنون فى اشاعة روح المحبة والسلام وحسن الجوار من خلال الغناء والموسيقى والمسرح والشعر والرقص وتبادل الزيارات الفنية . [email protected]