قالت دولة جنوب السودان الجديدة أمس، انها تعتزم اصدار عملتها الجديدة الاثنين المقبل بنفس قيمة جنيه شمال السودان، بينما ادت حكومة تصريف الاعمال التي شكلها رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت بلا تعديلات تذكر، القسم امس امام سلفاكير, وفي الأثناء أعلن نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار، أن سلفاكير كلفه بالتوجه إلى نيويورك للمشاركة في جلسة مجلس الأمن غداً الأربعاء واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستشهد الاعتراف بدولة جنوب السودان, وسيصبح جنوب السودان، الدولة ال193 التي تكتسب عضوية كاملة في الاممالمتحدة اعتبارًا من الأسبوع الجاري، بحسب الجدول الزمني للأمم المتحدة المنشور أمس. وأبلغ مشار الصحافيين أمس أن الدولة الجديدة ستبذل قصارى جهدها لطي ملفات الخلاف مع السودان. وقال وزير مالية جنوب السودان ديفيد دينج أثوربي، للصحفيين في جوبا ان بلاده ستتلقى أول شحنة من جنيه جنوب السودان من مطبعة في بريطانيا غداً الاربعاء، وسيتم تحديد سعر الصرف ازاء العملة القديمة، الجنيه السوداني، بواقع جنيه جنوبي واحد يساوي جنيها سودانيا. وأضاف «وبحلول يوم الثامن عشر ستكون حكومة جنوب السودان قد أتمت مهمتها، وبعد ذلك تبدأ مهمة البنك المركزي لجنوب السودان في اصدار العملة». وأضاف «واعتبارا من يوم 18 واعتمادا على التوزيع، سيجرى طرح النقود». ولم يحدد وزير المالية الفترة التي سيستغرقها التخلص من العملة القديمة تدريجيا. وقال إن الحكومة واجهت صعوبات في دفع رواتب يونيو ويوليو بعد عدم تسليم الخرطوم جنيهات سودانية الى جوبا. واضاف «مرجع الصعوبة الى ان حكومة الخرطوم لم تسلمنا الاوراق النقدية» حيث قال ان الموظفين سيتقاضون رواتب يوليو بالعملة الجديدة.ويعد جنوب السودان، البلد الوليد، بين الافقر في العالم ويواجه تحديات ضخمة مع بدء بناء الدولة. وحذر البنك الدولي امس من انه رغم التوقعات الضخمة في اعقاب الاحتفال بالاستقلال الا انه سيلزم ان تمر عقود قبل ان يستكمل جنوب السودان تفعيل مؤسساته. وقال المدير المعني بجنوب السودان بالانابة بالبنك الدولي ايان بانون للصحافيين «من خبرتنا فان البلدان التي مرت بالانتقال بعد مرحلة الصراع استغرقت زهاء 20 عاما حتى تتمكن وزاراتها من العمل بشكل معقول». واضاف «عملية بناء المؤسسات عملية طويلة للغاية وتستغرق الكثير من الجهد». واوصى بسرعة تطوير الحكومة للقطاع الزراعي للاقلال من اعتماد البلاد على عائدات النفط التي تمثل حاليا اكثر من 95% من مدخولات الدولة. واضاف «انبه على الاهمية القصوى لتنويع النشاط الاقتصادي للبلاد». في الاثناء ادت حكومة تصريف الاعمال القسم امس امام رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بعد ان عينها اول من امس الى حين تشكيل حكومة جديدة يتوقع ان تتسلم مهامها في وقت لاحق من العام. وعين سلفاكير الوزراء كافة الذين كانوا بالحكومة القديمة في المناصب نفسها كوضع مؤقت، وذلك تماشيا مع الدستور. وخلال اداء اليمين قال سلفاكير للوزراء «اعلنت عن الوزارة حيث توليتم مناصبكم كحكومة تصريف اعمال لحين تشكيل حكومة جديدة». وجاء التشكيل الحكومي الجديد بقيادة سلفاكير ميارديت رئيساً ورياك مشار نائبا له وباقان أموم وزيرا للسلام ودينق ألور للخارجية، وتضمن التشكيل تعيين نيال دينق وزيراً للدفاع، مع بقاء غالبية الوزراء في مناصبهم وإجراء تعديلات طفيفة ببعض الوزارات. في سياق متصل ذكرت وسائل اعلام صينية امس أن الصين حريصة على العمل مع جمهورية جنوب السودان على تطوير صناعة النفط ولكن ربما تضطر لتعديل خطط الاستثمار في اعقاب انفصال الجنوب عن الشمال. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن لي تشي قو القائم بالاعمال في السفارة الصينية في جنوب السودان، ان الصين يمكنها استغلال خبرتها في العمل في صناعة النفط في السودان لمساعدة الدولة الجديدة. وأضاف «مقارنة بالدول الاخرى فان الميزة التي تتمتع بها الصين عند التعاون في قطاع الطاقة ان استثماراتها تعتمد على المساواة والمنفعة المتبادلة. نود ان نواصل التحلي بهذه الميزة عند التعاون مع جنوب السودان في المستقبل». وقال لي ان الخلاف بين جنوب السودان والسودان بشأن عائدات النفط مسألة داخلية يقررها «الاشقاء في السودان»، وتابع «أي تدخل في هذا الشأن المهم من الخارج سيعقد الوضع فحسب ولن يسهم في حل القضية»، ومضى قائلا دون ذكر تفاصيل «سنحترم قرار الجانبين ونعدل خططنا للتعاون بما يتناسب معه». وقالت شينخوا: إن الصين بدأت بالفعل تدريب 30 من مواطني جنوب السودان على المهارات اللازمة لصناعة النفط.