الكل يذكر مقدار المعارضة والتذمر الذي أبدوه سكان العاصمة عندما شرعت محلية الخرطوم في ترحيل أو تحويل مواقف المواصلات من قلب السوق العربي غربي وشرقي المسجد الكبير إلى منطقة السكة حديد أو ما يعرف بموقف كركر الشركة التي رسا عليها عطاء تشغيل الموقف وخول لها تحصيل الرسوم من المركبات التي ترتاده وما صحب ذلك من جدل أطاح برأس قمة هرم المحلية التنفيذي وصمت الجميع عن الاستمرار في الاعتراض تحت صيحات التنظيم التي ما فترت عن ترديدها أجهزة المحلية ،غير أن كل من يمر شرقي الموقف مساء مع مدخل كوبري الحرية يرى الفوضى تضرب قبابها وتنشر خيامها على مرأى ومسمع من الأجهزة التنظيمية التي من عجب أن بعض منسوبيها في أحايين كثيرة يعملون على تنظيم فوضى بعض أصحاب المركبات العامة خارج أسوار الموقف فأين إدارة الموقف من ما يجري ليلا ؟ أم أنها عند ذلك التوقيت تكون قد ملأت جرابها من التحصيل فزهدت في ضم المركبات المتفلتة إلى حضنها ؟ يقول حسن أحمد عبد الرحمن الذي يقطن الكلاكلة القطعية إنه درج على تفضيل انتظار المركبات عند مدخل كوبري الحرية لسببين أولهما أن المركبات بمنطقة الاستاد لا تتوفر وإن توفرت يكون الزحام عليها شديدا بجانب أنها بمنطقة الاستاد يطالب سائقوها بقيمة جنيهين للرحلة تحت ستار وصفه بالواهي أنها تقصد بعض المناطق التي لا توجد لها خطوط مثل ود العقلي والكلاكلة القبة وأضاف أن المركبات بخارج الموقف الجديد متوفرة ولا تزيد التعريفة واعتبر غياب الرقابة بمنطقة الاستاد والموقف الجديد السبب الرئيس وأعرب عن امتعاضه من الفوضى الواضحة في سوق المواصلات وجهات الرقابة لا تحرك ساكنا . وغير بعيد عنه تقول الطالبة بجامعة النيلين مها الحسن إنها تضغط على نفسها مع زميلاتها للترجل من موقع الجامعة إلى الموقف الجديد مع مدخل كوبري الحرية للحصول على مقعد بمركبة تقلها إلى حيث تسكن بالكلاكلة في ظل ارتفاع تعرفة المواصلات التي ابتدعها سائقو الهايس بمنطقة الاستاد ساعدهم في تمرير مخططهم غياب المركبات العامة من ساحة الموقف علاوة على استغلال حاجة المواطنين إلى الوصول إلى منازلهم دون النظر إلى قيمة النقود أو الاعتراض على ما يطلبه سائقو الهايس. ودعت مها السلطات لتنظيم مواقف المواصلات وألا يتركوا الحبل على الغارب لضعاف النفوس ليعيثوا في جيوب المواطنين فسادا وأخذ أموال منهم من غير وجه في ظل غياب عين الرقيب وطالبت المسؤولين في شرطة المرور والمحلية لزيارة موقف الاستاد والموقف الجديد مساء ليروا ما يجري به من فوضى . ومن جانبه يقول الهادي الطيب سائق حافلة كبيرة وجدته بالقرب من مدخل كوبري الحرية والهتيفة (الكموسنجية) ينادون على الركاب ويدخلون ما يعادل قيمة تذكرة في جيوبهم إن شدة تزاحم الركاب بمنطقة الاستاد حملهم على الوقوف على مشارف كوبري الحرية لجهة أن تزاحم الركاب بالاستاد عمل على تكبيدهم خسائر كبيرة في المقاعد وزجاج الحافلات جراء ولوج الركاب عبر النوافذ ودعا الطيب السلطات للتدخل العاجل لحل إشكال المواصلات الذي ظل مؤرقا للمواطنين وسائقي المركبات على حد سواء ولفت إلى استغلال بعض أصحاب المركبات لحاجة المواطنين فعمدوا إلى زيادة التعرفة لا سيما أصحاب الحافلات نصف النقل (الهايس والكريز) الذين يحملون الركاب بمنطقة الاستاد. وغير بعيد عن إفادته يقول عبد الباقي منصور الأمين الذي يسكن بالكلاكلة إن ما يحدث بموقفي المواصلات (الاستاد والموقف الجديد) دليل على الفوضى ويحتاج إلى أن تبسط السلطات التنفيذية والشرطية هيمنتها حتى تعود الأمور إلى نصابها ويتنزل التنظيم والنظام إلى أرض الواقع. وأبدى عبد الباقي اندهاشه إلى بروز بعض من يدعي التنظيم خارج أسوار موقف كركر من الذين ليس لهم هم سوى الحصول على مبالغ مالية ومن عجب أن بعضهم لا يتوانى في زجر كل من يلتزم بتعليماته في بحر الفوضى .