تواجه احياء محلية شمال نيالا هذه الايام ازمة حادة في توفير مياه شرب اشتد خناقها خلال الاسبوعين الاخيرين وشكا مواطنو الاحياء في حديث مع (الصحافة ) من انعدام كامل للمياه الامر الذي ادى الى شلل شبه تام في الحياة اليومية وقال محمد عبد الله (حي المطار)ان مياه الشرب اضحت اغلى من غاز الطهي على سكان الحي من حيث الوفرة ، لافتاً الى ان الاسر توفد افرادها الى الشوارع منذ الفجر من اجل الحصول على جركانة ماء لكن بلا جدوى واضاف عبدالله ان برميل المياه ارتفع سعره الى (14) جنيهاً وذلك بعد معاناة تستمر الى ما بعد منتصف النهار. بينما اشار المعز سراج الدين الى ان اسر الحي الواحد بعد العثور على عربة كارو المياه تقتسم مياهها بواقع برميل لكل (5) أسر . وشكا عدد من الموظفين بالاحياء الشمالية للمدينة عن استيائهم من ازمة المياه التي تمر بها المدينة منوهين الى انهم لا يستطيعون الذهاب الى مواقع عملهم عند الدوام المحدد بسبب انعدام المياه فى الصباح الباكر ، وطالب بعض المواطنين حكومة الولاية بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه المأساة . من جهته اقر معتمد محلية نيالا شمال المهندس سرور احمد عبد الله بان هناك ازمة مياه حقيقية تعانيها مدينة نيالا بصورة عامة لجهة ان المدينة ليست بها مياه جوفية وتعتمد على مياه وادي (برلي) التي تبدأ في النضوب مع بداية شهر يناير من كل عام .واضاف سرور ان وزارة الموارد المائية والبيئة بالولاية وحكومة المحلية حاولتا البحث عن مصادر جديدة للمياه في عدة مواقع بالمحلية الا ان النتيجة وبناء على تقارير المهندسين الفنية اكدت عدم جدوى هذه المصادر، وافاد سرور ان الحل الناجع انتظار أمطار فصل الخريف او تنفيذ مشروع نيالا بالسحب من حوض البقارة. وقال والى جنوب دارفور عبدالحميد موسى كاشا لدى مخاطبته دورة انعقاد المجلس التشريعى للولاية امس ان جهد حكومة الولاية سوف يتواصل فى زيادة انتاج المياه بالولاية بحفر سبع آبار جديدة وانشاء خطوط جيدة للشبكة بطول (5280 ) متر فى شبكة مياه مدينة نيالا واضاف كاشا تم تركيب خمسة صهاريج علوية وحفر وردم 50 كيلو متر مواسير مختلفة الاقطار للشبكة الجديدة والعمل جارى فى تشييد الخزانات الارضية سعة 4000 و5000 ألف متر مكعب بكل محطتي مياه مجوك و مياه المدينة بنسبة انجاز بلغت 17% ومشيرا الى استمرار العمل فى تشييد مبانى وزارة الموارد المائية بنسبة تنفيذ بلغت 25% . وفى ما يتعلق بمياه الريف اكد كاشا حفر 20 بئرا جوفية وتشييد 10 محطات كاملة وثلاث حفائر واعادة تاهيل 25 من محطات المياه وتركيب صهاريج جديدة بالاضافة لعدد مقدر من المضخات اليدوية . ورغم هذه الجهود الا ان المواطنين بمدينة نيالا المتسارعة النمو تساورهم المخاوف من ازمة المياه ما لم تضع حكومة الولاية خارطة طريق لاخراجها من دائرة العطش و يبدو ان عدم توفر المياه الصالحة للشرب في بعض مناطق نيالا يزيد من شكوك المواطنين فى الوقوع فى مصير مجهول وخاصة ان نيالا اصبحت من اكبر المدن الاستثمارية والتجارية على مستوى السودان ويرى بعض المراقبين انها تحتاج لكميات كبيرة من المياه فى المستقبل المنظور فى ظل النمو المطرد للسكان وزيادة الطلب على المساكن فيها ، وفى السياق ذاته يطالب مواطنو الاحياء الشمالية والغربية بمحلية نيالا شمال حكومة الولاية بضرورة وضع حل ناجع لمشكلة المياه.