صديق رمضان: عبد الرحمن ابراهيم: أربعون قرية بمحلية نهر عطبرة بولاية كسلا ما يزال سكانها يعتمدون على ترعة مشروع حلفا الزراعي في توفير مياه الشرب حيث لم تعرف المياه النقية اليهم سبيلا ،ومن يريدها عليه التوجه صوب مدينة حلفاالجديدة وبلغ سعر البرميل عشرة جنيهات،وفي دارفور يعتبر الصراع على موارد المياه من اسباب أزمة الاقليم المطرب والذي تعاني مدنه الكبيرة هذه الايام من ازمة مياه حادة ووصل فيها سعر البرميل الى 15 جنيهاً،والمشهد لايختلف كثيرا بمدينة الدلنجبجنوب كردفان التي ظلت ازمة مياه الشرب فيها دون حل ،وتعاني مناطق التنقيب عن الذهب بمختلف ارجاء البلاد من شح مياه الشرب النقية ووصل سعر البرميل بمناطق العقب والبرقيق والبوم الى اربعين جنيها،وشح مياه الشرب تأثرت به الماشية بالنيل الابيض وشمال كردفان والقضارف. نيالا..معاناة لاتعرف نهاية يعتبر عدم توفر مياه الشرب النقية بولايات دارفور من اكبر المشاكل التى تواجه الانسان والحيوان ،بل شكل ضعف موارد مياه الشرب للانسان والحيوان سببا مباشرا لمعظم النزاعات القبلية ،وتعتبر ولاية جنوب دارفور من اكثر الولايات التي تعاني ازمة حقيقية في مياه الشرب خاصة في فصل الصيف وذلك لعدم وجود مصادر غيرالآبار التي ينضب بعضها بعد فترة محدودة من حفرها ،كما ان عدم الاستفادة من مياه الامطار لعب دوراً كبيراً في انعدام المياه بالولاية ،وعلى اثر ذلك تشهد مدينة نيالا حاضرة الولاية والمكتظة بالسكان ازمة كبيرة في توفير مياه الشرب التي باتت تشكل هاجسا كبيرا يؤرق مضاجع السكان الذين رصدتهم(الصحافة) وهم يلهثون وراء اصحاب عربات الكارو التي باتت الوسيلة الوحيدة لتوفير المياه ووصل سعر البرميل الى 15 جنيه ،وتأثرت المدينة بانقطاع التيار الكهربائي لايام وهي متلازمة باتت معروفة ،وتبدو المعاناة واضحة الصورة في عدد كبير من احياء المدينة خاصة الطرفية ،ومن يزر احياء المدينة هذه الايام يلحظ اصطفاف الاطفال والمواطنين في الطرقات وامام محطات المياه للحصول على كميات تعد محدودة تأتي بواقع (جركانتين ) في اليوم وهو الامر الذي جعل الكثير من الاسر تتجه لشراء المياه من التناكر،ورغم المعاناة الكبيرة في احياء واسواق مدينة نيالا وتأثر الماشية وعمليات التشييد بشح المياه، فالوضع يبدو افضل حالا من معسكرات النازحين التي يعاني ساكنوها اشد المعاناة في توفير مياه الشرب ،ولأن ازمة المياه ظلت تتكرر كل عام يأمل مواطنون بنيالا تحدثوا ل(الصحافة)) ان يتحقق حلمهم باكمال مشروع مياه حوض قريضة الجوفى الذى طرح كمشروع لحصاد المياه بالولاية قبل 15 عاماً ،و يقول المواطن محمد احمد العجب ان الحصول على مياه الشرب في هذه الايام يمثل قمة المعاناة والرهق ،مشيرا الى ان الكثيرين يتأخرون عن اعمالهم بسبب اهتمامهم بتوفير مياه الى اسرهم ،وشكى من ارتفاع لوح الثلج الى خمسين جنيها ،وفى المقابل اشتكى عدد من مواطنى نيالا من عدم صلاحية مياه شرب ، والتى اكدوا انها تسبب لهم الكثير من الامراض ، وعزوا التلوث الى ان المياه سطحية تتم معالجتها من آبار بداخل وادى نيالا الكبير الذى لايتعرض لرقابة من قبل المحلية او ادارة المواصفات او ادارة البيئة حسبما يشيرون،ويقولون ان اطرافه تحولت لمكب للاوساخ والنفايات حيث تقوم مياه الامطار في الخريف بجرف الاوساخ داخل مصدر المياه الوحيد ،ويؤكدون انها لاتخضع للتطهير والفلترة المطلوبة من قبل ادارة المياه. الفاشر..الظمأ يحكم قبضته وفى ولاية شمال دارفور شبه الصحراوية يبدو الحال اكثر بؤسا ماهو عليه في جنوب دارفور حيث ظل مواطنو الاحياء الطرفية لمدينة الفاشر وبعض محليات الولاية يجأرون بالشكوى منذ سنوات من عدم توفر المياه، ويقول المواطن الحاج محمد ابكر انهم يعانون فى الحصول على مياه الشرب وخاصة فى المناطق الشمالية من الفاشر وذلك نسبة لطبيعة المنطقة الصحراوية ،علاوة على بعد المياه من سطح الارض،وتعاني مدينة الفاشر من تكوينها الطبيعي الذي تغلب عليه الهضاب والتلال والجبال والذي يصعب عبره توصيل شبكة مياه لكل احياء المدينة المترامية الاطراف ،ولكن رغم هذه الظروف الطبيعية ظلت الاحياء التى تتوسط المدينة تتوفرفيها المياه بعكس الاحياء الاخرى التى تعتمد على الآبار والدوانكى ،ويقول معتمد محلية الفاشر نصر الدين بقال سراج ل(الصحافة)ان مدينة الفاشر ظلت تواجه كل عام معاناة كبيرة في توفير مياه الشرب،ويضيف: ولكن بفضل الجهود المبذولة من قبل الحكومة التي اعلنت العام الماضى عام مشاريع حصاد المياه ،نجحت في زيادة مصادر المياه وادخال خطوط جديدة بالاحياء وتوسيع الشبكة الرئيسة فضلا على تأهيل عبر بعض الخطوط القديمة وادخالها فى دائرة الانتاج بالمناطق والاحياء الطرفية، وقال بقال ان مشكلة المياه بالولاية تمت معالجتها بنسة 60% خاصة بداخل المدينة ،مشيرا الى ان الفاشر تشهد استقراراً تاماً فى الحصول على مياه شرب ،وتابع : الحل النهائى لمشكلة المياه بالفاشر يقف على المياه القادمة من مشروع ساق النعام. الجنينة.. جنينة بدون ماء وفى ولاية غرب دارفور تشهد محلياتها ازمة حادة فى الحصول على مياه شرب نقية وصالحة للشرب حيث تعتمد حاضرتها الجنينة بنسبة 100% على الآبار المسطحة الجوفية ،وهو الامر الذي تسبب في شكاوي المواطنين من عدم صلاحية المياه ،ويقول المواطن ابراهم آدم ان المياه متوفرة في باطن الارض ولكن عجز الجهات الحكومية في استخراجها جعل المواطنين مجبرين على شرب مياه غير نقية ولاتصلح للاستعمال الآدمي ،وكشف عن ارتفاع سعر برميل المياه الى عشرين جنيه ،واردف:الازمة غير خافية و هنالك بعض الاحياء لم تصلها المياه لاكثر من شهرين وهنالك من تصلها المياه بعد كل اسبوعين واخرى تصلهم مرة فى الاسبوع ، مطالبا بضرورة ان تكون هنالك دراسة وافية عن حالة مياه مدينة الجنينة التي اعتبرها المواطن عثمان اسحق مكتظة بالسكان وتشهد تردياً كبيراً في الخدمات خاصة على صعيد مياه الشرب . الدلنج..شكاوي لاتنقطع معدل الامطار الذي يهطل سنويا بالدلنج ثاني مدن ولاية جنوب كردفان يعتبره مواطنون كفاية لسد حاجة كل سكان الولاية اذا ماتم حصادها عبر تشييد سدود لتخزينها ،ولأن الامر لم يحدث ظلت المدينة المشهورة باشجارها الباسقة تواجه ازمة حادة في مياه الشرب كل صيف ،وهذه الايام تعاني اشد المعاناة وامتدد التأثير ليشمل الاشجار التي اصاب الجفاف كثيرا منها ،وتعتبر شبكة المياه بالدلنج من اقدم شبكات المياه بالسودان حيث تم تركيبها قبل خمسين عاما وظلت تخضع لاصلاحات جزئية لم تعالج اعطابها المتكررة ،علما ان الشبكة لاتغطي كل احياء المدينة ،ويحمل المواطن بابكر احمد إدارة مياه المدينة المسؤولية كاملة ،مطالبا بالغائها والاتجاه الى الاعتماد الكامل على عربات الكارو التي اعتبر اصحابها يقومون بادوار افضل من تلك التي تقوم بها ادارة المياه،وقال ان الخدمات في المحلية لاتحظى بأدنى اهتمام من قبل حكومة الولاية وسلطات المحلية ،وتعاني هذه الايام احياء الرديف وقعر الحجر والمرافيت من ازمة حادة في توفير المياه التي وصل سعر برميلها الى خمس جنيهات،وتقول مواطنة تدعي حواء ان المياه والكهرباء يمثلان هاجسا لكل مواطني المدينة ،مبدية تعجبها من عجز السلطات عن ايجاد حلول نهائية تجنب المواطنين المعاناة ،وقالت:الى متى نظل نعاني من ازمة المياه وعلى من تقع المسؤولية ، واين تذهب الاموال التي ندفعها للحكومة؟ محلية نهر عطبرة..لاجديد من يريد الوقوف والتعرف على تفاصيل حياة المعاناة الحقيقية فعليه التوجه نحو محلية نهر عطبرة بولاية كسلا،هكذا ابتدر طالب جامعي من المنطقة يدعى احمد حديثه ل(الصحافة) عن مشكلة مياه الشرب بالمحلية ،وقال:المواطن في هذه المحلية يعيش كل تفاصيل حياة القرون الوسطى التي قرأنا عنها في كتب التاريخ وذلك لأنه لايتمتع بأدنى مقومات الحياة الكريمة ولايحظي بخدمات اساسية نص عليها الدستور ،فالتلميذ مثلا يجلس على الارض وداخل راكوبة لتلقي تعليمه ،ولايستطيع عدد كبير من الطلاب توفير وجبة الفطور،المرأة التي تفاجئها آلام المخاض ربما تضع مولودها في الطريق وذلك لعدم وجود مستشفيات علاوة على رداءة الطرق ،ومن يريد شرب جرعة ماء نقية فعليه التوجه نحو مدينة حلفاالجديدة وذلك لان 48 قرية مازال مواطنوها يعتمدون بشكل اساسي على ترعة مشروع حلفا الزراعي في توفير مياه الشرب التي تنقل على متن عربات الكارو ،وحتى القرى التي توجد بها محطات مياه شيد معظمها بالجهد الذاتي تفتقر الى الشبكات الناقلة ،ويقول مواطن آخر يدعى النعيم انهم يقدرون المجهودات الكبيرة التي يقوم بها معتمد المحلية احمد عدلان ،الا انه اعتبر حاجة المنطقة للخدمات اكبر من امكانيات المحلية ،وزاد:هل يعقل في 2012 يكون هناك مواطنون لايحصلون على مياه شرب نقية؟مواطنو نهر عطبرة ضاقوا زرعا بأزمة مياه الشرب التي تستفحل في فصل الصيف وتتأثر بها حتى الماشية ولانعرف متي تنتهي معاناتنا وأزماتنا. مناطق الذهب..البحث عن الماء تشهد مناطق التعدين عن الذهب ازمة واضحة في مياه الشرب خاصة بولايتي نهر النيل والشمالية حيث بلغ سعرالبرميل بالقعب والبرقيق بالشمالية أربعين جنيهاً وتجلب المياه عبر تناكر من المدن والنيل ،وذات الازمة توجد بنهر النيل في مناطق التعدين بابوحمد وبربر،ويقول محمد سليمان ان ازمة المياه اثرت كثيرا على عمليات التنقيب ،مشيرا الى ان الصرف على المياه بات بندا مرهقا وزاد:نعاني كثيرا في مناطق التعدين على الاصعدة كافة والدولة التي مثل لها الذهب طوق نجاة من ازمتها عليها ان توجه الرسوم العالية التي تأخذها المحليات من المنقبين نحو توفير الخدمات واهمها مياه الشرب النقية خاصة اننا نعمل في مناطق تشهد درجات حرارتها ارتفاعا كبيرا يمتد لاشهر طويلة لاتتخللها امطار ،ويقول مهند حامد ان شح المياه يمثل لهم هاجسا كبيرا، مطالبا السلطات بالعمل على حل المشكلة. العطش يهدد الماشية أبلغ (الصحافة) عدد من مربي الماشية عن معاناة كبيرة يواجهونها في توفير مياه الشرب للماشية، ويقول حامد السعيد من ولاية القضارف ان شح المياه واتجاه معظم الماشية الى مناطق محددة بالبطانة شكل ضغطا كبيرا على مصادر المياه ما ادى الى ارتفاع اسعار (سقاية) الرأس الواحد الى اكثر من جنيه ،موضحا ان هذا الامر جعلهم يقدمون على بيع اعداد من الماشية كل شهر لمواجهة تكاليف المياه والكلأ ،مؤكدا فشل برامج حصاد المياه التي كان الهدف منها توفير مياه للماشية ،وفي ولاية النيل الابيض يؤكد مربي ماشية يدعى حسب الدائم معاناتهم في توفير مياه شرب للماشية وقال انهم يشترون في كثير من الاحيان التانكر بسعر مضاعف وذلك بسبب أزمة المياه.
