شكا أهالي منطقة العبيساب بمحلية الجبلين في ولاية النيل الأبيض أوضاعاً صحية وبيئية واقتصادية قاسية منذ أكثر من عام، جراء قيام مصنع لتكسير الصخور أدى لإصابة الكثير منهم بحالات الربو جراء الغبار والأتربة المنبعثة عن المصنع. وقال مواطنون لشبكة الشروق، إن المصنع الذي يقع على بعد أمتار قليلة من مساكنهم أصبح مهدداً صحياً لهم، بجانب الضوضاء والهزات الأرضية جراء تفجيرات الديناميت، مشيرين لرفض إدارة المصنع الجلوس مع المواطنين لبحث الأمر، وقالوا إنهم لا يرفضون بقاء المصنع بالمنطقة لكنهم يأملون في إيجاد حلول. وقال ممثل أهالي العبيساب، بشير حماد جماع، إنهم تضرروا صحياً، وزاد: «حينما حاولنا معالجة الأمر مع المسؤولين بحكومة النيل الأبيض فشلنا تماماً في إيجاد رد نهائي من سلطات الولاية». وأضاف: «تتمثل الكارثة الحقيقية للمواطنين في الغبار من المصنع خاصة الديناميت والأصوات العالية وتكرارها يومياً في الليل». وأضاف الشيخ بليلة بله، أنهم فوجئوا بإنشاء المصنع بالقرب من المنطقة دون علمهم، وأكد وجود أضرار بالغة على صحتهم. وناشد الأهالي السلطات ضرورة الاسراع بايجاد حلول لمشكلتهم، بغية الاسراع في التوصل لحلول عاجلة، لكنه عاد وقال: «إدارة المصنع تريد الربح على حساب صحة المواطن». من جانبها، قالت السلطات الصحية بالولاية، إنها اتخذت إجراءات قانونية في اتجاه لإغلاق المصنع. وأقر مدير الطب الوقائي بولاية النيل الأبيض أحمد مصطفى بالأضرار الصحية التي تعرض لها المواطنون من خلال معاينتهم الميدانية للمنطقة، وأكد عدالة مطالب الأهالي. وأوضح أن القرى الثلاث تبعد حوالى أقل من 150 كلم من المصنع، وزاد: «ذهبنا للمنطقة المعنية كسلطات صحية ووجدنا أصوات مزعجة واضحة ما يعتبر مخالفة للقانون مع تأثير واضح للبيئة»، مشيراً إلى أن غبار المصنع يتجه صوب إحدى القرى الثلاث». وأفاد المواطن علم الدين يعقوب بأنه يمتلك ثروة حيوانية كبيرة، لكنها «جفلت»، أي نفرت، بسبب الأصوات العالية، بجانب تأثر المزارع. وقال: «الحيوان والزراعة تأثرا نتيجة لحالة الضوضاء والإزعاج جراء قيام المصنع»، وزاد: «أصبح ضرره للمواطن أكثر من مصلحته».