برزت على السطح ظاهرة الشغالات داخل المنازل بمعدلات كبيرة .. وجاء انتشار الشغالات دون استصحاب الابعاد الاجتماعية والآثار الثقافية خاصة أن معظم الشغالات من الوافدات من خارج السودان ولعل من الاخطاء التى تقع فيها اغلبية الأسر الطريقة التى تأتى بها الشغالات، ففي كثير من الاحيان يكون الاتفاق مع الشغالات ذاتيا دون الرجوع الى الجهات المختصة من اجهزة شرطية او شركات عاملة في المجال ، وفي بعض الاحيان تجد أسرة لا تعرف شيئا عن البيانات الشخصية للشغالة العاملة بالبيت او حتى التأكد من صحة تلك المعلومات كما لا تعرف الأسر عما اذا كانت الشغالة مصابة بمرض عضال او غيره. وفقا لقانون 2009 والذي يحذر المواطنين من استخدام خدم المنازل بعيدا عن مكاتب العمل والاوراق الثبوتية ومن يخالف ذلك يعرض نفسه الى غرامة مالية وقدرها ألف جنيه وبالعدم السجن. (الصحافة ) التقت مجموعة من الأسر التى لديها شغالات دون الرجوع الى مكاتب العمل والتقينا منال ( 32) عاماً والتى ابدت قلقها على فلذات اكبادها مشيرة الى ان تعيين خادمتها تم بعيدا عن مكتب العمل بل اتت بها بمساعدة شغالة اخرى، غير ان منال عادت للقول انه لم يبدر منها سلوك مخيف واعترفت منال بعدم سلامة توجهها وان الطريقة التي اتخذتها في تعيين الخادمة غير آمنة وقد تسبب لها بعض المشاكل مثل السرقات وغيرها ، ماضية في القول انها تسمع بان العديد من الشغالات اصبحن خميرة عكننة بين الزوجين حيث بات يطالهن الشك خاصة من جانب الزوجات اللائي اصبحن يضيقن الخناق على الازواج عبر اتهامات غير مبررة و قد تؤدى الى نهاية الحياة الزوجية ،اضافة الى عدم التأكد من اهلية صحة الخادمات وعدم اصابتهن بمرض معد يهدد افراد الأسرة . ورغم تعدد هذه السلبيات الا ان اغلبية الأسر لم تنتبه اليها، وتقول منال « تعاقبت لدى اكثر من خمس شغالات خلال ثلاث سنوات فقط وفى احدى المرات استأجرت واحدة وعندما مكثت معى قرابة الشهرين اتضح لى انها مريضة بمرض معد وجن جنونى وعلى الفور قمت بتسليمها الى الشخص الذى جاءت بواسطته ». وفى ذات السياق توافقها ندى التى جاءت بخادمتها بنفس الطريقة ااتي استخدمتها منال وتعترف ندى بالخطأ وتقول ان طريقة الاختيار لا تخلو من استهتار و عدم وعى ولامبالاة بالخطر الذي يمكن ان تتسبب فيه وتحول حياة الأسرة الى جحيم ، وتقول ندى ان الخادمة التى تأتى بها من المكتب بعقودات متفق عليها كالمرتب وغيره امر جيد بالنسبة لسيدة البيت والشغالة التي تكون على علم بوضع المنزل الذى سوف تعمل فيه والمهام التى توكل لها يوميا لذلك لاتجد فرصة للمجادلة والمفاصلة كل حين وآخر عكس التى تأتى بمعرفة شخص تكون دائما متقلبة الآراء وتحتج دائما على كثرة العمل وازدياده يوميا وتطالب بزيادة المرتب او تهدد صاحب المنزل بالمغادرة اذا لم يحقق لها طلباتها . حاجة السارة روت لنا حكاية ابنها الذى يقيم فى احدى دول الخليج مع الشغالة التى قدم لها عبر مكتب العمل بالسودان، وقالت ان ابنها قدم عبر مكتب العمل بالسودان وقد تم تجهيز مايلزمها من اوراق ثبوتيه وكرت صحي وغيرها وبعدها سافرت الى الدولة التى يقيم فيها الابن وبعد انقضاء مدة من اقامتها معهم ظهرت عليها علامات الاعياء والارهاق حتى باتت عاجزة عن العمل وعندما طلب الابن منها الذهاب الى الطبيب انفجرت باكية ورفضت مما اضطر الابن الى تركها وفى يوم من الايام تسللت الخادمة هاربة ليلا وبعد ذلك توجه الابن الى تدوين بلاغ ضدها وقد تمكنت الشرطة من القبض عليها اذ كانت تختفى مع احد اقاربها وعندما تم الفحص عليها اتضح انها مصابة بمرض الكبد الوبائى وامرت السلطات بحبسها حتى تم اخطار سفارتها بان تعيدها فورا ومنعتها من السفر الى السودان على الرغم من حضورها منه .