٭ عمُّ الشيخ عمر ابراهيم محمد.. صوفي مرهف ومنشد عذب الصوت.. وابو بنيّات ووليدات وامين مخازن.. سبحته لا تفارق يده يحفظ اشعار الشيخ عبدالغني النابلسي وابن الفارض والشيخ محمد عثمان عبده والشيخ عبدالمحمود عن ظهر قلب.. وهو ذاكر شاكر ومادح مؤدب بأدب الصوفية ومحب لآل البيت يؤمن بأن صدق الحب يهدي الى البر.. وان البر يهدي الى الجنة.. ويقول دائما «الماعندو محبّة ما عندو الحبّة» وتعجبني عنده قصيدة تقول : «سراة الليل قد وفدوا.. لمولاهم وما خمدوا... فيا خسران من رقدوا.. عن الادلاج في الله».. للشيخ قريب الله ابو صالح. ٭ وفي سعي «عمر» المتصل كسبا للرزق الحلال قادته خُطاه الى محلية رشاد بولاية جنوب كردفان «قرية ظلطاية» مسئولا اداريا لشركة تعمل في مجال التنقيب عن الذهب والمعادن مملوكة لسوداني وشركاء صينيين.. وقد استكملت الشركة كل اجراءات التصديق من المركز والولاية .. وحصلت على الترخيص من المعادن والجيولوجيا واستصدرت الموافقة من السلطات الولائية بكادقلي التي خاطبت بدورها محلية رشاد.. ومن ثم بدأت في استجلاب معدات تجهيز المعسكر «بحاويات» مكاتب وسكن ومرافق في المنطقة المخصصة للشركة في اطار التجهيزات الادارية قبل بدء العمل.. الذي سيوفر فرص عمل لابناء المنطقة.. ٭ وفي يوم 27 رجب الخير.. استقبل «عمر» وفدا صغيرا من سيارتين بهما بضع عساكر مسلحين بالكلاشنكوف.. وبلا سلام بدأ احدهم .. مرتديا جلابية وطاقية «بيضاء مكوية» في توجيه الاسئلة ده شنو الحديد ده؟ الجابكم هنا شنو؟ والاداكم الحق منو؟.. والمسئول من الموقع ده منو؟ فأجاب «عمر»: انا المسئول، فقال الرجل: وين الاوراق بتاعتكم والتصاديق؟ فقال له عمر: معاي منو؟.. فانتفض الرجل كمن لدغه ثعبان.. فالثعابين كثيرة جدا في ذلك الموقع.. أنا منو؟ إنت ما عارف انا منو؟ أركب في العربية دي شان أوريك أنا منو !!» فما كان من عمّ الشيخ عمر إلا ان امتثل للأمر واعتلى ظهر البوكس تحت حراسة العساكر المدججين بالسلاح.. وهو يردد في سره «ده أنا بخاف من الكلب يطلعلي أسد!!» .. لكن ما دام يبحث عن الاجابة لسؤاله العسير عن اسم الرجل ابوجلابية وطاقية فلابد من تحّمل المشاق وركوب الصعاب وتعريض حياته للخطر وحريته للانتقاص... ولأنه صوفي عميق الايمان بأقدار الله فقد راجع نفسه لابد انه قد اساء الادب رغم حرصه وتربيته وسلوكه المهذب دائما وانطلق موكب «ابوجلابية» يعلو ويهبط بين الجبال والوديان حتى بلغ قرية عرديبة.. وكانت هناك حولية وحضرة نبوية تقيمها الطريقة الادريسية فانطلق الرجل ابوجلابية «وأسيره عمر» نحو حلقة الذكر.. وذاب عم الشيخ وجدا «درويش ولاقي مدّاح» حتى اذا انقضت الليلة.. امر ابوجلابية ان يُلقى عمر في الحراسة .. وعاد به الى رشاد في اليوم التالي تحت الحراسة..!! وعندها فقط علم عم الشيخ عمر ابراهيم بأنه قد اوقعه حظه العاثر في قبضة معتمد محلية رشاد السيد خالد مختار والذي كان في طريقه من رشاد الى عرديبة لحضور الحولية «فلاحظ» وجود «حديد» في مكان ما .. وكان معه مسئول امني وبضعة جنود.. فجرى الذي جرى.. وقد جاء احد مسئولي الشركة الى المعتمد واطلّعه على اوراق وتصديقات الشركة ودخل معه في مفاوضات وتطييب خواطر «وكلام من هذا القبيل» ولست متأكدا بالضبط ان كان الاعتذار «مُطعّما!!» وفهم عم الشيخ ان السؤال لشخص ما من انت يُعّد في هذه المعتمدية بمعتمدها السيد خالد مختار «جريمة» يستحق مرتكبها الاعتقال والحبس والتحري والترحيل القسري!! ثم الاعتذار والاستغفار.. مع انه وهو المعتمد لا يعرف او لا يريد ان يعرف ما يجري في محليته فالشركة اتت بحاويات وحديد وبلاوي متلتلة وهو لا يعرف «حسب كلامه» طيب مُعتمد شنو؟ ومُعتمد على شنو؟ يعني لو كان هناك تخريب او مؤامرة ما كان السيد المعتمد سيعلم بها حتى يقع الفاس في الراس فقد كانت الشركة في ذلك الموقع منذ شهر كامل قبل ان يكتشف المعتمد الهمام وجودها.. ثم يكتشف ويا للهول ان المسئول في موقع الشركة لا يعرف سيادته!! يا اخوانا من تواضع لله رفعه.. ولو لم يكن السيد المعتمد في طريقه «للحولية» لما اكتشف «مفاعل الشركة النووي!!».. ٭ يا مولانا أحمد هارون.. كيف يُجتذب الاستثمار في ولاية يعتبر عدم معرفة اسم «المعتمد» جريمة لا تغتفر؟!! وكيف تقومون بتأمين ارضكم وضيوفكم اذا كان المعتمد يعرف «بالصدفة المحضة» بعد مرور اكثر من شهر؟!! وكيف يطمئن المستثمر على امواله اذا كان المسؤول الاول يعتسف الامر اعتسافا؟.. ٭ قالت المصرية لأختها تتفاخر عليها «إنتي مش عارفة انا مين؟؟ أنا جوزي صاحب إبن أخت سواق سكرتير وزير الداخلية»!!.. سلامات يا خالد وهذا هو المفروض..