حضر (غاضبون) وغاب (درع السودان) وآخرين    السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام    شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    "الجيش السوداني يصد هجومًا لمتمردي الحركة الشعبية في الدشول ويستولي على أسلحة ودبابات"    يبدو كالوحش.. أرنولد يبهر الجميع في ريال مدريد    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    غوغل تطلب من ملياري مستخدم تغيير كلمة مرور جيميل الآن    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    وجوه جديدة..تسريبات عن التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة السودانية    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    (برقو ومن غيرك يابرقو)    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لن تقوم ثورة جياع في السودان
محمد إبراهيم نقد ل «الصحافة»:
نشر في الصحافة يوم 21 - 07 - 2011

٭ كثير من الأحداث اجتاحت الواقع السياسي السوداني وأحدثت هزة في المجتمع خاصة مسألة انفصال الجنوب وما يتبعها من تداعيات سواء على الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، والآن هناك قضية دارفور، ورغم هذه الهزة إلا أن بعض القوى السياسية في السودان وخاصة الحزب الشوعي ترى إمكانية للحل.. وللوقوف عليها التقينا بالسكرتير العام للحزب محمد إبراهيم نقد.. فكانت الحصيلة كالآتي:
٭ كنتم في جوبا بدعوة من قبل حكومة الجنوب لحضور احتفالاتها بقيام دولة الجنوب، نريد أن نتعرف على نشاطك إبان الزيارة؟
كانت فرصة للالتقاء بقطاعات كبيرة من الجنوبيين من بينهم الانفصالي واللامبالي، وكانت كل الظروف مواتية للقول إن كل ما هو موجود من مشكلات يحل في إطار السودان الموحد، وأنا لا أعني بالوحدة الغاء المشكلات بل توجد مشكلات يجب أن تحل، وبدلاً من أن تحل بالانفصال والحرب تحل من خلال الوحدة، وهذا رأيي، ووجودي في الجنوب في الفترة الماضية وسماعي لخطاب سلفا كير ومناقشاتي مع جنوبيين، جعلني على يقين بأننا يمكن أن نصنع وحدة، ولدينا إمكانية لحل المشكلات، وبعضها يحتاج الى زمن لكي تحل، والبعض الآخر يحتاج الى امكانيات مع مراعاة الأسبقيات، فهناك قضايا تربطنا بالمجتمع الدولي حيث يرتبط معنا باتفاقيات، وهناك قضايا تربطنا مع دول الجوار الأفريقي مثل الحدود، ولا بد من اتفاق شمالي جنوبي يأخذ في الاعتبار دور المجتمع الدولي والافريقي، بحيث لا نحل المشكلة في طرف ونكتشف أن لها ذيولاً لم ننتبه لها.
٭ أين هذه الإمكانية.. أنتم ذهبت في سبتمبر من العام قبل الماضي وقلتم نفس الكلام، ومازلت تقول إن هناك امكانية، فمتى تتحقق هذه الإمكانية؟
مازالت هناك إمكانية، باعتبار أنه لا يوجد طريق للرجوع إلى الحرب، وأيضا لأن المجتمعين الدولى والافريقي لن يوافقا على الرجوع الى الحرب، ولا مجتمع الجوار سيوافق.
٭ متى سيتحقق هذا الأمر؟
هذا يعتمد على كفاءة الطرفين.
٭ لكن هذين الطرفين هما من قادانا إلى الانفصال؟
رغم الانفصال لا بد من حل المشكلات ولن يحلها سوى المؤتمر الوطني والحركة الشعبية عبر تحديد الأسبقيات، ولا يجب أن تترك المشكلات لتتأزم، وعلى المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حل المشكلات مع بعض، بدلاً من أن يأتي كل طرف ويشكو باعتبار أنهم مسؤولون عن مواصلة الحل.
٭ خلال زيارتك لجوبا هل قدمت أية مقترحات للحركة الشعبية أو للذين التقيت بهم هناك في هذا الصدد؟
ناقشنا القضايا في عمومياتها في حدود، ونحن كنا ضيوفاً، وتعاملنا في هذا الإطار في حدود ما هو مطروح، والأمر يختلف إذا كانت الدعوة للقاء بين الشماليين والجنوبيين لحل المشكلة المعينة.
# كيف تنظر الى حدث انفصال الجنوب ؟
انفصال الجنوب هزيمة للحركة الوطنية لانها قامت على وحدة السودان و من اجل استقلال السودان ومن اجل حقوق الجنوبيين فقضية الجنوب كانت القضية الاساسية في سجل الحركة الوطنية في مستويات مختلفة و مقترحات مختلفة لكن الحركة الوطنية كلها كانت ضد الانفصال و نحن نتحدث عن حلول لوحدة السودان فيما يتعلق بقضية الجنوب حيث طرحت مقترحات لوحدة السودان واندلعت الحرب الاهلية في الجنوب وجاءت فترة حكم عبود وحاولوا ان يطرحوا بعض الحلول لكنها لم تكن مجدية ولا تلبي مطالب الجنوبيين الاساسية ناهيك عن طموحاتهم وبعد ثورة اكتوبر واسقاط حكم عبود تم اتفاق حول حل قضية الجنوب وقد تبنته حكومة نميري في اتفاقية اديس ابابا لكن في التنفيذ وهم يحكمون البلد ديكتاتوريا لا يمكن ان ينجحوا هذا الاتفاق صحيح ان الجنوب كان يمارس قدر اعلى من الديمقراطية لكن نميري وبالتدريج تدخل وانحاز لجماعات ضدهم ولم يتقيد بالحل الديمقراطي و بعد الانتفاضة عادت قضية الجنوب من جديد ومهما كانت المواقف للحكومات الشمالية المتعاقبة كانت هناك مشكلة الجنوبيين انفسهم كاحزاب وقبائل و كقيادات لم يكونوا موحديين صفوفهم بالقدر الكافي بل كانوا موحديين في مواجهة الشمال لكن في الاشياء الاخرى لم يكونوا موحدين ..
# نريد مزيدا من التوضيح حول ان المشكلة هي (مشكلة الجنوبيين انفسهم) كما تقول ؟
على الرغم من هذا القول فان الشمال هو الاكثر مسؤولية حيث وجد فترة حكم مستقر وفي الوقت الذي كان يعاني فية الجنوب من الحرب الاهلية الشمال كان متقدم اكثر سياسيا فمشكلة الجنوب تعقدت في اجزاء خاصة بالخلافات بين الجنوبيين انفسهم و اعتقد ان ظهور الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق كانت اكثر وضوحا وواقعية ومصداقية حيث تحدثت عن حل مشكلة السودان ككل لكي تحل مشكلة الجنوب ولم تنعزل بقضية الجنوب وكان دورها متقدم سياسيا و هناك ايضا موضوع اخر مهم فمنطقة مثل الجنوب في اي دولة منطقة اقليات تعتمد الحكم فالتحالفات التي تعقدها مع الشمال مثلا وانا ارى ان جون قرنق نجح في عمل تحالفات واسعة مع القوة السياسية الشمالية وساهم في التجمع الوطني مساهمة حية في نشاطه العسكري والسياسي الى ان استطاعت الحركة الشعبية ان تحل مشكلة الجنوب و يكون لها دور في الحكم المركزي و هذا ما يمضي الان رغم الصعوبات ولا ارى انها مستحيلة الحل بل تحتاج الى شيئين ان تكون هناك قيادات في الشمال والجنوب لديها بعد نظر ولا تترك المسائل حتى تتازم ثم تعمل على حلها والوضع الحالي الذي ادى الى انفصال الجنوب ليس هي النتيجة المتوقعة مما اعتبره هزيمه للحركة الوطنية الشمالية و هزيمة للسودان الموحد ولا اريد ان اقول الجنوبيين سيفشلون بل يمكن ان ينجحوا لكن السودان خسر وضعه المميز بين الدول الافريقية والعربية بحجمه وتعدد قومياته و معتقداته
# هل نستطيع ان نصل الى حلول بحيث يكون الجنوب مستقلا والشمال كذلك؟
نعم فهناك ما هومشترك واللقاء الذي تم في الجنوب قبل اسبوعين بدعوة من الحركة الشعبية و خطاب سلفاكير خلال احتفالات الانفصال يوضح الوجه الاخر واعتقد ان الخطاب ايجابي وسياسي وواقعي و الامل موجود باعتبار ان هناك مشاكل مشتركة وجماهير مشتركة الشماليين في الجنوب والجنوبيين في الشمال وهناك امل ان نجتاز المسائل العالقة بين الشمال والجنوب مع احتفاظ الجنوب بحقوقه واستقلاله وكذلك الشمال لكن ما هو مشترك بينهم كتير خاصة مياه النيل والاراضي الزراعية والثروة الحيوانية والجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب وكل هذه القضايا اذا احسنا التعامل معها بموضوعية و احترام متبادل وثقة متبادلة من الممكن ان نقدم نموذج افريقي متقدم يقترب من طبيعة السياسة السودانية التي تميزت باستمرار بايجاد حلول للخروج من المآزق منذ الاستقلال وفي فترة الانظمة العسكرية التي حكمت السودان بما فيها النظام الحالي باستمرار الحركة الجماهيرية والحركة السياسية والشعب السوداني استطاع باستمرار ان يستعيد حقوقه ونشاطه الديموقراطي والسياسي وهذا يعتبر رصيد يعطي الثقة في التغلب على المشاكل دون اللجؤ الى القطيعة وكسر ( البرمة ) علينا فقط ان نبحث عن ما هو مشترك ونحدد الاسبقيات فهناك بعض المناطق التي تتحالف مع الحركة الشعبية في جبال النوبة والانقسنا و جزء من دارفور و هذا يرجعنا الى اهمية الحل القومي لمشاكل المناطق المتخلفة ولحل مشاكل الاقليات ولحل مشاكل احترام التعدد و التنوع
٭ الآن أصبحت لدينا دولتان شمالاً وجنوباً .. والشمال الآن مهدد بجملة من المشكلات الداخلية على المستوى الاقتصادي والسياسي و... ؟
مقاطعاً .. ما هو نوع التهديد أن ينفصل الشمال مرة أخرى؟ هذا لن يحدث.
٭ انفصال الجنوب ألا يشكل تهديداً بالنسبة للشمال في رأيك؟
الانفصال يضعف الشمال ويغير الأسبقيات ولديه آثار، خاصة مسألة الجنوبيين في الشمال، هل نقوم بطردهم .. لا .. وهناك شماليون حياتهم ومستقبلهم وتاريخهم مرتبط بالجنوب لا يمكن طردهم، وأعتقد أن كل ما يسمى مشكلات توجد إمكانية لحله سلمياً وعملياً، بشرط أن يحسن الطرفان حل المشكلات وتحديد الأسبقيات، وإلا سيتدخل المجتمع الدولي إذا حدث فشل.
٭ إذا حاولنا أن نفصل في ما يتعلق بالمشكلات داخل الشمال، أنت تحدثت سابقا في منتدى الصحافة والسياسة عن أننا كنا نعتمد على مشروع الجزيرة ونعيش عليه، وقلت «برميل البترول اليطير»، هل مازلت تعتقد أن بإمكان الشمال أن يعيش دون الاعتماد على البترول؟
ممكن طبعا، لكن هذا البترول اكتشف في اطار الدولة السودانية الواحدة، وكونه الآن موجود في الجنوب لا يعني أن يصبح كله مملوكا للجنوب دون الشمال .. الشمال لديه جزء منه.
٭ إذا «طار» البترول ما هي الوصفة التي يمكن العمل بها في الشمال لحل المشكلة؟
سيأتي مواطنون أكثر عقلاً منا لحل هذه المشكلات.
٭ أنت تحدثت عن أن دولة الجنوب مواجهة بمشكلات لا يمكن أن تحلها ماذا تقصد؟
كشأن أية دولة أفريقية قائمة، لذلك تحتاج إلى صبر وترتيب الأسبقيات.
٭ هل لديهم القدرة على ذلك؟
جداً .. وأعتقد ان قيادة الحركة الشعبية في السابق والآن لديها القدرة التي تمكنها من حل المشكلات سواء كانت سياسية او اقتصادية او عسكرية او المتعلقة بدول الجوار، ونحن زرنا الجنوب بدعوة من سلفا كير، ودارت مناقشات مطولة جدا حول التعقيدات السياسية، والزيارة اعطتنا أملاً أكبر بأنه حتى لو استقل الجنوب حالياً لن يكون هو الاستقلال العدائي، بل استقلال تعاون لحل المشكلات المختلفة، مع وجود الدور المشترك الذي يمكن أن يقوم به العالم الأفريقي والعربي.
٭ الآن تتحدث الحكومة عن إعادة هيكلة الحكم.. هل لديكم رؤية محددة حول هذا الأمر؟
هذه العبارة موجودة في عالم السياسة لكنها تحمل أوجهاً متعددة.
٭ ماذا تقول حول اتهام المؤتمر الوطني لأحزاب المعارضة بوضع العراقيل والعقبات أمام اتفاق سلام دارفور الذي وقعته الحكومة مع حركة التحرير والعدالة؟
هنا أقول «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»، واتساءل من تسبب في المشكلة نحن أم حزب المؤتمر الوطني؟ ولماذا لم يحلوا المشكلة وفتحوا المجال لتدخلنا لنقوم بحلها؟ أعتقد أن المؤتمر الوطني يحاول المراوغة في ما يتعلق بمسؤوليته تجاه تفاقم المشكلات في السودان وتأخير حلها.
٭ هناك تخوف حول عدم وفاء الحكومة بإنفاذ بنود وثيقة سلام دارفور الموقعة بالدوحة.. ما توقعاتك لهذا الأمر؟
أنا لم أوقع معهم، بالتالي الحكومة هي المسؤولة عن احتمالات النجاح أو الفشل، وأكرر من وقعوا الاتفاقية يتحملون مسؤولية النجاح أو الفشل، باعتبار انهم لم يشركونا معهم.
٭ لديكم اتجاه للانخراط في حوار مع حزب المؤتمر الوطني لمناقشة مسألة مشاركتكم في الحكم.. ما هي شروطكم لإدارة نقاش حول المشاركة؟
لم توجه لنا دعوة، وعندما تصلنا نستطيع أن نقول رأينا.
٭ سودان ما بعد التاسع من يوليو في الشمال، هل تعتقد أنه يجب أن تطوله تغييرات على مستوى الخريطة السياسية استجابةً لما حدث؟
الخريطة السياسية في الشمال قوامها شمالي، وأنا لا أرى أن هناك مشكلة كبيرة في هذا الجانب، فالأحزاب الشمالية لديها تحالفات في الجنوب ولكن نفوذها في الشمال.
٭ قضايا شمال السودان ما بعد التاسع من يوليو هل لديكم حولها مساهمات؟
لدينا لجان تعمل الآن.. ونحن نتابعها ولدينا اجتماع مع تحالف الأحزاب، وستطرح كل هذه القضايا، ولدينا مقابلات مع الحكومة، وعندما يحين الوقت فكل الأحزاب ستكون جاهزة بمساهماتها.
٭ كيف تنظر إلى مستقبل السودان في ظل ما يحدث الآن؟
السودان مستقبله مهدد في الوقت الحاضر، باعتبار أن موضوع الجنوب لم يحسم وكذلك مشكلة دارفور، ومشكلات دارفور لها علاقة بالإنقسنا وجنوب كردفان. وبالرغم من ذلك فإن فرص الحل السلمي السياسي مازالت موجودة، والمجتمعان الدولي والأفريقي يساعدان الجنوب، وحسب علمي فإن الأحزاب السودانية تسير في طريق الحل السلمي، وأعتقد أنه سينجح باعتبار نجاح موضوع الجنوب والشرق، وسينجح موضوع دارفور.
٭ كيف يمكن أن تؤثر قضية دارفور على صياغة الدستور؟
دستور السودان لا يغير من أجل دارفور، ولكن يجب أن نبحث عن مطالب أهل دارفور من خلال تصنيفها ووضع الأسبقيات، فهناك أشياء يمكن أن تنفذ الآن، وهناك أشياء يتم الوعد بتنفيذها، وهذا يتطلب أن تكون حركات دارفور جزءاً من الحكم، وهذا هو الحل ولا يترك للحكومة وحدها أو لحركات دارفور.
٭ هناك حديث عن لجان تنعقد وتنفض لكتابة الدستور.. ما موقفكم بوصفكم حزباً؟
سمعنا ذلك باعتبار أنه حديث عام، لكنه لم يقدم للأحزاب.
٭ وإذا تمت كتابته دون مشاركة الأحزاب؟
لا يمكن أن يحدث هذا .. ولن تستطيع الحكومة فعل ذلك، وإلا سيصبح مثل قراراتها وقوانينها، وعندها لن يصبح دستوراً أو أي شيء آخر، ولا تستطيع الإنقاذ أن تفرض دستوراً على الأحزاب وعلى المنظمات الشعبية السودانية، وموضوع الدستور لا يمكن التلاعب فيه او ان يقوم به حزب سياسي واحد او حكم عسكري واحد.
٭ الآن هناك اتجاه إلى أن تتم تسوية في دارفور، ويتم إحلال لحركات دارفور في السلطة بنفس النسب التي كانت عند الحركة الشعبية؟
خرج اقتراح بهذا بالاضافة إلى اختيار صيغة النسب، وهو اقتراح جيد لكنه يحتاج الى موافقة الطرفين، فهو حل مطروح قابل للنقاش، وحسمه يتم من خلال قبول الحكومة والحركات، ومن هنا تأتي قيمته.
٭ وما موقعكم بوصفكم قوى سياسية؟ هل ستكونون دوماً في هذه الخانة بأن تقدم لكم في كل مرة صيغة تستمر عدة سنوات؟
الصيغ التي قدمت في موضوع الجنوب كانت من صياغات الحركة السياسية السودانية عبر السنين، والذي يأتي بصيغة جديدة يأتي بكلام الأحزاب السياسية ولا يخرج عنه، وما قدمته حركات دارفور في الفترة الماضية لا يخرج عن هذه الصيغ.
٭ وستبقون متفرجين؟
متى كنا متفرجين؟
٭ نيفاشا كنتم خارجها، والآن أنتم خارج حل دارفور؟
نيفاشا كانت بين الحركة والحكومة.
٭ الآن أيضاً ستجلسون متفرجين على اتفاق دارفور؟
اذا كانت هذه الصيغة ستحقق السلام.. نعم.
٭ وتكتفون بالجلوس في الخارج لعدة سنوات حتى يكتمل أمد الاتفاق؟
نحن أصحاب حق، وهم من سيجلسون في الخارج وليس نحن، فهم سيستصحبون العمل السياسي الذي قمنا به للوصول للسلام، ولن نقول هذا حقنا ولا بد أن نشارك.
٭ هل ستجلس كالمعلم أو المخطط لينفذ أفكارك الآخرون؟
لا نحن لا نجلس كالمعلمين، لكننا أسسنا العمل السياسي الذي أتى بهذه الحركات وبالحل، ولسنا متطفلين ولا ننظر للأمور بهذه الطريقة، ولكن المهم لدينا الضمانات للمستقبل حتى لا نعود للحرب مرة أخرى.
٭ الآن يطرح مقترح حكومة عريضة من قوى سياسية مختلفة، وحدثت فيه تفاهمات بين الحكومة وبعض القوى السياسية.. ما موقفكم منه؟
أنا لم اسمع بهذا الحديث فمن الذي قاله؟ ولم يُرسل إلينا.
٭ هي دعوة مطروحة على القوى السياسية وأنتم ضمن القوى السياسية الأساسية؟
هذا الأمر ذكر حديثاً عاماً فقط.
٭ لكن كل القوى السياسة معنية به؟
لم يصلنا مثل هذا الطرح، وهذا اقتراح، واذا طرح باعتباره أجندة للمناقشة نستطيع أن نقول رأينا.
٭ الضائقة المعيشية استفحلت، وكان هناك حديث حول إمكانية أن تؤدي إلى ثورة جياع.. كيف ترى الأمر؟
في السودان لن تقوم ثورة جياع، لأن السودانيين يحبون السترة، وزمان عندما كنا نضرب عن الطعام وتغلق المدرسة ونعود إلى أهلنا فإنهم يقولون لنا «ما عيب عليكم تتكلموا عن بطونكم.. نحن وديناكم عشان تقروا»، فلن تقوم ثورة جياع في السودان لأن هناك حداً أدنى من الطعام متوفر، وهناك منظمات إغاثة تقدم مساعدة.
٭ ما الذي يمكن أن يفضي إلى الثورة الآن إذا لم تكن هناك ثورة جياع، أليست هناك مقتضيات ثورة؟
لا.. الشعب السوداني يعرف متى يتحرك ومتى يستجيب للتحرك.. شعب «ما هين»!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.