الهلال يدشن انطلاقته المؤجلة في الدوري الرواندي أمام أي سي كيغالي    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    تفسير مثير لمبارك الفاضل بشأن تصريحات مساعد قائد الجيش    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    مان سيتي يجتاز ليفربول    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    البرهان بين الطيب صالح (ولا تصالح)..!!    كلهم حلا و أبولولو..!!    السودان لا يركع .. والعدالة قادمة    شاهد.. إبراهيم الميرغني ينشر صورة لزوجته تسابيح خاطر من زيارتها للفاشر ويتغزل فيها:(إمرأة قوية وصادقة ومصادمة ولوحدها هزمت كل جيوشهم)    البرهان يطلع على أداء ديوان المراجع العام ويعد بتنفيذ توصياته    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد إبراهيم نقد : لن تقوم ثورة جياع في السودان..الشعب السوداني يعرف متى يتحرك ومتى يستجيب للتحرك.. شعب «ما هين»!ا
نشر في الراكوبة يوم 21 - 07 - 2011

٭ كثير من الأحداث اجتاحت الواقع السياسي السوداني وأحدثت هزة في المجتمع خاصة مسألة انفصال الجنوب وما يتبعها من تداعيات سواء على الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، والآن هناك قضية دارفور، ورغم هذه الهزة إلا أن بعض القوى السياسية في السودان وخاصة الحزب الشوعي ترى إمكانية للحل.. وللوقوف عليها التقينا بالسكرتير العام للحزب محمد إبراهيم نقد.. فكانت الحصيلة كالآتي:
٭ كنتم في جوبا بدعوة من قبل حكومة الجنوب لحضور احتفالاتها بقيام دولة الجنوب، نريد أن نتعرف على نشاطك إبان الزيارة؟
كانت فرصة للالتقاء بقطاعات كبيرة من الجنوبيين من بينهم الانفصالي واللامبالي، وكانت كل الظروف مواتية للقول إن كل ما هو موجود من مشكلات يحل في إطار السودان الموحد، وأنا لا أعني بالوحدة الغاء المشكلات بل توجد مشكلات يجب أن تحل، وبدلاً من أن تحل بالانفصال والحرب تحل من خلال الوحدة، وهذا رأيي، ووجودي في الجنوب في الفترة الماضية وسماعي لخطاب سلفا كير ومناقشاتي مع جنوبيين، جعلني على يقين بأننا يمكن أن نصنع وحدة، ولدينا إمكانية لحل المشكلات، وبعضها يحتاج الى زمن لكي تحل، والبعض الآخر يحتاج الى امكانيات مع مراعاة الأسبقيات، فهناك قضايا تربطنا بالمجتمع الدولي حيث يرتبط معنا باتفاقيات، وهناك قضايا تربطنا مع دول الجوار الأفريقي مثل الحدود، ولا بد من اتفاق شمالي جنوبي يأخذ في الاعتبار دور المجتمع الدولي والافريقي، بحيث لا نحل المشكلة في طرف ونكتشف أن لها ذيولاً لم ننتبه لها.
٭ أين هذه الإمكانية.. أنتم ذهبت في سبتمبر من العام قبل الماضي وقلتم نفس الكلام، ومازلت تقول إن هناك امكانية، فمتى تتحقق هذه الإمكانية؟
مازالت هناك إمكانية، باعتبار أنه لا يوجد طريق للرجوع إلى الحرب، وأيضا لأن المجتمعين الدولى والافريقي لن يوافقا على الرجوع الى الحرب، ولا مجتمع الجوار سيوافق.
٭ متى سيتحقق هذا الأمر؟
هذا يعتمد على كفاءة الطرفين.
٭ لكن هذين الطرفين هما من قادانا إلى الانفصال؟
رغم الانفصال لا بد من حل المشكلات ولن يحلها سوى المؤتمر الوطني والحركة الشعبية عبر تحديد الأسبقيات، ولا يجب أن تترك المشكلات لتتأزم، وعلى المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حل المشكلات مع بعض، بدلاً من أن يأتي كل طرف ويشكو باعتبار أنهم مسؤولون عن مواصلة الحل.
٭ خلال زيارتك لجوبا هل قدمت أية مقترحات للحركة الشعبية أو للذين التقيت بهم هناك في هذا الصدد؟
ناقشنا القضايا في عمومياتها في حدود، ونحن كنا ضيوفاً، وتعاملنا في هذا الإطار في حدود ما هو مطروح، والأمر يختلف إذا كانت الدعوة للقاء بين الشماليين والجنوبيين لحل المشكلة المعينة.
# كيف تنظر الى حدث انفصال الجنوب ؟
انفصال الجنوب هزيمة للحركة الوطنية لانها قامت على وحدة السودان و من اجل استقلال السودان ومن اجل حقوق الجنوبيين فقضية الجنوب كانت القضية الاساسية في سجل الحركة الوطنية في مستويات مختلفة و مقترحات مختلفة لكن الحركة الوطنية كلها كانت ضد الانفصال و نحن نتحدث عن حلول لوحدة السودان فيما يتعلق بقضية الجنوب حيث طرحت مقترحات لوحدة السودان واندلعت الحرب الاهلية في الجنوب وجاءت فترة حكم عبود وحاولوا ان يطرحوا بعض الحلول لكنها لم تكن مجدية ولا تلبي مطالب الجنوبيين الاساسية ناهيك عن طموحاتهم وبعد ثورة اكتوبر واسقاط حكم عبود تم اتفاق حول حل قضية الجنوب وقد تبنته حكومة نميري في اتفاقية اديس ابابا لكن في التنفيذ وهم يحكمون البلد ديكتاتوريا لا يمكن ان ينجحوا هذا الاتفاق صحيح ان الجنوب كان يمارس قدر اعلى من الديمقراطية لكن نميري وبالتدريج تدخل وانحاز لجماعات ضدهم ولم يتقيد بالحل الديمقراطي و بعد الانتفاضة عادت قضية الجنوب من جديد ومهما كانت المواقف للحكومات الشمالية المتعاقبة كانت هناك مشكلة الجنوبيين انفسهم كاحزاب وقبائل و كقيادات لم يكونوا موحديين صفوفهم بالقدر الكافي بل كانوا موحديين في مواجهة الشمال لكن في الاشياء الاخرى لم يكونوا موحدين ..
# نريد مزيدا من التوضيح حول ان المشكلة هي (مشكلة الجنوبيين انفسهم) كما تقول ؟
على الرغم من هذا القول فان الشمال هو الاكثر مسؤولية حيث وجد فترة حكم مستقر وفي الوقت الذي كان يعاني فية الجنوب من الحرب الاهلية الشمال كان متقدم اكثر سياسيا فمشكلة الجنوب تعقدت في اجزاء خاصة بالخلافات بين الجنوبيين انفسهم و اعتقد ان ظهور الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق كانت اكثر وضوحا وواقعية ومصداقية حيث تحدثت عن حل مشكلة السودان ككل لكي تحل مشكلة الجنوب ولم تنعزل بقضية الجنوب وكان دورها متقدم سياسيا و هناك ايضا موضوع اخر مهم فمنطقة مثل الجنوب في اي دولة منطقة اقليات تعتمد الحكم فالتحالفات التي تعقدها مع الشمال مثلا وانا ارى ان جون قرنق نجح في عمل تحالفات واسعة مع القوة السياسية الشمالية وساهم في التجمع الوطني مساهمة حية في نشاطه العسكري والسياسي الى ان استطاعت الحركة الشعبية ان تحل مشكلة الجنوب و يكون لها دور في الحكم المركزي و هذا ما يمضي الان رغم الصعوبات ولا ارى انها مستحيلة الحل بل تحتاج الى شيئين ان تكون هناك قيادات في الشمال والجنوب لديها بعد نظر ولا تترك المسائل حتى تتازم ثم تعمل على حلها والوضع الحالي الذي ادى الى انفصال الجنوب ليس هي النتيجة المتوقعة مما اعتبره هزيمه للحركة الوطنية الشمالية و هزيمة للسودان الموحد ولا اريد ان اقول الجنوبيين سيفشلون بل يمكن ان ينجحوا لكن السودان خسر وضعه المميز بين الدول الافريقية والعربية بحجمه وتعدد قومياته و معتقداته
# هل نستطيع ان نصل الى حلول بحيث يكون الجنوب مستقلا والشمال كذلك؟
نعم فهناك ما هومشترك واللقاء الذي تم في الجنوب قبل اسبوعين بدعوة من الحركة الشعبية و خطاب سلفاكير خلال احتفالات الانفصال يوضح الوجه الاخر واعتقد ان الخطاب ايجابي وسياسي وواقعي و الامل موجود باعتبار ان هناك مشاكل مشتركة وجماهير مشتركة الشماليين في الجنوب والجنوبيين في الشمال وهناك امل ان نجتاز المسائل العالقة بين الشمال والجنوب مع احتفاظ الجنوب بحقوقه واستقلاله وكذلك الشمال لكن ما هو مشترك بينهم كتير خاصة مياه النيل والاراضي الزراعية والثروة الحيوانية والجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب وكل هذه القضايا اذا احسنا التعامل معها بموضوعية و احترام متبادل وثقة متبادلة من الممكن ان نقدم نموذج افريقي متقدم يقترب من طبيعة السياسة السودانية التي تميزت باستمرار بايجاد حلول للخروج من المآزق منذ الاستقلال وفي فترة الانظمة العسكرية التي حكمت السودان بما فيها النظام الحالي باستمرار الحركة الجماهيرية والحركة السياسية والشعب السوداني استطاع باستمرار ان يستعيد حقوقه ونشاطه الديموقراطي والسياسي وهذا يعتبر رصيد يعطي الثقة في التغلب على المشاكل دون اللجؤ الى القطيعة وكسر ( البرمة ) علينا فقط ان نبحث عن ما هو مشترك ونحدد الاسبقيات فهناك بعض المناطق التي تتحالف مع الحركة الشعبية في جبال النوبة والانقسنا و جزء من دارفور و هذا يرجعنا الى اهمية الحل القومي لمشاكل المناطق المتخلفة ولحل مشاكل الاقليات ولحل مشاكل احترام التعدد و التنوع
٭ الآن أصبحت لدينا دولتان شمالاً وجنوباً .. والشمال الآن مهدد بجملة من المشكلات الداخلية على المستوى الاقتصادي والسياسي و... ؟
مقاطعاً .. ما هو نوع التهديد أن ينفصل الشمال مرة أخرى؟ هذا لن يحدث.
٭ انفصال الجنوب ألا يشكل تهديداً بالنسبة للشمال في رأيك؟
الانفصال يضعف الشمال ويغير الأسبقيات ولديه آثار، خاصة مسألة الجنوبيين في الشمال، هل نقوم بطردهم .. لا .. وهناك شماليون حياتهم ومستقبلهم وتاريخهم مرتبط بالجنوب لا يمكن طردهم، وأعتقد أن كل ما يسمى مشكلات توجد إمكانية لحله سلمياً وعملياً، بشرط أن يحسن الطرفان حل المشكلات وتحديد الأسبقيات، وإلا سيتدخل المجتمع الدولي إذا حدث فشل.
٭ إذا حاولنا أن نفصل في ما يتعلق بالمشكلات داخل الشمال، أنت تحدثت سابقا في منتدى الصحافة والسياسة عن أننا كنا نعتمد على مشروع الجزيرة ونعيش عليه، وقلت «برميل البترول اليطير»، هل مازلت تعتقد أن بإمكان الشمال أن يعيش دون الاعتماد على البترول؟
ممكن طبعا، لكن هذا البترول اكتشف في اطار الدولة السودانية الواحدة، وكونه الآن موجود في الجنوب لا يعني أن يصبح كله مملوكا للجنوب دون الشمال .. الشمال لديه جزء منه.
٭ إذا «طار» البترول ما هي الوصفة التي يمكن العمل بها في الشمال لحل المشكلة؟
سيأتي مواطنون أكثر عقلاً منا لحل هذه المشكلات.
٭ أنت تحدثت عن أن دولة الجنوب مواجهة بمشكلات لا يمكن أن تحلها ماذا تقصد؟
كشأن أية دولة أفريقية قائمة، لذلك تحتاج إلى صبر وترتيب الأسبقيات.
٭ هل لديهم القدرة على ذلك؟
جداً .. وأعتقد ان قيادة الحركة الشعبية في السابق والآن لديها القدرة التي تمكنها من حل المشكلات سواء كانت سياسية او اقتصادية او عسكرية او المتعلقة بدول الجوار، ونحن زرنا الجنوب بدعوة من سلفا كير، ودارت مناقشات مطولة جدا حول التعقيدات السياسية، والزيارة اعطتنا أملاً أكبر بأنه حتى لو استقل الجنوب حالياً لن يكون هو الاستقلال العدائي، بل استقلال تعاون لحل المشكلات المختلفة، مع وجود الدور المشترك الذي يمكن أن يقوم به العالم الأفريقي والعربي.
٭ الآن تتحدث الحكومة عن إعادة هيكلة الحكم.. هل لديكم رؤية محددة حول هذا الأمر؟
هذه العبارة موجودة في عالم السياسة لكنها تحمل أوجهاً متعددة.
٭ ماذا تقول حول اتهام المؤتمر الوطني لأحزاب المعارضة بوضع العراقيل والعقبات أمام اتفاق سلام دارفور الذي وقعته الحكومة مع حركة التحرير والعدالة؟
هنا أقول «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»، واتساءل من تسبب في المشكلة نحن أم حزب المؤتمر الوطني؟ ولماذا لم يحلوا المشكلة وفتحوا المجال لتدخلنا لنقوم بحلها؟ أعتقد أن المؤتمر الوطني يحاول المراوغة في ما يتعلق بمسؤوليته تجاه تفاقم المشكلات في السودان وتأخير حلها.
٭ هناك تخوف حول عدم وفاء الحكومة بإنفاذ بنود وثيقة سلام دارفور الموقعة بالدوحة.. ما توقعاتك لهذا الأمر؟
أنا لم أوقع معهم، بالتالي الحكومة هي المسؤولة عن احتمالات النجاح أو الفشل، وأكرر من وقعوا الاتفاقية يتحملون مسؤولية النجاح أو الفشل، باعتبار انهم لم يشركونا معهم.
٭ لديكم اتجاه للانخراط في حوار مع حزب المؤتمر الوطني لمناقشة مسألة مشاركتكم في الحكم.. ما هي شروطكم لإدارة نقاش حول المشاركة؟
لم توجه لنا دعوة، وعندما تصلنا نستطيع أن نقول رأينا.
٭ سودان ما بعد التاسع من يوليو في الشمال، هل تعتقد أنه يجب أن تطوله تغييرات على مستوى الخريطة السياسية استجابةً لما حدث؟
الخريطة السياسية في الشمال قوامها شمالي، وأنا لا أرى أن هناك مشكلة كبيرة في هذا الجانب، فالأحزاب الشمالية لديها تحالفات في الجنوب ولكن نفوذها في الشمال.
٭ قضايا شمال السودان ما بعد التاسع من يوليو هل لديكم حولها مساهمات؟
لدينا لجان تعمل الآن.. ونحن نتابعها ولدينا اجتماع مع تحالف الأحزاب، وستطرح كل هذه القضايا، ولدينا مقابلات مع الحكومة، وعندما يحين الوقت فكل الأحزاب ستكون جاهزة بمساهماتها.
٭ كيف تنظر إلى مستقبل السودان في ظل ما يحدث الآن؟
السودان مستقبله مهدد في الوقت الحاضر، باعتبار أن موضوع الجنوب لم يحسم وكذلك مشكلة دارفور، ومشكلات دارفور لها علاقة بالإنقسنا وجنوب كردفان. وبالرغم من ذلك فإن فرص الحل السلمي السياسي مازالت موجودة، والمجتمعان الدولي والأفريقي يساعدان الجنوب، وحسب علمي فإن الأحزاب السودانية تسير في طريق الحل السلمي، وأعتقد أنه سينجح باعتبار نجاح موضوع الجنوب والشرق، وسينجح موضوع دارفور.
٭ كيف يمكن أن تؤثر قضية دارفور على صياغة الدستور؟
دستور السودان لا يغير من أجل دارفور، ولكن يجب أن نبحث عن مطالب أهل دارفور من خلال تصنيفها ووضع الأسبقيات، فهناك أشياء يمكن أن تنفذ الآن، وهناك أشياء يتم الوعد بتنفيذها، وهذا يتطلب أن تكون حركات دارفور جزءاً من الحكم، وهذا هو الحل ولا يترك للحكومة وحدها أو لحركات دارفور.
٭ هناك حديث عن لجان تنعقد وتنفض لكتابة الدستور.. ما موقفكم بوصفكم حزباً؟
سمعنا ذلك باعتبار أنه حديث عام، لكنه لم يقدم للأحزاب.
٭ وإذا تمت كتابته دون مشاركة الأحزاب؟
لا يمكن أن يحدث هذا .. ولن تستطيع الحكومة فعل ذلك، وإلا سيصبح مثل قراراتها وقوانينها، وعندها لن يصبح دستوراً أو أي شيء آخر، ولا تستطيع الإنقاذ أن تفرض دستوراً على الأحزاب وعلى المنظمات الشعبية السودانية، وموضوع الدستور لا يمكن التلاعب فيه او ان يقوم به حزب سياسي واحد او حكم عسكري واحد.
٭ الآن هناك اتجاه إلى أن تتم تسوية في دارفور، ويتم إحلال لحركات دارفور في السلطة بنفس النسب التي كانت عند الحركة الشعبية؟
خرج اقتراح بهذا بالاضافة إلى اختيار صيغة النسب، وهو اقتراح جيد لكنه يحتاج الى موافقة الطرفين، فهو حل مطروح قابل للنقاش، وحسمه يتم من خلال قبول الحكومة والحركات، ومن هنا تأتي قيمته.
٭ وما موقعكم بوصفكم قوى سياسية؟ هل ستكونون دوماً في هذه الخانة بأن تقدم لكم في كل مرة صيغة تستمر عدة سنوات؟
الصيغ التي قدمت في موضوع الجنوب كانت من صياغات الحركة السياسية السودانية عبر السنين، والذي يأتي بصيغة جديدة يأتي بكلام الأحزاب السياسية ولا يخرج عنه، وما قدمته حركات دارفور في الفترة الماضية لا يخرج عن هذه الصيغ.
٭ وستبقون متفرجين؟
متى كنا متفرجين؟
٭ نيفاشا كنتم خارجها، والآن أنتم خارج حل دارفور؟
نيفاشا كانت بين الحركة والحكومة.
٭ الآن أيضاً ستجلسون متفرجين على اتفاق دارفور؟
اذا كانت هذه الصيغة ستحقق السلام.. نعم.
٭ وتكتفون بالجلوس في الخارج لعدة سنوات حتى يكتمل أمد الاتفاق؟
نحن أصحاب حق، وهم من سيجلسون في الخارج وليس نحن، فهم سيستصحبون العمل السياسي الذي قمنا به للوصول للسلام، ولن نقول هذا حقنا ولا بد أن نشارك.
٭ هل ستجلس كالمعلم أو المخطط لينفذ أفكارك الآخرون؟
لا نحن لا نجلس كالمعلمين، لكننا أسسنا العمل السياسي الذي أتى بهذه الحركات وبالحل، ولسنا متطفلين ولا ننظر للأمور بهذه الطريقة، ولكن المهم لدينا الضمانات للمستقبل حتى لا نعود للحرب مرة أخرى.
٭ الآن يطرح مقترح حكومة عريضة من قوى سياسية مختلفة، وحدثت فيه تفاهمات بين الحكومة وبعض القوى السياسية.. ما موقفكم منه؟
أنا لم اسمع بهذا الحديث فمن الذي قاله؟ ولم يُرسل إلينا.
٭ هي دعوة مطروحة على القوى السياسية وأنتم ضمن القوى السياسية الأساسية؟
هذا الأمر ذكر حديثاً عاماً فقط.
٭ لكن كل القوى السياسة معنية به؟
لم يصلنا مثل هذا الطرح، وهذا اقتراح، واذا طرح باعتباره أجندة للمناقشة نستطيع أن نقول رأينا.
٭ الضائقة المعيشية استفحلت، وكان هناك حديث حول إمكانية أن تؤدي إلى ثورة جياع.. كيف ترى الأمر؟
في السودان لن تقوم ثورة جياع، لأن السودانيين يحبون السترة، وزمان عندما كنا نضرب عن الطعام وتغلق المدرسة ونعود إلى أهلنا فإنهم يقولون لنا «ما عيب عليكم تتكلموا عن بطونكم.. نحن وديناكم عشان تقروا»، فلن تقوم ثورة جياع في السودان لأن هناك حداً أدنى من الطعام متوفر، وهناك منظمات إغاثة تقدم مساعدة.
٭ ما الذي يمكن أن يفضي إلى الثورة الآن إذا لم تكن هناك ثورة جياع، أليست هناك مقتضيات ثورة؟
لا.. الشعب السوداني يعرف متى يتحرك ومتى يستجيب للتحرك.. شعب «ما هين»!
الصحافة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.