يصادف العشرين من فبراير الجارى الذكرى السنوية الاولى لرحيل شامة منوعات هنا امدرمان الاذاعية رجاء حسن حامد ميرف والتى انتقلت عن عالمنا الفانى الى مثواها الاخير بمقابر حمد النيل فى مثل هذا الشهر من عام 2009وهى فى زهو الشباب بعد صراع طويل مع المرض وابتلاء فقدان نعمة البصر الذى واجهته بروح ايمانية عالية كان زادها الصبر والرضاء بمشيئة الله. عام مضى على الرحيل ولاتزال ملامح وجهها الاسمر النبيل محفورة فى خاطري ولايزال صدى صوتها المتفرد يرف فى دجى ذاكرة الايام واذهان الكثيرين من محبيها الذين كم جملت وجدانهم بروائع البرامج والسهرات الخالدة والتى اذكر منها على سبيل المثال صباح الخير ياوطنى وعندما يكتمل القمر . تفتقت موهبة رجاء الاعلامية التى ولدت وتشكلت فى ربوع حى بانت غرب منذ ايام دراستها بمدرستى ابو عنجة والمشاة العسكرية الابتدائية والشنقيطي المتوسطة ثم امدرمان الثانوية وفى كلية الزراعة بجامعة الاسكندرية التى درست فيها الهندسة الزراعية كان صوتها يشكل حضورا قويا من خلال حفلات الاستقبال والتخرج. وتعود رجاء الى الخرطوم وهى تحمل فى يدها بكالريوس الهندسة الزراعية وتحلم بان تحيل اديم الوطن الى بساط اخضر دون ان تدرى بان الاقدار تخبئ لها امرا اخر بعد عودتها بزمن وجيز ، واثناء زيارتها لاحدى قريباتها التى كانت تعمل فى التلفزيون وفيما هى تتحدث مع البعض فى باحة المكان كان الاعلامى الكبير حمدى بدرالدين حاضرا بالصدفة ، وقال لها بالحرف الواحد انت مذيعة ! كانت تلك اكبر شهادة يتطلع اليها كل اعلامى ناشئ ، وكان أن التحقت بقسم المنوعات بالتلفزيون ثم عملت « ماستر بروغرام » تربط بين البرامج ثم جريدة المساء. الاذاعية يسرية محمد الحسن كانت السبب فى انتقال رجاء الى استديوهات هنا امدرمان واجازة صوتها بحضور الاعلامى الدكتور عوض ابراهيم عوض والذى كان يستعد لتقديم نشرة انباء الثانية ظهرا حينما دلفت رجاء ويسرية للاستديو وما ان استمع عوض الى صوتها حتى قال لها لوكنت مديرا تنفيذيا كنت تركت لك قراءة النشرة. خلال مشوارها قدمت رجاء العديد من البرامج واصبحت رقما اعلاميا يشار له ببنان الاعجاب وفى مدرسة صباح الخير ياوطنى صقلت رجاء موهبتها وهى تنافس الدكتور حسن دوكة المقيم فى ماليزيا والذى كان له الفضل فى تجويدها للغة الضاد والمخرج صلاح التوم من الله ، وكانت اول مذيعة تعمل على الهواء بقسم المنوعات حينما انتقل البرنامج الى البث المباشر وايضا اول مذيعة تدير حديثا عبر الهاتف، والحديث عن رجاء الاعلامية لاينتهى. وعام من الغياب السرمدى على وشك الاكتمال، نأمل ان تعمل الاذاعة السودانية بقيادة رفيق دربها الاستاذ معتصم فضل على احياء السنوية الاولى وتأبينها فى ذات المكان الذى احبته بشكل يليق وتاريخها المشرف وماقدمت للوطن واعادة بث بعض البرامج التى قدمتها وتسليط الضوء على حياتها المهنية والانسانية وتخليد اسمها باطلاقه على احد الاستديوهات وفى ذلك اقل وفاء ونأمل ان لا تمر فى صمت. فى موسم السنوية الاولى تحية لكل شركاء الفقد النبيل لكل الذين احبوا رجاء الاعلامية والانسانة وتحية خاصة الى اسرتها الصغيرة بحى بانت والكبيرة فى الشبطاب غرب شندى والى اشقائها الاعلامى مامون ورضا وسارة ولكل زملائها واصدقائها ونحن فى مقام الذكرى ليس لنا الا ان ندعو لها بالرحمة والمغفرة ، نسأل الله يجعل قبرها روضة من رياض الجنة ويتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ويشفع فيها نبيه محمد يوم القيامة، عزيزى القارئ الكريم وانت تقرأ هذه السطور ادعو لها بالرحمة المغفرة . فوتوغرافيا ملونة الحزن لايتخير الدمع ثياباً كي يسمى بالقواميس بكاءً هو شئ يتعرى في فتات الروح يَعبُر من نوافير الدم الكبرى الحزن فينا كائن يمشى على ساقين دائرة تطوف فى فراغ الكون تمحو من شعاع الصمت ذاكرة السكون المطمئنة