كلما سنحت الظروف وشاهدت بعض البرامج التلفزيونية القديمة تتألق في ذاكرتي ملامح زمن السبعينيات الجميل وينساب في خاطري شريط طويل من فوتوغرافيا السهرات التلفزيونية التي كانت تضع الشاشة السودانية في عتبة واحدة مع التلفزيونات العربية ومنها اضواء المدينة لحمدى بولاد و امسيات الراحل متوكل كمال وفرسان حمدي بدر الدين ودنيا دبنقا وبدون عنوان محمد سليمان وخد وهات التى برع فى لعبها الفنان الجميل ادمون منير بحرفنته ، سهرات رائعة لحد الدهشة تجبر المشاهد على سهر الشوق والجلوس طوعا على مقاعد المشاهدة انتجت في استديوهات صغيرة وبديكور بسيط وسجلتها عدسات كاميرات متواضعة تقنيا بعيون مصورين فنانين ، واليوم بعد عقود من ذلك الزمان تقف معظم الفضائيات السودانية بكل امكانياتها التقنية عاجزة عن تقديم سهرات مقنعة بمستوى الماضي حيث كان نجاح الاجهزة الاعلامية في تلك الحقبة يعتمد على كفاءة الكوادر البشرية وبالطبع يومها لم يكن الوصول للمايكروفون والجلوس امام الكاميرات نزهة سهلة بل هو مشوار طويل وصعب من المعاينات و التدريب الممنهج داخلياً وخارجياً قبل ان يصبح المذيع مجرد ما ستر« بروغرام» مهمته فقط الربط بين البرامج كما قالت الاعلامية يسرية محمد الحسن والتى امضت عاما كاملا من التدريب قبل ان تظهر عبر الاثير مش الشاشة لتقول هنا امدرمان كان ذلك قبل ان يحيل قانون التقاعد الكثير من الاسماء الاعلامية والتى لايزال بعضها قادرا على العطاء، الى المعاش وللاسف لم يحدث تعويض لذلك. كل فضائياتنا بحاجة الى الافكار المبتكرة ومقدم السهرة الذى يدهش المشاهد بتلقائية الحضور والتواصل واجادة فن ادارة الحوار، وقبل ذلك الاعداد والترتيب الجيد والتدريب واكتشاف واختيار اصحاب المواهب الحقيقية من الجنسين بعدالة وعدم اعتماد معيار الجمال فقط فى اتاحة فرص الظهور للمذيعات وقبل ذلك تطوير اقسام الراديو والتلفاز بكليات الاعلام . فوتوغرافيا حزينة *التدافع العفوى تجاه دار نادر خضر بالفتيحاب وكل القصص والحكايات التى سمعناها عن انسانيته تجزم بانه كان رجلا صالحا واكبر شاهد على ذلك محبة الناس . *رغم فقده لنجله محمد الذى لبى نداء ربه الى جانب نادر ووليد وفارس الا ان سعادة اللواء الطيب مختار يبدو صامدا باليقين ومتدثرا بالصبر فى مواجهة المصيبة ولم يمض الا عام وبعض عام على وفاة نجله خالد بصورة فجائية رحل محمد وخلف نور العين وخالد وذكريات لن تغيب شمسها عن مسارح الحياة الفانية. *سوف يفتقد الكثيرون الرائعين فارس حسن التوم ووليد ياسين، نعم رحلت الاجساد لكن نجم الارواح ما افل ، اللهم ارحمهم جميعا والهم اسرهم واصدقائهم الصبر الجميل « إنا له وإنا إليه راجعون ». * اتمنى ان تعمل قناة النيل الازرق على الحصول على حفل نادر الاخير وتقوم ببثه بعد ان تهدأ عاصفة الاحزان وفى ذلك بعض سلوى . [email protected]