أمام الريال.. الهلال يحلم بالضربة الأولى    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    كامل إدريس يؤكد عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين السودان والكويت    إلى متى يرقص البرهان على رؤوس هذه الأفاعي كلها؟!    "الدعم السريع" تبسط سيطرتها الكاملة على قاعدة الشفرليت العسكرية    الجيش الشعبي يحرر (الدشول) الاستراتيجية بجنوب كردفان    ترامب: "نعرف بالتحديد" أين يختبئ خامنئي لكن لن "نقضي عليه" في الوقت الحالي    كامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    عودة الحياة لاستاد عطبرة    عَوض (طَارَة) قَبل أن يَصبح الاسم واقِعا    إنشاء حساب واتساب بدون فيسبوك أو انستجرام.. خطوات    السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة    شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالفيديو.. (يووووه ايه ده) فنان سوداني ينفعل غضباً بسبب تصرف إدارة صالة أفراح بقطر ويوقف الحفل    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    غوغل تطلب من ملياري مستخدم تغيير كلمة مرور جيميل الآن    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعتز بأني مسلمة وأنوي بناء دار لإيواء الأطفال مجهولي الأبوين
ريهام عثمان السودانية الأمريكية التى فصلت من الخطوط الفرنسية بسبب الحجاب :
نشر في الصحافة يوم 22 - 07 - 2011

لبس الحجاب اصبح من الاشياء التي تثير العديد من الجدل في العالم الغربي ، وهو وضع صعب تواجهه المسلمات هناك ، وفي هذا الخصوص كانت قصة ريهام عثمان، فهي شابة سودانية الاصل امريكية الجنسية، بعد شهر من الآن تكمل ربيعها العشريني، ولدت في ام درمان، وهاجرت مع اسرتها الى امريكا منذ منتصف التسعينات، بالرغم من انها ترعرعت ودرست كل مراحلها الدراسية في امريكا الى ان وصلت الآن المرحلة الجامعية، الا انها ما زالت شابة سودانية اصيلة «بت بلد»، لم تجرفها امواج الحياة الغربية العاتية بتيارها المندفع بسرعة، فهي ماتزال سودانية النكهة، مسلمة العقيدة، ملتزمة بتعاليم دينها في دولة ينظر فيها الى المسلم على انه ارهابي، المهم في مطلع شهر يونيو الماضي وضعت ريهام في موقف رهيب، اذ انها خيرت من قبل شركة الخطوط الفرنسية بين امرين، اما الوظيفة او الحجاب، كم كان الاختيار سهلا وصعبا في اللحظة نفسها «كما تقول ريهام»، صعب لأن طبيعة الحياة تقتضي أن يكون الانسان مسؤولا عن نفسه، وأن يرد دين اسرته عليه وذلك بعد الحصول على عمل شريف، سهل لأن الدين يعلو ولا يعلى عليه، فاختارت ريهام التمسك بحجابها، رمز كرامتها، مصدر قوتها، ودليل اسلامها، فقط من هنا كانت القصة، حكاية ريهام عثمان مع شركة الخطوط الفرنسية، اتصلنا بها لمعرفة ماذا حدث بالضبط ولنتعرف اكثر عليها، فخرجنا منها بهذه المؤانسة الجميلة.
ازيك يا ريهام؟
مرحب بي ناس جريدة الصحافة ، ملف ونسة.
ممكن نتعرف على ريهام اكتر؟
انا ريهام عثمان أحمد آدم، ولدت في ام درمان، وعشت في حي ابوكدوك في منزل جدي توفيق صالح حسن ابوكدوك، درست الصف الاول ابتدائي في مدرسة المهندسين، ولم اكمل السنة الدراسية حينها، وهاجرت مع اسرتي الى الولايات المتحدة الامريكية، وكنت وقتها في الخامسة من عمري، كانت حكاية التأٌقلم مع البيئة الامريكية صعبة لنا في بادي الامر، واجهتنا صعوبات كثيرة، وتنقلنا في عدة مدن امريكية، حتى استقررنا في فرجينيا، مقر سكننا الحالي، نلنا الجنسية الامريكية بعد ذلك، وانا الآن أدرس العلاقات الدولية ودراسات عن المرأة والنوع الاجتماعي في جامعة ماري واشنطن ، لدي شقيقتان الكبرى تخرجت في جامعة فرجينيا، والصغرى تدرس في المرحلة الابتدائية، ولدي اخ يدرس في المرحلة الثانوية.
هذا يعني ان ريهام خارج السودان منذ اكثر من 15 سنة ، كيف تصفي لنا كل هذه المدة؟
حقيقة شيء صعب على اي انسان ان يكون خارج وطنه كل هذه المدة الطويلة، ولكن ظروف الحياة هي التى تجبره على ذلك، صحيح انني عشت 15 سنة من عمري خارج السودان، الا ان ذلك لم يمح عن مخيلتي الصورة الجميلة عن السودان عموما، كما اننا نزور السودان بانتظام كل سنتين، وآخر زيارة لنا الى السودان كانت في شهر يونيو من العام الماضي، واذكر اننا نتوجه الى السودان مباشرة بعد اول يوم لنا في الاجازة المدرسية ونقضي كل اجازتنا مع الاهل في السودان ولا نعود الى امريكا الا قبل بداية السنة الدراسية الجديدة بيوم.
هل انت متابعة لمجريات الاحداث في السودان؟
نعم انا متابعة لأغلب الاحداث الدائرة في السودان، ودائما احاول ان اعرف ماذا يدور في وطني، فأنا احب السودان الآن اكثر من اي وقت مضى من حياتي، اذكر عند زياراتي الاولى الى السودان كنت احب ان اكون امريكية قادمة الى السودان «وما كنت بحب البس الطرحة» ، اما الآن فعندما ازور السودان احب ان اكون سودانية راجعة الى حضن وطنها، لا ادعي اني امريكية، كما انني صممت موقعا الكترونيا، ودائما ما اكتب عليه كل مستجدات الاحداث في السودان، لأني احب ان اخبر الناس اني سودانية واطلعهم عن الاوضاع في السودان.
وآخر مستجدات الاحداث في السودان هو انفصال الجنوب ، كيف تشعر ريهام بهذا الحدث ؟
بالضبط هذا هو اخر موضوع كتبت عنه في موقعي الالكتروني ، فأنا حزينة جدا لأنفصال جنوب السودان الحبيب ، خالي هشام قتل في الحرب التي كانت في الجنوب ، فأنا اشعر الآن بعد الانفصال وكأن خالي قتل من دون سبب، كل السنوات التي قضيت في المباحثات بين الطرفين في الشمال والجنوب كانت بغرض الوصول الى حل للمشكلة، ولكن يبدو أن الطرفين يأسا وقررا فصل البلد، وكأنهما وجدا بأن ليس هنالك طريقة لكي يظلا في وحدة مع بعضهما، أنا اسكن في فرجينيا وكلنا هنا مختلفون تماما عن بعضنا بعضا، من حيث الدين واللون والعرق والعادات والتقاليد، الا اننا نعيش مع بعض في حب ووئام، لأننا في امريكا تعلمنا مسألة تقبل الآخر، حتى ولو جارك في الحي مختلف عنك في كل شيء، الا انكما في النهاية امريكان، لديكما نقطة تلاق مشتركة، شيء يجعلكما متساويين في الحقوق والواجبات، وانا كنت اتمنى ان يكون هذا موجودا ايضا في السودان.
ريهام المسلمة في دولة غير مسلمة؟
صعب على الانسان ان يتمسك بالاسلام في دولة غير مسلمة، ولكنه ليس مستحيلا، وانا مثلي ومثل بقية الشباب كانت لدي مشكلة مع الصلاة، وبما انني عشت في دولة غير مسلمة، واجهت مشكلة المواظبة على اداء الصلوات في اوقاتها، والتفريط فيها، الى ان دخلت الجامعة، واذكر ان الشهر الاول لي في الجامعة تصادف مع حلول شهر رمضان المعظم، وعندما دخلت الجامعة كانت لدي العديد من الصديقات الامريكيات، ولم يكن لدي صديقات مسلمات، ولكن بعد حلول شهر رمضان الفضيل اصبحت تلقائيا اقترب من زميلاتي المسلمات في الجامعة، وفي الوقت نفسه وجدت نفسي ابتعد عن صديقاتي الامريكيات، اذ اصبحت اتناول افطار رمضان مع زميلاتي المسلمات كل يوم، وفي تلك الفترة تعرفت علي صديقتي «ستينا» هي شابة افريقية جميلة، ومسلمة منقبة، وكانت صديقتي هذه تدعونا نحن المسلمات بعد الافطار الى غرفتها وتحدثنا عن الاسلام وتكلمنا عن الله سبحانه وتعالى، وكانت تقيم حلقات للذكر، حتى اصبحت في نهاية الاسبوع لا اخرج مع صديقاتي الامريكيات، بل افضل البقاء مع ستينا، وفي حلقات الذكر التي كانت تقيمه ستينا كانت جميع الفتيات محجبات الا انا، اذ انني كنت لا أحب الحجاب، ولكن اصبحت بعد ذلك اضعه فقط لكي لا اشذ عن الجميع، وبعد فترة من هذا الامر تعودت على لبس الحجاب نوعا ما، وفي احد الايام بعد انتهاء حلقة الذكر قررنا جميعا الذهاب الى الخارج لتناول الطعام، وخرجت معهن، وكنت لحظتها ارتدي الحجاب، لقد اردت ان اختبر كيف تكون الحياة في الخارج مع الحجاب، حقيقة لم اختبر شعورا كهذا من قبل، في البداية كنت خائفة من أن يراني اصدقائي وصديقاتي الامريكيات وانا مرتدية للحجاب، المهم ذهبنا الى احد المطاعم، وكان جميع اصدقائي هناك في ذلك الوقت، ورأوني متحجبة، اندهشوا واستغربوا من ارتدائي للحجاب، كان موقفا صعبا لأنني لم اكن اريد ان يروني وانا متحجبة، ولكن بتشجيع ومساندة صديقاتي المسلمات تجاوزت هذا الموقف، وقلن لي علّي ارتداء الحجاب وأن اترك باقي الامر على الله سبحانه وتعالى، هذا هو الشيء الوحيد الذي شجعني على مواصلة ارتداء الحجاب، وفي ذلك الوقت كان الشيطان يقول لي لماذا ترتدي الحجاب الآن، ارتدينه عندما تكبرين، ولكنني سألت نفسي، هل انني اضمن العيش الى الغد؟ او هل اعرف كم يوما آخر اعيش؟ لذلك قررت مواصلة ارتداء الحجاب، وأخبرت اسرتي بذلك، في بادي الامر خافوا علّي من هذا القرار المفاجئ والتغير السريع، اذ انني ابدلت جميع صديقاتي الامريكيات بأخريات مسلمات، واصبحت اواظب على اداء الفروض الخمسة في اوقاتها، وكل هذا حدث خلال شهر واحد فقط، وكانت اسرتي تعتقد ان ذلك تغير مرحلي فقط ولكنني واصلت على نهجي الجديد هذا، وواصلت في لبس الحجاب الى الآن والحمد لله.
حدثينا عن مجال تخصصك؟
انا ادرس العلاقات الدولية بالاضافة الى دراسات عن المرأة والنوع ، في جامعة ماري واشنطون، ان دراسة العلاقات الدولية تتيح لي الفرصة لمعرفة كيف يمكن للدول أن تتصل مع بعضها بعضا سياسيا واقتصاديا ، بالاضافة الى أنه يعلمني الكيفية التي يدار بها العالم من كل الجوانب ، اما دراسات المرأة فهي تعلمني كيف تشارك المرأة في العالم اليوم ، اجتماعيا وسياسيا ، وجمعي لتخصص الدراسات الدولية ودراسات المرأة هي مثيرة للاهتمام بالنسبة لي ، وتعطيني وجهة نظر مختلفة في السياسة العالمية.
كيف تقضي ريهام وقتها بعيدا عن الدراسة؟
بعيدا عن الدراسة ، أقضي الكثير من الوقت في مشاهدة الأخبار و البحث على شبكة الانترنت ، لانني أود أن اكون مواكبة للأحداث الجارية حولي ، كما انني أستمتع بالخروج مع صديقاتي .
ماذا عن السودانيين في امريكا ؟
اوضاع السودانيين في امريكا مختلفة جدا ، فهنالك من اندمجوا في المجتمع الامريكي واصبحوا امريكيين في كل شيء ، كما يوجد سودانيون مازالوا متمسكين بالهوية السودانية ، وعاداتهم وتقاليدهم الجميلة ، وفي السابق كان السودانيون في امريكا لا يهتمون بمسألة التعليم ، اما الآن فيوجد العديد من السودانيين المتعلمين ، والمبرزين في مجالات عملهم ، كما اصبحوا الآن اكثر تفوقا في الجامعات الامريكية .
وجه الشبه والاختلاف بين امريكا والسودا؟
اعتقد ان الفرق بين امريكا والسودان هي طريقة تفكير الناس في كلا البلدين ، كما أن في امريكا لا يوجد كبير على القانون ، فلذا حدثت لك اي مشكلة وذهبت الى الحكومة فانها تساعدك على حل هذه المشكلة ، أما في السودان فلن تجد شخصا يهتم بما حدث لك بصورة مماثلة ، كما يوجد بعض التستر على العديد من القضايا ، ولكن من الاشياء الجميلة في السودان وغير موجودة في امريكا هو التقارب بين الناس ، في تعاملهم مع بعضهم بعضا.
شهر رمضان بين امريكا والسودان؟
حضرت ثلاثة ايام من شهر رمضان الماضي في السودان ، فهو جميل جدا في السودان ، لأن الناس بتكون كلها مع بعض ويتناولون الاكل مع بعض ، والاكل بيكون منظم ، وفي وقت الافطار الحركة كلها تتوقف ، اما في امريكا لا احس بطعم شهر رمضان كما في السودان ، فهو هنا بلا طعم او لون ، فمثلا انا في رمضان القادم ان شاء الله سوف اكون في العمل وليس لدي سوي عشرين دقيقة لتناول وجبة الافطار وبعدها علّي ان اباشر عملي.
العيد بين امريكا والسودان؟
نفس الشيء الذي ينطبق على رمضان ، ينطبق على العيد في امريكا ، فهو غير جميل اطلاقا ، ولا تحس به ، فالحياة تكون عادية ، ولا تحس بفرحة العيد ، وبهجة الاطفال كما في السودان ، بالرغم من وجود بعض الاسر السودانية هنا في امريكا تحتفل بالعيد بصورة جميلة ، الا ان أغلب الاسر هنا يقتصر احتفالها بالعيد في الخروج والتنزه مع بعض وتناول الطعام سويا فقط .
الاسلام مرتبط بالارهاب في اذهان الامريكيين ، كيف نغير هذا ؟
نغير فكرة علاقة الاسلام بالارهاب عن طريق التعليم والاعلام ، علينا ان نخبرهم بان الارهاب هو شيء دخيل على العالم وغير موجود في الدين الاسلامي ، ونخبرهم بأن الاسلام هو دين المحبة والسلام ، ويحرم قتل النفس بدون سبب .
امريكا بين عهدي بوش واوباما ؟
امريكا اتغيرت كثيرا الى الافضل في عهد اوباما ، لانه اهتم بالقضايا الداخلية اكثر ، واولى مسألة التعليم والرعاية الصحية الكثير من الاهتمام ، بوش كان مكروها من اغلب الامريكان ، لأن في عهده نشبت العديد من الحروب ، في افغانستان والعراق بالاضافة الى حادثة 11/9 ، لذلك يرى الامريكان ان هذه الحروب جاءت خصما على الانسان الامريكي ، وبالرغم من وجود بعض الذين لايحبون اوباما الا انه في القضايا الامريكية الداخلية انجز اكثر من بوش ، وانا شخصيا سعيدة باوباما .
هل تستمعين الى الغناء السوداني ؟
نعم استمع اليه ، فمعرفتي بالغناء السوداني جاءت عن طريق الوالد والوالدة ، اذا انهما يستمعان اليه كثيرا ، ومن خلالهما احببت اغاني فنان افريقيا الاول محمد وردي ، وكما في بعض الاحيان استمع الى الفنان كمال ترباس والفنانة ندي القلعة .
ريهام عثمان وشركة الخطوط الفرنسية؟
بدايتي مع شركة الخطوط الفرنسية كانت عن طريق صديقتي وئام ، وهي ايضا شابة سودانية مسلمة ومحجبة ، اخبرتني بوجود وظيفة شاغرة في مطار دالاس بواشنطن ، وذهبت الي هناك ، وتقدمت للوظيفة ، وبعد ذلك دخلت عدة معاينات ، وكنت حينها مرتدية الحجاب ، ولكنهم قالوا لي اذا حصلتي على الوظيفة يجب علّى ارتداء حجاب باللون الابيض او الازرق حتى يتماشي مع الوان الزي الخاص بالشركة ، ولم يخبرني احد منهم حينها بأن لبس الحجاب مخالف لقواعد العمل بالشركة ، وقبلوني للوظيفة بعد ذلك ، وكانوا سعيدين بوجودي ، وهناك تعرفت على اغلب العاملين في المطار ، كما انني وجدت العديد من السودانيين الذين يعملون هناك ، فتعرفت على محمد ووليد وخديجة ، ولاحظت وجود العديد من المسلمات هناك ، ولكنهن لا يرتدين الحجاب ، وفي اول يوم للعمل لي بالشركة وصلت الى المطار ، و قالوا لي علي البدء بالتدرب علي طبيعة العمل ، وفعلا فعلت ما طلب مني ، وبعد مضي ساعة لي في العمل ، جاءني محمد وقال لي بأن مدير الموقع يريد ان يتحدث معي ، وهو الآن على الخط عبر الهاتف ، تناولت سماعة الهاتف وجاءني صوته وقال لي بأن قوانين شركة الخطوط الفرنسية لا تسمح لي العمل بالحجاب ، وهنا سألته ان كان حديثه هذا مجرد مزحة ام ماذا ، فقال لي انه ليس بمزحة بل هو حقيقة ، واستمر في كلامه وقال لي هذه هي قوانين الشركة ، وقلت له ان هذا القانون غير منصف للمسلمين ، وأن الحجاب لا يعيق اداء العمل ، فسألني اذا كان بامكاني ترك الحجاب في سبيل الاستمرار في الشركة ، فأخبرته انه لا يمكنني ترك حجابي مقابل هذه الوظيفة ، فأخبرني لحظتها انني لا استطيع اذا مواصلة العمل معهم ، وقام بأبعادي عن العمل.
وماذا فعلت بعد ذلك ؟
اكيد كنت مصدومة من هذا الموقف وحزنت جدا وبكيت ، وقلت لا يجب التعامل والتمييز ضد المسلمين بهذه الصورة ، ولحظتها لم اكن اعرف ماذا افعل ، وعندما رجعت الي المنزل ، شعرت بتضامن اسرتي واصدقائي، وقالوا لي بان هذا الامر الذي حدث هو خطأ، حيث ان القانون الامريكي يرفض التمييز بين الناس بسبب الدين ، وبعدها خاطبت المجلس الاسلامي الامريكي حيث ابان المجلس للشركة بأن هذا الامر الذي حدث هو خطأ ، حيث يسعى المجلس في الحصول على اعتذار رسمي لي من الخطوط الفرنسية بسبب المشكلة التي حدثت ، كما قام المجلس بالاستفسار عن اوضاع المسلمين الآخرين بالشركة ، اما لجنة العمل بالولايات المتحدة الأمريكية ، فطلبت من شركة الخطوط الفرنسية الالتزام بالقوانين الامريكية ، ولازالت لجنة العمل تحقق مع شركة الخطوط الفرنسية في هذه المشكلة ، وسوف تكون الخطوة القادمة هي رفع قضية ضد الشركة اذا لم تلتزم بقرارات لجنة العمل.
علمت برجوعك الى عملك القديم ، حدثينا عن ذلك ؟
نعم انا قبل ان اتقدم لوظيفة الخطوط الفرنسية كنت اعمل في مركز تجاري في فرجينيا منذ ان كنت في الثانوي ، الآن رجعت واستمررت في عملي القديم، فأنا سعيدة لانني لدي عمل.
اهتمام الميديا في السودان بقضيتك؟
انا سعيدة لاهتمام وسائل الاعلام السودانية بالقضية، وبشكرهم كتير لانهم اخبروا كل السودان بقضيتي، كما اشكر كل شخص تضامن معي، ومن هذا المنبر اود ان اشكر القائمين على امر صفحة «مع ريهام عثمان ضد الخطوط الفرنسية» في الفيسبوك ، شيء جميل ان تشعر بتضامن ابناء وطنك معك .
من اين اكتسبت ريهام عثمان شخصيتها القوية هذه؟
الحجاب هو السبب، فالحجاب غيرني تماما، واصبحت اكثر ثقة في نفسي الآن، واصبحت مستعدة لمواجهة تحديات الحياة من حولي ، وشعرت بتغير كبير طرأ على اسلوب حياتي ، فأصبحت افكر بطريقة ايجابية ، كما انني كنت دوما احلم بأن اصير امرأة مسلمة قوية، والحمد لله بعد ارتداء الحجاب ارى نفسي الآن ماضية في تحقيق امنيتي، كما أن مشكلتي مع الخطوط الفرنسية زادتني قوة وصلابة، وتمسكت اكثر بديني، واشعر الآن انني اكثر قوة وثقة من اي وقت مضى.
بيوتي اوف اسلام؟
هذا هو عنوان موقعي الالكتروني الذي انشأته قبل سنتين تقريبا ، عندما بدأت في ارتداء الحجاب، في البداية لم يكن الموقع عن جماليات الاسلام، بل كان عن اشياء خاصة بي، عن حياتي الشخصية فقط، وكنت قد تركت الكتابة فيه لمدة من الزمن، ولكنني بعد زيارة السودان قررت ان اغير اسمه الى «بيوتي اوف اسلام» لانني اريد ان احدث الناس عن جماليات الاسلام في حياتنا، وعن تجربتي مع الحجاب، وعن روح الاسلام فينا، الفقة والسنة اشياء متوفرة يمكن للناس قراءتها ، ولكنني اردت ان اخبر الامريكيين خصوصا عن روح الاسلام الحلوة، عن جماليات الاسلام في حياتنا، في علاقاتنا ببعض، واردت ان اقول ان كل شيء جميل في حياتنا يمكننا ان نرده الى الاسلام.
مشاريع ريهام المستقبلية؟
انا الآن لم اخلص من دراستي الجامعية بعد، ولكن بألتأكيد لدي الكثير من المشاريع التي سوف تكون في وقتها، ولكن اكثر شيء يدور في بالي الآن هو مشروع بناء دار لأيواء الاطفال المشردين في السودان، اذ انني ومن خلال زيارتي الاخيرة الى السودان، لاحظت وجود عدد كبير من الاطفال المشردين في الشوارع، يحاولون ويتوسلون الى المارة في طلب النقود، ومن هنا جاءتني هذه الفكرة، بأن اساعدهم في توفير حياة كريمة لهم، حتى يستطيعوا الاعتماد على انفسهم، ففي امريكا لا يوجد اطفال في مثل هذه السن بالشوارع، لأن الدولة تهتم بهم وترعاهم في دور خاصة، واتمنى ان يوفقني الله في تحقيق هذا المشروع.
ريهام والزواج؟
انا اعتقد ان الزواج هو حلم لكل شاب وشابة، وخصوصا هنا في امريكا، فالعلاقات بين البنات والاولاد تتم بصورة غير صحيحة، وأرى ضرورة الزواج المبكر للشباب المسلمين عموما، وفي امريكا خصوصا حتى يحافظوا على انفسهم ، وعن نفسي فانا ما زلت في مرحلة الدراسة، وبعد ان اخلص سوف يكون لي متسع من الوقت واكيد حينها سوف افكر في الزواج، «حيكون زوجي سوداني دي اهم حاجة».
رسالة ريهام الى المسلمات في السودان؟
رسالتي الى اي شابة مسلمة في السودان هي عليك بالتمسك اكثر بالاسلام، لان وجودك في دولة مسلمة هذا لا يعني بالضرورة انك مسلمة ملتزمة بتعاليم الاسلام الجميلة، ولكن الامتحان الحقيقي عندما تعكسين سماحة الدين الاسلامي في تعاملك مع الآخرين، وفي اسلوب حياتك، لأن الحياة جميلة بالحجاب، لانك تسعدين ربك عندما تلتزمين بشرعه.
صوت شكر؟
انا احب ان اشكر اسرتي واصدقائي وصديقاتي لانهم اول من عرف بمشكلتي مع الخطوط الفرنسية، ووجدت دعما غير محدود منهم، وساندوني نفسيا ومعنويا، وهم الذين اعطوني الشجاعة لكي اتحدث عن هذه المشكلة في وسائل الاعلام «التلفزيون الامريكي والفرنسي والسوداني ومع العديد من الصحف داخل وخارج امريكا» ، وقالوا لي اذا صمت فربما تتكرر هذه المشكلة مع مسلمة او مسلم آخر ، حيث لا يجب ان يتعامل الناس مع المسلمين بهذه الطريقة غير اللائقة، يجب ان يعرف الناس ما هو الاسلام ، ولا بد ان تكون فرص العمل والحياة متاحة للجميع بدون التمييز بينهم، مع العلم ان القانون الامريكي يمنع التمييز بين الناس بسبب الدين او العرق.
في النهاية؟
في النهاية بقول يجب على المسلمين ان يحافظوا على بعض، ان يكونوا بالقرب من بعض، يجب ان يقوى الاسلام بأبنائه، سواء أكان ذلك في السودان او في امريكا والعالم اجمع، واحمد الله كثيرا على نعمة الاسلام، كما لا يفوتني ان اشكر اسرة صحيفة الصحافة، واهتمامها بقضيتي، جزاكم الله كل خير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.