البصيرة FM 96.6 من الاذاعات التعليمية الثقافية والتى إتخذت من الآية: «قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَان اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» شعاراً لها ومنهجاً لإعداد وتكوين مادتها الإعلامية الهادفة التى تدعو لمكارم الأخلاق والقيم السمحاء وتحارب الأخلاق السيئة والعادات الضارة بالمجتمع، من خلال برامج منوعة تسهم في الارتقاء بالمجتمع المسلم ثقافياً وتربوياً واجتماعياً.. للتعرف على اهداف ورسالة الاذاعة، كانت هذه المقابلة القصيرة مع مديرها البدري علي محمد علي الجعلي، وخرجنا منها بجملة افادات. ٭ علاقة الداعية الراحل محمد سيد حاج بالبصيرة: مدخلنا الى الحوار كان حول علاقة الشيخ الراحل محمد سيد حاج بالاذاعة، يقول البدري «الشيخ محمد سيد حاج رحمه الله، كان من المهتمين بامر الدعوة، وهو من اوئل المؤسسين للبصيرة مع الاستاذ خالد آدم ومجلس الامناء الذى يضم الشيخ عبد الرحمن عبد الجليل ود. على القدال، وقد كان رحمه الله يولى اهتماماً كبيرا لوسائل الإعلام فى تبليغ الدعوة، ولذلك أمدنا بكل المحاضرات والندوات ليتم بثها، لكن سبحان الله توفي والإذاعة في بواكير انطلاقها، ولذلك تولي القناة اهتماما كبيرا بكل محاضراته وخطبه خلال برامجها اليومية». ٭ زمن البث ومساحة الانتشار الحاضر والمستقبل: وحول مساحة انتشار البث والخارطة البرامجية للاذاعة يقول: «بحمد الله وتوفيقه يغطي بث إذاعة البصيرة FM96.6 ولاية الجزيرة وهي الولاية التي استهدفها بث الإذاعة في التصديق الأولي للإذاعة، ويوجد بها الآن جهاز الترانسميتربمركزها مدينة ود مدني، ونسعى لتوسيع مظلة البث لتشمل كل ولايات السودان بإذن الله وتوفيقه، ونأمل أن يتمدد زمن بث الإذاعة ليكون على مدار ال «24» ساعة، ونحن نقدم الكثير من البرامج من خلال خارطة برامجية تحتوى على عدد من المواد منها برامج مسجلة، الى جانب البرامج التفاعلية المباشرة وفترة الفتاوى والمحاضرات اليومية، اضافة للمصحف المرتل». أهداف سامية وطموحات إعلامية كبيرة: ويختزل البدري اهداف ورسالة اذاعة البصيرة بالقول: «نسعى نحو أن تتطور الإذاعة وترتقي لتصبح مؤسسة إعلامية شاملة تقود مسيرة التعليم الممنهج على رسالة الإسلام الخالدة، وترسي قواعد الخطاب الدعوي الهادف في كافة أرجاء البلاد والعالم الإسلامي بأسره، وتصبح وسيلة تعليمية فاعلة، وذلك من خلال التوسع الأفقي والرأسي بحيث تجمع سائر الوسائل والتقنيات الإعلامية والوسائط مثل القناة الفضائية والبث الأرضي والإنترنت، وضم هيئات تدريبية واستشارية متخصصة، خاصة مع توفر المادة والرسالة الإعلامية الرصينة والمستمدة من خيرة الأساتذة والعلماء الذين تزخر بلادنا الحبيبة، ومن مبادئها فتح النوافذ أمام كل ثقافة إنسانية تُعلي من شأن القيم ولا تتعارض مع مسلمات الأمة الإسلامية، وتوسيع دائرة التعليم والبرامج التعليمية، مع مراعاة الظروف السياسية التى تمر بها البلاد بالمحافظة على هوية الأمة ودعم معاني الإخاء والتواصل ولم الشمل وترسيخ مبادئ الإسلام السمحة في ذلك، بما يحفظ وحدة الأمة وتماسكها ويمنع الاحتراب والتباغض والشحناء. ٭ تبسيط المادة العلمية الدينية: وعن فلسفة الاذاعة في التعامل مع المواد العلمية والدينية يقول: «من أهدافنا أيضا تبسيط المادة العلمية الدينية فى مختلف شعب المعرفة والعلم بلغة إذاعية سهلة وجيدة، وعلى شكل دورات منتظمة، والخروج بالدروس الدينية والمحاضرات وغيرها من الأنشطة الدعوية من الدوائر التى مازالت منحصرة فيها مثل المساجد والخلاوى، والقضاء على حالة الفصام التى يعيشها كثير من ناشئة المسلمين الذين هم حيارى بين مثالٍ واجب مرغوبٍ فيه ولكنه مفقود، وبين واقع مرفوض ولكنه مفروض. وبث برامج مباشرة في شكل فترات مفتوحة لمناقشة القضايا التي تهم الأسرة والمجتمع والفرد المسلم». وعن دواعى توجيه بث البصيرة الى ولاية الجزيرة يقول: «الجزيرة تعتبر ولاية وسطية تشكل فى تركيبتها كل قبائل السودان بسحناته ولغاته المختلفة، وايضا تمثل ثقلاً سكانياً كبيراً، كذلك طبيعة انسانها رعوية وزراعية، لذلك يعتبرون من اكثر الفئات استماعا للمذياع لسهولة حمله، كما ان الإذاعة اكثر الوسائل الإعلامية انتشاراً من المقروءة والمسموعة والمشاهدة، وقد لاقت الاذاعة قبولا من مواطني الولاية، وذلك بالمشاركة العالية من المواطنين فى البرامج التفاعلية المقدمة. وهي ليست حصرياً كما أوضحت سابقاً، بل هي مرحلة ستنطلق بعدها الإذاعة في كل أرجاء السودان إن شاء الله». ٭ البصيرة لا تميل لجماعة دينية أو سلفية: وينفى البدرى ميل البصيرة الى اية جماعة سلفية ويقول «البصيرة لا تتبع لأية جماعة وان توافقت اطروحاتها مع جماعة او جهة بعينها، وذلك لأن الدين واحد والمنهج واحد، لذلك نعمل على تقديم منهج سليم مستمد من الكتاب والسنة، من غير الميل الى جهة من الجهات، والجماعات السلفية كجماعة انصار السنة المحمدية والكتاب والسنة والمشكاة وغيرها لها جهودها الدعوية الكبيرة فى هذا الجانب فى محاربة الشرك والدجل والخرافات، ولها مساهماتها فى بناء المساجد وحفر الآبار، كما ان لها خبرة كبيرة، لذلك نستعين بالكثير من علمائهم فى تقديم عدد من البرامج الدعوية، خصوصا التى تناقش الدجل والشعوذة ومسألة العقيدة، لأن العقيدة اذا صلحت صلح الدين كله، لذلك تركز الإذاعة كثيرا على هذه النوعية من البرامج التى تهم المجتمع بصورة كبيرة». ٭ علاقات وتبادل مواد مع إذاعة الفرقان: وعن علاقة البصيرة بالاذاعات الاخرى يقول: «هنالك الكثير من التبادل يتم مع بعض الاذاعات، وانتهز هذه الفرصة لأشكر إذاعة الفرقان التى أمدتنا ببعض المواد المسجلة، كما أنها فتحت لنا ابواب التعاون الذى شمل التدريب أيضاً، بالاضافة للاستشارات اللازمة، أيضا هنالك دعم من جهات أخرى مثل منظمة المنتدى الإسلامى وبعض الجهات الخيرية التي ساهمت ببعض البرامج». ٭ الترفيه لا يتنافى منهج الإسلام: وعن مساحة الترفيه فى خارطة الاذاعة يقول: «الاذاعة تهتم كثيراً بالبرامج الترفيهية، وفى البرمجة القادمة ستفرد مساحة اكبر للترفية الذى لا يتنافى مع منهج الإسلام الذى لا يمانع فى اللهو المباح، مثل البرامج الثقافية والمسابقات ولقاءات الشباب والأناشيد الهادفة». ٭ توقيع أخير: أحب أن أشكر كل الذين ساهموا فى دعم القناة، واخص بالذكر شركة هنا امدرمان واذاعة الخرطوم واذاعة ولاية الجزيرة التى لنا معها برامج مشتركة، واتمنى أن يتم التنسيق والتبادل حتى يكون الخطاب الاسلامى موحدا ولا تصيبه العشوائية والتخبط، ويكون خطاباً تتفق فيه الرسالة الموجهة خاصة في القضايا الكلية والمسلمات العقدية، حتى نجنب جمهور المستمعين للاذاعات الإسلامية الذى هو فى تنامٍ، أن نجنبهم مزالق الاختلاف وتشتت الافكار، وبالطبع لا يمكن الاتفاق على كل مسائل الدين التي يسوغ فيها الخلاف، ولهذا لا بد من تقبل الآخر والرأي الآخر بسعة صدر ومرونة، كما نتمنى مزيداً من التعاون بين الإذاعات الاسلامية التى بدأت فى الانتشار، ونعتبرها جميعا كالبنيان الذى يشد بعضه، فلا مساحة بيننا ولا مجال للتنافس الذي يدعو للتحاسد، بل ندعم التنافس من أجل ترقية الأداء وتطويره، مع عدم البخل للآخرين بنير الأفكار وجيد المواد والنصح والمشورة، وأحسب أن الجميع يهدف لرفع راية التوحيد عالية.