٭ أقرَّ أندروز بهرينغ برييفيك بارتكابه «لمجزرة أوسلو» التي راح ضحيتها حتى الآن «92 قتيلاً» والتي وقعت بالعاصمة النرويجية يوم الجمعة الماضية. وقال برييفيك «ان ما قام به كان عملاً وحشياً «لكنه ضروري».. وان الهجوم كان مخططاً له منذ زمن بعيد!!» وقال قائد شرطة أوسلو «سفينونغ شيونهايم» ان أندروز البالغ من العمر «32 عاماً» كان قد نشر على موقعه بالشبكة العنكبوتية ان لديه اتجاهات مسيحية متطرفة.. وقد تبيَّن لاحقاً ان أندروز بهرينغ قد وضع رسالة على موقع تويتر يقول فيها:- «مؤمنٌ واحد أقوى من ألف من الباحثين عن المصالح فقط»!! وتشتبه الشرطة في أن أندروز قد نشر على الشبكة العنكبوتية كتابات معادية للاسلام.. وقد راح «85 شاباً» حصائد لنيران سلاح رشاش أطلقه عليهم أندروز وهم يقيمون معسكراً لشبيبة حزب العمال الحاكم في إحدى الجزر القريبة من أوسلو العاصمة بعد سويعات من انفجار سيارة مفخخة قرب المبنى الرئيسي للحكومة النرويجية أثناء وجود رئيس الوزراء يانس ستوتنبيرغ وراح ضحية التفجير «7 أشخاص». ٭ وقال ستوتنبيرغ ان ما حدث هو مأساة وطنية.. وقدم ملك النرويج هارولد والملكة سونيا وولي العهد الأمير هاكون التعازي في الضحايا ومواساتهم للناجين.. وأدان مجلس الأمن الدولي بأعضائه الخمسة عشر الحادث على الفور!! وبأشدِّ العبارات وأعلن المجلس عن عميق تعاطفه وتعازيه لضحايا هذا «العمل الحاقد» العبارة من بيان مجلس الأمن!!.. وقدم أوباما تعازيه «الشخصية!!» للنرويجيين وعرض عليهم كل المساعدات الممكنة.. وقال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انه يدين بأشد العبارات حزماً هذه الجرائم المروِّعة.. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن «سخطه» بسبب هذا الهجوم.. وقال الرئيس الفرنسي ساركوزي «أدين وبأشدّ العبارات هذا العمل المشين وغير المقبول» وكذلك فعلت البرازيل والمكسيك والأرجنتين وتشيلي وكولمبيا وكوستاريكا وغواتيمالا واسرائيل «أي والله» والأردن. ٭ وأنا بالاصالة عن نفسي ونيابة عن أهل بيتي وقرائي الكرام «أُدين هذه الفعلة بأشدَّ العبارات واستنكر هذه الجريمة التي راح ضحيتها أبرياء» وأذكر بأن الفاعل «مسيحي متطرف» فقط ولا يمكن أن يتعداه الاتهام إلى الديانة التي يدين بها.. ولم يُشر أي زعيم غربي إلى المسيحية باعتبارها محضناً للارهاب حيث يتفرَّخ منها ارهابيون متطرفون قتلة.. والمسيحية الحقة براء من ذلك.. تماماً كالاسلام دين السلام.. لكن الخواجات لو عتَّرت ليهم القشَّة يقولوا ده الاسلام.. اذا كان الفاعل مسلماً!! بالاسم أو بالاعتقاد الفاسد والفهم الخاطئ للدين الحق. وساقني خيالي إلى السؤال ماذا لو كان الفاعل مسلماً؟؟ وأنا استحضر عبارات باراك أوباما.. «سنقدم لهم كل المساعدات الممكنة» بعد ان تحدث عن ضرورة التعاون في المجال الاستخباري!! إذن لرأينا حاملت الطائرات الامريكية تمخر عباب المحيطات في اتجاه الدول الاسلامية.. وصواريخ الكروز.. توماهوك.. تدمر البني التحتية للمدن الاسلامية والعربية.. والطائرات بدون طيَّار تستهدف القرى الآمنة والمتحركات وحفلات الزواج الاسلامية هذ قبل ان تبني امريكا تحالفاً «دولياً» بتجميع الجيوش واحتلال مواقع الارهاب وتخصيص سجون ومعتقلات وطائرات لاصطياد الاسلاميين الارهابيين باعتبارهم خطراً محتملاً على الأمن القومي الامريكي والأمن والسلام العالميين!! وكان مجلس الأمن قد فرض عقوبات على الدول التي يحمل جنسيتها الارهابيون المسلمون مع تجفيف منظمات العون الاسلامي ومنع التبرعات وطباعة مصحف جديد منقَّح تحذف منه آيات الجهاد وفضائح اليهود قتلة الأنبياء.. لكن ويا لحسرتهم طلع القاتل مسيحي!! ٭ في رواية عزازيل للروائي المسلم يوسف زيدان والتي حَرَّظها المطران يوحنا جريجوريوس بقوله عن الكاتب «هو أول مسلم يحاول أن يعطي حلولاً لمشكلات كنسية كبرى.. ان يوسف زيدان اقتحم حياة الأديرة.. ورسم بريشة راهب أحداثاً كنسية حدثت بالفعل.. وكان لها أثرٌ عظيم في تاريخ الكنيسة القبطية». وفي الرَّقِّ الثاني بعنوان بيت الرب «والكتاب ترجمة أمينة لمجموعة اللفائف «الرقوق» والتي اكتشفت بالخرائب الأثرية الممتدة لثلاثة كيلومترات بين حلب وانطاكية يقول بطل الرواية «الحقيقي» الراهب هيبا بعد أن حكى قصة مقتل والده على أيدي عوام المسيحيين وهو يصطاد السمك بالقرب من معبد الإله خنوم بأسوان ووصف قتلة أبيه بأنهم بدوا كأشباح فرَّت من قعر الجحيم وطعنوه بالسكاكين الصدئة التي كانوا يخبئونها تحت ملابسهم الرثَّة وراحوا يتصايحون وقد رفعوا أذرعهم المضرجة بدماء والد هيبا.. «المجد ليسوع المسيح الموت لأعداء الرب» فردَّ عليه القس نسطور بعدما سمع القصة «يا ولدي حياتنا مليئة بالآلام والآثام.. أولئك الجهال وأرادوا الخلاص من موروث القهر بالقهر.. ومن ميراث الاضطهاد بالاضطهاد.. فقتل الناس باسم الدين لا يجعله ديناً.. هؤلاء أهل سلطان لا أصحاب ايمان.. يتمتعون بقسوة دنيوية لا محبة دينية.. وختم بقوله:- رعبي من القتل المروِّع الذي يجري باسم المسيح!! ويقابل تسامح الأب نسطور.. تطرف الأسقف كيرلس الذي يقول على لسان السيد المسيح «ما جئت لألقى في الأرض سلاماً.. بل سيفاً.» ٭ وهكذا أهل التطرف في كل زمان ومكان «ينشبون مخالب المقت في لحم الظهور المكشوفة».. ويأكلون كالجراد كل ما هو يانع ويملأون الحياة كآبة وقسوة.. فهل حرَّرت لنا مجزرة أوسلو وتفجيرات أوكلاهوما من قبلها «شهادة براءة للاسلام» من الأفعال الارهابية.. أم سيظل الغرب يؤكد على مواقفه المتحاملة على الاسلام تحت شعار «إن طارت غنماية». وهذا هو المفروض