* الموت نقاد يختار منا خيار الخيار.. احتسبنا امس الهلالي الغيور الوفي الصادق، المعشر الطيب، صديق الجميع.. صديق ابو ادريس، رئيس رابطة مشجعي الهلال الاسبق، اثر علة لم تمهله طويلا، جاء زائرا الى الخرطوم لتقديم واجب العزاء قادما من ابي حراز.. فارق الحياة في لحظة كلمح البصر وهو يودع زملاءه واصدقاءه بدءا باسماعيل عثمان السيد رفيق دربه واللواء عثمان سر الختم واهله بالخرطوم، ووصى قبل رحيله بانه عندما يفارق الحياة يوارى جثمانه بابي حراز، واسماعيل لم يصدقه عندما قال يعفو عنه وكل من يلاقيه من الاسرة الهلالية او الرياضيين، ساعات ويودع الدنيا.. هكذا نقل لنا اسماعيل عثمان السيد وهو يبكي لفراق حبيبه.. ووري جثمانه الطاهر في موكب مهيب بقرية ابي حراز بالجزيرة تنفيذا لوصيته.. * المرحوم كان هاشا باشا مع الجميع متيما بالهلال، مقدما نصحه للجميع برأيه الثاقب، تسلم رابطة المشجعين من رفيق دربه المرحوم صديق الطويل، وظل في خدمة الهلال مع كافة مجالس ادارات الهلال التي عاصرها وكان وفيا مع الراحل الطيب عبد الله، ومع حكيم الهلال طه علي البشير، ومع عبد المجيد منصور، والفريق الركن عبد الرحمن سر الختم، ومع صلاح ادريس، وقبلها معت عمر محمد سعيد، ونور الدين مبارك، وكل الرؤساء الذين عاصرهم كان يخدمهم في صفاء ووفاء وحب للهلال، ودائما كان يردد: الله الوطن الهلال.. وكان مثاله الراحل المقيم الاستاذ الصحفي حسن عز الدين ود. كمال شداد والاستاذ محمد الشيخ مدني وخليفة مختار مكي والبروف محمد ابراهيم ومحمد حمزة الكوارتي والطريفي الصديق والنور محمد النور واحمد دولة واسماعيل عثمان السيد وعلي احمد عباس، وكل اهل الصدارة.. نشهد انه كان وفيا وبارا بأهله.. في ابي حراز والخرطوم ومخلصا للهلال، ومخلصا لعمله.. في حجار.. وكان يخدم الهلال كل وقته وينصح من يختلف مع الهلال ويحترم الرأي الآخر.. ويقول لو ما اختلفنا لما اكتمل الهلال بدرا.. كل الخلافات تصب في مصلحة الهلال.. في بنائه.. وكان دائما يقول لاعلام الهلال كونوا في حب الله والوطن والهلال.. وكان هلالا يمشي يتفقد الجميع وكبار الهلال الذين جلسوا.. ويستنير بآرائهم وكان مع الكبير والصغير.. ويقول لكل من يخدم الهلال نحن خدامه.. ألا رحم الله الفقيد صديق ابو ادريس، الصوفي العابد في الله المتفاني المتجرد.. دائما يقول نحن نفارق هذه الدنيا الفانية نسأل الله ان يعطينا حسن الخاتمة.. ويجنب البلاد الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وان يرفع راية الاسلام عالية.. وترفرف رايات الهلال. * صديق ابو ادريس مثال للمتجرد الصوفي الزاهد العابد.. لم يعمل للدنيا بل كان دائما يتحدث عن الاخرة.. ويحث الجميع لعمل الخير.. وكان محبوبا من الجميع.. * الكل بكى أمس ويعزون بعضهم بعضا.. كل نفس ذائقة الموت.. نسأل الله ان يسكنه فسيح جنات النعيم مع الصديقين والشهداء وان يلهمنا وأهله ومشائخه في الطرق الصوفية وابناءه وأشقاءه.. والاسرة الهلالية، الصبر وحسن العزاء.. إنا لله وإنا إليه راجعون.