مع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم تصاعدت معدلات الامطار ولبست كافة ربوع دارفور حلتها الخضراء السارة للناظرين .. ويأتى رمضان هذا العام والناس فى تلك الربوع قد اكملوا الاستعداد واعدوا الحلو مر والرقاق وبات الكل متشوقا لدخول الشهر المعظم فى ظل ارتفاع أسعار مستلزماته الضرورية. «الصحافة» تجولت في سوق نيالا الذي شهد وفرة فى السلع غير ان الملاحظ من جولة السوق هو عزوف كبير من قبل المواطنين ليس في سوق المدينة وحسب وانما في جميع اسواق محليات الولاية والتى كانت قد شهدت ارتفاعا جنونيا فى أسعار السلع وخاصة ان الخريف أتى متزامنا مع رمضان في ظل اتلاف عدد كبير من المحاصيل المدخرة لشهر رمضان ، الخراب الذي احدثته موجة الامطار والذي ادي الي انهيار عدد من المنازل وخاصة في معسكرات النزوح وربما كان ذلك سببا رئيسيا لارتفاع اسعار السلع التموينية ومواد البناء ، وعزا عدد من اصحاب المحال التجارية بسوق نيالا عزوف المواطن عن الشراء الى قلة السيولة . وفى سوق «ام دفسو» بنيالا وجدنا الشكاوى من ارتفاع الاسعار مقارنة بالعام الماضى فبينما كان سعر جوال السكر فى السوق الاسود ب «165» جنيها مقارنة بهذا العام الذى وصل فيه جوال السكر الي « 230 » جنيها وبلغ سعر جركانة الزيت في العام الماضي 95 والان ب 160 ، كيس اللبن 5كيلو كان بقيمة «30» جنيها والان «50» جنيها ، جوال الدقيق من 85 جنيها الى 135 جنيها . عدد من مواطنى المحليات ابدوا تخوفهم من ان يؤدي نزول الامطار ووعورة الطرق الي الانعزال عن المدينة لان ذلك يعني زيادة ارتفاع الاسعار، واكد هؤلاء ان اسعار السلع بمحلياتهم تشهد ارتفاعا جنونيا لم تشهده مناطقهم من قبل، وفى ذات السياق اشتكى كمال عبدالكريم تاجر جملة بالسوق من ضعف القوى الشرائية رغم ان كافة السلع متوفرة بالسوق. دخول رمضان هذه المرة يختلف تماما يتضح ذلك جليا من خلال الاحاديث التى يتجاذبها المواطنون اذ لا تجد اثنين او ثلاثة الا ويتحدثون عن كيفية قضاء هذا الشهر المعظم فى ظل قلة الامكانات وظروفهم المعيشية التى يعيشونها . الخالة فاطمة «65» عاما وقفت محتارة فى وسط السوق تقلب كفيها وتقول بان الاسعار التى طارت فى السماء حسب قولها «ياولدى نشترى شنو ونخلي شنو والله رمضان السنة الا كان نصوموا ببلح ونبلوا ابرينا المر ونشربوا ميتو مع خرشة بلحة، الله يهون » ماضية للقول « الناس الفوق ديل ما ينظروا لامرنا ويساعدوا فى تخفيف اسعار السلع دى » سألتها من تعني «بالناس الفوق ديل» فاجابت : «انت بتعرفهم كويس ما دايرة ليها شرح عليك الله امشى الله يفتح ليك ويفتح لينا »، هكذا كانت تتحدث معى الخالة فاطمة التى رفضت ان تعطينى اسمها بالكامل مثل الالاف الذين يتجولون فى السوق ولم يستطيعوا شراء الاوانى المنزلية التى تخص شهر رمصان فى ظل الارتفاع الشديد . وفى ذات السياق شهدت اسواق التوابل والعصائر الطبيعية ارتفاعا طفيفا مقارنة بالعام الماضى حيث بلغ قنطار الويكة 80 جنيها والصلصة 120جنيها «وملوة القمح ، الكبكبى ، العدسية 12 جنيها » والتبلدى 12جنيها وملوة الدوم 4 جنيهات وفى ذات الاتجاه اشتكت بعض النسوة اللائي التقتهن «الصحافة» بسوق التوابل بسوق ام دفسو من عدم استطاعتهن عواسة الابري هذا العام وبعضهن قمن بشرائه من السوق . يقول المواطن فاروق ان رمضان من اعظم الشهور وهو شهر تخلص فيه النية لله والناس فى هذا الشهر يعطى الاحساس بوحدة الامة الواحدة ونحسب ان زيادة الاسعار فى السلع التموينية ترجع لسياسات الدولة، متمنيا ايجاد حلول عاجلة لهذه المعضلة وتوفير السكر للعمال والموظفين الذين لا تكفي مرتباتهم لتوفير كافة مستلزماتهم خاصة ان الاسعار كل يوم فى ازدياد.