بالرغم من الجهود التى تبذلها جميع الجهات المختصة بحماية المستهلك والمواصفات في ترقية طرق الانتاج واساليب العرض والالتزام بالمواصفات والمقاييس والتوعية باستخدام الطرق الصحيحة في التغليف، الا ان واقع الحال يؤكد وجود مشكلة حقيقية في وسط الخرطوم قريبا من علم جميع السلطات وبالتحديد في ميدان جاكسون حيث الباعة المتجولون والعرض السيئ للخضروات والفواكه الملقاة على قارعة الطريق وبالقرب من مواقف المواصلات حيث عوادم العربات والماره الذين يطأون باقدامهم المتسخة كل شئ في طريقهم للوصول الى موقف المواصلات، حيث انتقد عدد كبير من المواطنين اسلوب عرض الفواكه والخضروات على الطريق وابدوا استياءهم من اسلوب العرض مناشدين الجهات المسؤولة بايجاد منافذ للبيع لاحتواء هؤلاء الباعة .الصحافة استطلعت الاوضاع هناك للوقوف على مشكلة عرض الفواكه والخضروات على الطرقات. حيث افادنا احد المواطنين والذى فضل حجب اسمه انه برغم من ان اسلوب العرض خاطئ والمكان غير مناسب الا ان هؤلا الباعة يوفرون احتياجات فئة ضعيفة من المجتمع ذات الدخل المحدود و هامش ربحهم ضئيل مقارنة بالمحلات الاخرى واعاب عليهم اختيار المنطقة التي تكثر فيها المياه الراكدة والنفايات المتناثرة حول الخضروات والفواكه، وقال يوسف ( 24 عاما ) احد الباعة انه كان يعمل بالسوق المركزى وبعد قرار المحلية الاخير الذى منع بائعى الخضروات من البيع امام المحلات التجارية والملاحم (الجزارات ) مؤديا الى ضعف القوة الشرائية وقلة نسبة ارباحهم من البيع فاتجه صوب السوق العربى للبيع مع الباعة الجائلين (الفراشة ) على الارض. واعترف يوسف بان اسلوب عرضه خاطئ مائة بالمائة لكن ليس باليد حيلة واضاف قائلا : وبالرغم من هذا فان القوة الشرائية ضعيفة وتكاد تكون معدومة ولا نجد سوى البيع على قارعة الطريق لكسب العيش وما يسد رمق اليوم . اما احمد عثمان (مواطن )يقول : ان الخرطوم اصبحت ملاذا للباعة المتجولين واسلوب العرض السئ مما يعيق حركة المارة خاصة في منطقة ميدان جاكسون حيث الضغط العددي الرهيب ويتم عرض الخضروات والفواكه على الطريق في منطقة تشتهر بتمركز الاوساخ والمياه الآسنة واضاف عثمان نجد ان الباعة يعملون وسط هذه الاوساخ ونناشد المحلية بايجاد طرق بديلة لهؤلاء الباعة لتحسين طريقة العرض وتخفيف الضغط على المنطقة . وقابلنا احدى النساء التي في العقد السادس من عمرها و تعمل بائعة خضار وتقطن منطقة عد حسين واسمها علوية خضر و توضح ان لديها اكثر من عشره اعوام تعمل بائعة خضار وتضيف انها تحمل ضمن ما تبيعه المكنسة حيث تقوم بنظافة مكان العرض مؤكدة ان كثرة الاتربة تجلب لها كثيراً من الاكياس والاوساخ مما يجعلها طيلة اليوم تعمل في تنظيف محل العرض ،واضافت ليس لدي من يعولني ولدي ثلاث بنات في سن الثلاثين حيث فضلت الخروج الى السوق بدلا من بناتها وليس لديها معرفة بسبل كسب العيش سوى بيع الخضار. وتقول سميرة يوسف ان طريقة العرض غير حضارية وغير صحية في المقام الاول حيث نجد ان المنطقة المعروض فيها الخضروات والفواكه تكتظ بالمارة ومياه الامطار والصرف الصحي وهناك ثمة مشكلة تتعلق بالباعة انفسهم من حيث نظافة الايدي والاظافر والكروت الصحية التي يفترض ان يحملها اي بائع لجهة ان الفواكه والخضروات اكثر عرضة للتلوث مما يعرض صحة المواطنين للهلاك، واضافت نجد ان بعض الباعة يستعملون منديلاً من القماش لتلميع الفواكه وانا كمشتري كيف لي ان اعرف انه مخصص للفواكه وناشدت سميرة الوالي وحكومته بعمل اسواق مصغرة ومخصصة لهؤلاء الباعة وعمل مظلات تليق بوضعهم من اشعة الشمس وعمل كشف صحي للباعة حتى نضمن سلامة الخضروات وسلامة المواطن .