كثير من الظواهر غير الحضارية افرزتها حاجة المواطن وبحثه عن مصدر رزق يجنبه العوز والحاجه ومن بين تلك المظاهر التى باتت تعكس منظرا غير حضاري بالعاصمهة انتشار الباعة المتجولين بالاسواق بصورة تؤدي الى عرقلة سير المارة والمركبات وخلق حالة من الفوضى تنتهي بربكة الزبائن . الظاهرة تمددت واشتكى منها مرتادو السوق العربى بوسط الخرطوم وموقف جاكسون برغم ان السلطات المحلية شنت حملات واسعة على اماكن الباعهة الجائلين وقامت بمصادرة كمية من البضائع التى يتم عرضها فى الشوارع دون تراخيص . عدد كبير من الباعة الذين صودرت بضائعهم ابدوا سخطهم على الحملات وقالوا انها تدخلهم فى مشكلات مع تجار الجملة الذين استدانوا منهم البضائع كما ان البيع وسيلة الرزق الوحيدة التى يعتمدون عليها فى اعاشه اسرهم. وفى حديثه (للصحافة) طالب احد الباعة المتجولين ويدعى محمد بوقف مثل هذه الحملات المتكرره والسعى الى تقنين مهنتهم التى يعتمدون عليها فى اعالة اسرهم، مؤكدا ترك الشارع اذا وجدوا وظائف تقيهم شر الاهانة والذل الذى يتعرضون اليه كل حين وآخر من السلطات وابان محمد انه خريج جامعة النيلين ولما فشل في الحصول على وظيفة حسب مؤهله العلمي قرر العمل في السوق لمواجهة الحاجة والعوز فاتجه للتجارة التى بات يعانى من ممارستها بسبب عدم الاستقرار والكشات التى تلاحقهم خاصة انهم يستدينون البضائع من تجار الجملة ومثل هذا الاجراء يخلق لهم مشاكل مع اولئك التجار. وفى ذات السياق قال التاجر عبود حسن ان الاسباب التى ادت الى انتشار هذه الظاهره عدم توفير الوظائف لشريحة الشباب والخريجين لان التجار الذين يمارسون التجاره المتجوله من فئة الشباب الذين اختاروا ممارسة تلك المهنة خوفا من العطالة علما ان اسرهم فى امس الحاجة الى الدخل البسيط الذى يكسبونه من التجارة المتجولة. واعترف محمد بان التجارة على الرصيف غير حضارية وتعكس منظرا غير جميل اضافة الى الازدحام الذى تتسبب فيه لكنه عاد للقول انها مخرج ومصدر رزق لعدد كبير من الاسر مطالبا المحلية بحل مشاكلهم. المواطن مصطفى محمود قال ان الباعة المتجولين والمفترشين الارض ساهموا فى الفوضى التى تعانى منها الاسواق ومواقف المواصلات، مؤكدا ان تلك التجارة ادت الى انتشار وبيع البضائع الفاسده اضافه الى ان البضائع المعروضه فى الشمس تفقد صلاحيتها فى فتره وجيزه وعلى الرغم من ذلك نجد كثيرا من المواطنين يشترونها لحاجتهم الماسه واعاب مصطفى على السلطات المحلية الاسلوب الذى يتبعونه مع التجار مطالبا المحلية بتوفيق اوضاع صغار التجار وتمليكهم اماكن تحفظ تجارتهم واصفا الكشات التى تمارس بانها انتهاك لحقوق الضحايا خاصة انهم يعتمدون على تلك التجارة فى اعالة اسرهم مؤكدا حاجه هؤلاء الصغار والا لما اضطروا على تحمل هذه الكشات بينما اقرانهم مرتاحين لان اسرهم احسن حالا . وطالب مصطفى السلطات ايجاد مشاريع تساعد في الاستقرار خاصة ان الاغلبية من الباعة هم من خريجى الجامعات .