كم هو عظيم شهر رمضان.. كيف لا، فهو شهر أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وفيه تصفد مردة الشياطين وتتنزل البركات وتزداد الخيرات وتقل التوترات ويسود التسامح وترتفع درجة الروحانيات تقربا للمولى عز وجل. ولعل المتابع لمجريات الأحداث في شهر رمضان يلحظ بجلاء ازدياد الاقبال على المساجد فيكثر فيها الراكع والساجد وتزدهر مجالس الذكر وتأتلق فيها حلقات تلاوة القرآن تعبدا وتعلما ويحرص الصائمون على تعمير بيوت الله بالحرص على أداء الصلاة في جماعة لا سيما صلاة العشاء التي تعقبها صلاة التراويح التي يتداعى لأدائها المصلون بمختلف أعمارهم وأجناسهم فتجد الصبي بجوار الشيخ الكبير والفتاة غضة الإهاب تزاحم المرأة المسنة في صفوف الصلاة وأكثر ما يلفت التدافع والتسابق المحموم من الفتيات والنساء على أداء صلاة التراويح في جماعة في منظر يبعث على الاطمئنان أن الخير باق في أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين وإن خبا وميضه وقلت دواعيه وبهتت معالمه ففي مثل رمضان مجليات ومعيدات لألقه. ولا تنقضي مناقب صلاة التراويح عند التشبع بالروحانيات وتقوية الإيمان والتقرب إلى الواحد المنان بل تتعداه إلى إحياء وإفشاء روح التعاون والتآلف والتآذر بين المسلمين فعقب أداء التراويح لا ينفض سامر مؤديها مباشرة بل يتمهل كثير منهم لتفقد أحوال جيرانهم في الحي والسؤال عن أوضاع بعضهم بعضا وهذه فرصة يوفرها رمضان قل أن يقتطع كثيرون من لحظات من بين براثن مشاغلهم الحياتية اليومية التي سمتها التسارع والتكالب على إنجازها فتضيع بين رحاها كثير من القيم فأعظم برمضان من شهر تزدحم فيه النعم وتربو العادات الطيبة رغم الزحام فلنحرص على نقل مناقب ومنافع رمضان إلى ما بعده من الأيام والشهور حتى لا يكون عملنا مقطوعا مبتورا. وقال عبد الباقي منصور عبد الباقي إن رمضان يوفر نزهة وراحة نفسية للصائم فيلتفت إلى زيارة جيرانه وصلة أرحامه لتشبع روح الصائم بالإيمان وتشربها بالقرب من الله فيقبل على طاعة الخالق بصدر رحب كما أن رمضان يمثل مرآة حقيقية لمراجعة الذات والأوبة إلى الله خاصة في مجال زيارة الجيران وتفقد أحوالهم بجانب أن الشهر الكريم يعد فرصة جيدة لصلة الأرحام وختم بأن العمل قليل والدرب طويل ولا ينسى الجميع أن خير الزاد التقوى وأعرب عبد الباقي عن ارتياحه لامتلاء المساجد بالشيب والشباب من الجنسين في منظر يسر العين ودعا الجميع للمواظبة على المحافظة على إعمار المساجد طوال العام.