ما أن يهل شهر رمضان الكريم وتعلن بدايته إلا وتتأهب المساجد لاستقبال جموع المصلين إذ يؤمها إبان شهر رمضان جمع غفير منهم بل إن كثيرا من الصائمين درجوا على البقاء في المسجد لأطول فترة من الزمان حيث ينتظرون الصلاة من بعد الصلاة . وأكثر ما يلفت النظر كثرة الصائمين الذين ينامون في المساجد في نهار رمضان من بعد صلاة الظهر ولا يوقظ البعض منهم إلا نبرات صوت المؤذن يرفع النداء لصلاة العصر في وقت يعمد فيه البعض إلى قراءة القرآن فرادى أو في جماعات وعلى الصحن الداخلي للمساجد تتوزع حلقات الفقه فهنا حلقة شيخ يرفع صوته مصليا على النبي المختار وغير بعيد يتحكر شيخ آخر على كرسي الفقه يوزع المواعظ يمنة ويسرة، ولا يفتر لسانه ولا تخور له عزيمة في الرد على تساؤلات واستفسارات العامة على المذهب المالكي وآخر يوضح يفتي ويوضح آراء أئمة الفقه وثالث نذر نفسه لتعليم العامة فنون تجويد وتلاوة القرآن . فكل من يلج المسجد الكبير بالخرطوم أو أم درمان أو بحري إلا وتقافزت أمام ناظريه نفس الملامح والشبه لحلقات القرآن والفقه والتلاوة ونوم الصائمين وانشغال البعض بالوضوء والاستياك فتظل المساجد مفتحة الأبواب منذ قبيل صلاة الظهر إلى ما بعد صلاة التراويح والتي يتخير فيها بعض المصلين بعض المساجد لأدائها وإن كلفهم ذلك ركوب المواصلات الخاصة أو العامة طمعا في الاستمتاع والانتفاع من الصلاة خلف إمام معين، فهناك من يشد الرحال على سبيل المثال لا الحصر إلى مسجد النور بالخرطوم بحري وآخرون لا يكترثون إلى تكبد عناء السفر إلى مسجد الواحة ببحري وثلة تحرص على حجز موقع لها بمسجد السيدة سنهوري وظاهرة شد الرحال والحرص على أداء الصلاة خلف إمام معين تفتح الباب واسعا لجدل فقهي كبير عن مدى صحة تلك الخطوات وموافقتها للشرع الإسلامي والهدي النبوي الشريف يقول ( لاتشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا ) يعني المسجد النبوي فعلى ماذا يا ترى اتفق علماء المسلمين في هذا المقام؟ ورمضان كريم وتقبل الله صالح الأعمال .