بينما كان طرفا التفاوض دولة جنوب السودان وشماله يستعدان لبدء اول جلساتهما بشان القضايا العالقة بينهما بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا اعلنت الاممالمتحدة قبل ايام تعيين الجنوب افريقي هايلي مانكرويس ممثلا خاصا للامين العام للامم المتحدة لدولة جنوب السودان وشماله للمساعدة في حل القضايا العالقة بين البلدين وقضايا ما بعد الانفصال. ويعول الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كثيرا علي خبرة مانكرويس حسب ما تناقلته وسائل الاعلام من تصريحات للامين العام ولاسيما ان الرجل صاحب تجارب ودراية بالصراعات في منطقة القرن الافريقي من خلال تجاربه المتعددة في القرن الافريقي. غير ان خبرة هايلي مانكريوس امام تحد حقيقي كما يشير الي ذلك بعض المراقبين لجهة التعقيدات التي تحملها القضايا العالقة بين دولتي الجنوب والشمال واللتين خرجتا للتو من اطول حرب في افريقيا. ورغم ان اول جلسة مفاوضات بين الدولتين بعد الانفصال كانت اول من امس ولم تحرز اي تقدم كما اشار الجانبان الى ذلك في تصريحاتهم الصحفية بعد عودتهم الى بلدانهم . وتبدو مهمة مانكريوس صعبة ولا سيما ان الاممالمتحدة تعول كثيرا علي خبرة وحنكة مانكريوس لتقريب وجهات النظر بين طرفي الدولة السودانية لحل القضايا الخلافية وعدم العودة الي الحرب مرة اخرى. و شارك مانكريوس في تقريب وجهات النظر بين الكثير من الاطراف المتصارعة في افريقيا وبحسب البيان المكتوب بالانجليزية والذي وضعته الاممالمتحدة في موقعها علي الانترنت قبل ايام فان مانكريوس يتمتع بخبرة واسعة في موقف القضايا الافريقية واشار البيان الي ان مانكريوس انضم الي الاممالمتحدة في 2002 وعين في منصب الامين العام والامين العام المساعد للشؤون الافريقية في يوليو 2007 واضاف بيان الاممالمتحدة ان مانكريوس شارك بنشاط في المناصب التي اوكلت اليه في الاممالمتحدة مما جعله يحتل مراتب متقدمة في وظائف الاممالمتحدة رغم حداثه قدومه الي الاممالمتحدة بالاضاف الي ذلك اكد البيان ان الرجل صاحب ال65 عاما شغل منصب نائب الممثل الخاص للامين العام في الكنغو الديمقراطية ومبعوث الامين العام لجمهورية الكونغو الديمقراطية بين 2005 إلى 2007. وتناول البيان المكتوب باللغة بالانجليزية مسيرة الرجل مع الاممالمتحدة باسهاب قائلا ان مانكريوس مدير اكبر جناح افريقي في الاممالمتحدة حيث كان مدير الشعبة الاولي التابعة لادارة الشؤون السياسية في الفترة من 2003 وفي فترة وجيزة تدرج الي ان تولى منصب المستشار الاول للمبعوث الخاص للامين العام للحوار بين الاطراف الكونغولية وكان عليه ان يقوم بمساعدة المبعوث الخاص للقيام بوظيفته في جميع جوانب عملية الوساطة بين الاطراف الزيمبابوية، ومن انجازات مانكريوس حسب البيان انه ساعد في ايقاف الحرب الكنغولية الشرسة وذلك بعد شغل مانكريوس منصب المستشار الأول للمبعوث الخاص للأمين العام للحوار بين الأطراف الكونغولية وكان عليه بمساعدة المبعوث الخاص لبان كي مون في شأن النزاع في الكنغو والمساهمة جميع مراحل عملية السلام الشامل بين الاطراف الكنغولية في بداية عام 2002 في الوقت الذي يتميز فيه مانكريوس بخبرته الواسع فان مهمته تبدو عسيرة جدا وذلك لعدة اسباب من ضمنها تعقيدات القضايا العالقة وعناد الطرفين والتشاكس الذي دار بين طرفي الصراع حسبما يشير الى ذلك القيادي بالحركة الشعبية اتيم قرنق والذي اكد ل»الصحافة» ان التعويل على شخصيات لحل القضايا العالقة نسبة لخبرتهم في القارة السمراء بنسبة 100% لحل القضايا العالقة السودانية استنادا الى الخبرة ليس كافيا لحل القضايا العالقة وشدد اتيم ان القضايا العالقة تتعلق بمبادئ وقال ان القضايا العالقة بين الطرفين لا يمكن ربط حلها بشخص معين منوها الي ان حزبه يتفاوض انابة عن شعب الجنوب وهو مايعني صعوبة تقديم التنازلات ارضاء مبعوثين دوليين مشيرا الي القضايا العالقة ولا يعود حلها الي امزجة او اهواء السياسيين السودانيين المفاوضين بشأن القضايا العالقة وقضايا ما بعد الانفصال واكد انهم فقط مجرد مفاوضين انابة عن شعب السودان . ويبدو ان الحركة الشعبية او دولة الجنوب لا تعول بصورة كبيرة علي هايلي مانكريوس للدفع في حل المشاكل العالقة بين الدولتين المنشطرتين للتو. الا ان دولة الشمال وعبر بعض الدبلوماسيين النافذين في الحكومة اكدوا ان دولة الشمال متفائلة جدا بالدور الذي يمكن ان يلعبه مبعوث الامين العام للامم المتحدة هايلي مانكريوس في اسراع خطي الطرفين بالدفع لحل القضايا العالقة كما يشير الي ذلك المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السوداني العبيد احمد المروح والذي اشار الي الرجل ابن الاقليم وصاحب خبرة في قضايا القارة الافريقية وعبر عبيد عن تفاؤله بدور القادم لمانكريوس في الجنوب والشمال واضاف موضحا في حديثه ل«الصحافة» امس انه شخصيا مؤمن بخبرة مانكريوس والدور الذي يمكن ان يلعبه بشأن القضايا العالقة لجهة انه يعرف طبيعة القضايا العالقة بين الجنوب والشمال كما كان موجودا في المشهد السوداني حيث كان في بعثة الاممالمتحدة للامم المتحدة بالاضافة الي انه يتمتع بخيرة واسعة في المنطقة الافريقية ولا سيما انه توسط لانهاء عدة صراعات في افريقيا واكد عبيد ان تكليف مانكريوس يأتي دعما لاطراف لجنة امبيكي لدعم جهود المفاوضات بشأن القضايا العالقة في المنطقة. واستبعد عبيد وجود اي مقارنة بين مانكريوسومبعوث الاممالمتحدة للسودان السابق بانك برونك والذي دخل في مواجهات مستمرة مع الحكومة الا ان عبيد يري ان الفرق بينهما تلعب فيها الظروف والمعطيات والتوقيت . رغم ان مانكريوس يتمتع بخيرة واسعة في حل القضايا والنزاعات في افريقيا الا ان القضية السودانية لا تشبه الكثير من القضايا الافريقية لجهة التعقيدات التي في القضايا العالقة ولجهة ان الطرفين قد عادا للتو من اطول حرب شهدتها القارة السمراء غير ان السؤال هل خبرة مانكريوس كافية في الدفع بحل القضايا العالقة بين دولتي الجنوب والشمال؟ والاجابة ستنجلي خلال الايام القادمة ومن خلال مفاوضات الشريكين.