٭ كتبت في هذه المساحة مطالباً بمحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك على يد القضاء المصري .. لمعرفة الحقائق لا بغرض التشفي او الانتقام فليس في الرجل «بقية» وقلت انه ليس في بسالة صدام ولا اقدامه واستهانته بالردى.. ولا علاء وجمال في مثل جسارة عُدي وقُصي وكل مُيسر لما خُلق له.. وقد تصورت ان ارى الفريق اول ركن طيار محمد حسني السيد مبارك يقف امام المحكمة «صَالِبْ طُولُو» كأي عسكري محترف او قائد محنك او رجل شجاع.. يدافع عن مواقفه .. ويزدري خصومه بقوة المنطق لا بمنطق القوة.. التي ذهبت ادراج الرياح.. كيوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء توّد لو ان بينه وبينها امد بعيد.. وقد شعرت «بالغضب» عندما اُدخل الرئيس المخلوع وهو مستلق «كالمومياء» لولا انه ينطق .. وقد صفف شعره بعدما صبغه بالسواد وارتدى حلة بيضاء وساعة فاخرة سوداء تزيّن معصمه الايسر .. «الراقد لها شنو؟» فقد كان اضعف الايمان ان يدخل المحكمة على كرسي متحرك .. لكن يبدو ان هذه هي مشورة محاميه الاستاذ فريد الديب الذي اشتهر بدفاعه عن الجاسوس الاسرائيلي الشهير عزام عزام والذي ادين وحوكم بالسجن 15 عاما وفرج عنه في صفقة سياسية عام 2004م، والديب هو ممثل الدفاع عن رجل الاعمال هشام طلعت مصطفى المتهم بقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم.. «اريتو لو كتل لينا سوزان رايس بالمرة ..!! والآن يدافع عن مبارك.. ٭ تقول المصادر ان مبارك قضى ليلته الاخيرة بشرم الشيخ شارد الذهن قليل الكلام ولم ينبس ببنت شفة طوال الرحلة من شرم الشيخ وحتى اكاديمية الشرطة بالقاهرة شرق .. وكانت تسمى اكاديمية مبارك للامن قبل ان تُصدر المحكمة حكما قضائيا في28/4/ 2011م، قضى برفع اسم الرئيس المخلوع وحرمه ونجليه من على كل المنشآت والمؤسسات الرسمية.. ووصل القاهرة عند الساعة الثامنة والنصف ومكث لنصف ساعة في مستشفى اكاديمية الشرطة حيث تنعقد محكمته برئاسة المستشار احمد رفعت.. وفي المستشفى التقى لأول مرة بنجليه فبكى علاء الاكبر.. وقال له جمال «سامحني يا بابا» بعدما احتضناه وقبّلا يديه وكان هذا هو اللقاء الاول منذ نجاح الثورة وبإذن من المحكمة .. وجاشت عاطفة الرئيس حيث ان المستشفى الذي يحتجز فيه هو المستشفى الذي شهد آخر ايام حياة حفيده «محمد علاء 12 سنة».. والذي قضى بعد سقوطه من فوق ظهر حصان وكانت وفاته بباريس في 2009/6/18م.. وحزن عليه جده حزنا شديدا حتى انه اعتكف في داره ولم يمارس عمله من المقار الرئاسية وظل يرتدي كرافتة سوداء فترة من الوقت.. وحسني صائم وقد صلى الفجر جالسا في شرم الشيخ فما الذي منعه من الجلوس امام المحكمة؟.. ٭ بالرغم من العبارة التي قالها حسني مبارك ردا على سؤال المحكمة:- «هذه التهم انا انكرها جميعا» وهي من تلقين محاميه بلا ريب.. الا انني اعتقد ومثلي كُثر بأن المحاكمة قد انتهت.. لأن العجز والضعف والخور واستدرار العطف لا يجدي في مثل هذه الاتهامات الخطيرة وسيفرض الصمت واجابات النفي والانكار ولن يسترسل في السرد امام اي سؤال او اتهام .. «ماعنديش فكرة - ما اعرفش - ما حدش قاللي.. ما حصلش - » او سيستفيد من «الطَرَشْ» ويعمل رايح يتكلم في واد والسؤال في وادٍ آخر.. وهناك غير الاتهام بقتل متظاهرين او بيع الغاز لاسرائيل بسعر رخيص !! او التربُّح وقبول العطايا والهدايا.. فقد تجاهل الرئيس ضحايا احتراق قطار الصعيد والذي راح ضحيته حوالي ثلاثة آلاف مصري كما انه صمت حيال غرق الف وثلاثمائة وخمسين شخصا في كارثة العبّارة السلام 98 والمملوكة لرجل الاعمال ممدوح اسماعيل الذي فرَّ لخارج البلاد بمساعدة شريكه وصديقه زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية...! والذي استغنى به مبارك عن جميع مستشاريه امثال د. اسامة الباز ود. سعد الدين ابراهيم الذي تحوّل الى اعنف معارضيه.. وارخى مبارك سمعه لزوجته سوزان ثابت وابنه جمال وزكريا عزمي.. وصفوت الشريف وخامسهم رجل الاعمال حسين سالم صاحب شركة المتوسط لتصدير الغاز لدولة اسرائيل.. والتي اعلن فيها بنيامين بن إليعازر وزير الدفاع الاسرائيلي السابق.. ان يوم محاكمة مبارك يوم حزين في اسرائيل .. والذي يصيب اسرائيل بالحزن لابد ان ينعكس صداه سلبا على موقف الرئيس المصري المخلوع المهزوز.. الذي يفتقد اليوم «الحزب الديمقراطي»والذي راح شمار في مرقة حارة لأن عضويته كانت من الارزقية والبلطجية والوصوليين والنفعيين.. وهم ليسوا قلة لكنهم غثاء كغثاء السيل فأعتبروا يا اولي الألباب فالركون لمثل هذه التنظيمات الهلامية التي تكثر عند الطمع وتقل عند الفزع فيه مضيعة حقيقية لحقوق البلاد والعباد.. فيوسَّد الامر الى غير اهله.. وتعلو اصوات «الملقنجية»وتكبر عمائمهم وتلمع شيلانهم وتفخر مراكيبهم .. ثم اذا ما نادى المنادي رأيتهم يصدون عنك صدودا.. يقول التعلمجية للمستجدين... «السعيد يشوف في اخوه .. والشقي يشوف في رقبتو»... ومن اوضاع ضرب النار وتمسى القيامات .. ومنها «قيام راقداً» وتعني وضع الجسد في حالة «انبطاح».. ويرتكز الجندي على مرفقيه وينوِّم كعبيه وينشِّن لاطلاق النار بيد ان مبارك «راقد على قفاه»... آها دي ما أدونا ليها.. وهذا هو المفروض..