أخيرا استجابت حكومة ولاية النيل الأبيض لأحلام وطموحات مزارعى مشروعى الدويم وأبقر، وذلك بالخطوة الكبيرة التى خطتها الأسبوع الماضى بتوقيعها لعقد تجميع وكهربة المشروعين مع الشركة الصينية للأعمال الهندسية بمبانى برج الفاتح، وبحضور عدد من المسؤولين بوزارة الزراعة الاتحادية وحكومة الولاية والسفيرالصينى ومدير الشركة، حيث وقع عن حكومة الولاية الوالى وعن الشركة مديرها العام. لقد ظل مزارعو مشاريع النيل الأبيض «الإعاشة» سابقا، ينادون ومنذ فترة طويلة بضرورة تجميع هذه المشاريع حتى تتمكن من استعادة دورها الاقتصادى والذى لعبته على مدى عقود من الزمن ، فقد عانت كثيرا من مرض الشيخوخة الذى أصابها منذ ثمانينيات القرن الماضى بسبب الاهمال الرسمى، وعدم مواكبتها للمتغيرات التى حدثت فى السنوات العشرين الأخيرة سواء من ناحية تقنيات الرى أو التقنيات الزراعية الأخرى. والمعروف أن مشاريع النيل الأبيض وعندما كانت تعمل بكامل طاقتها فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى كان اقتصادالمنطقة من أفضل الاقتصاديات فى السودان، وكان دخل المزارع من أعلى الدخول، بسبب الانتاج الوفيرللعديد من المحاصيل التى كانت تزرع سواء الذرة أوالقطن أوالقمح، والتى كان يضرب بها المثل من حيث نسبة انتاج الفدان. وزير الدولة بوزارة الزراعة الاتحادية محمد أحمد علوب والذى حضرالتوقيع قال ان تجميع وكهربة مشاريع الدويم وأبقر سيساهم بصورة كبيرة فى زيادة المساحة المزروعة إضافة إلى ترقية الزراعة، كما سيشجع ذلك المستثمرين للدخول فى الاستثمار الزراعى، واشاد بجهود الصين فى النهوض بالمجال الزراعى بالسودان. الأستاذ يوسف الشنبلى والى ولاية النيل الأبيض أكد أن حكومته وصلت لقناعة أن تجميع وكهربة مشاريع النيل الأبيض هو الحل لكل مشكلات الزراعة فى الولاية التى قال انها شاخت وتقلصت مساحتها بصورة كبيرة، واكد أنه وبتجميع هذه المشاريع فإن المساحة المزروعة ستقفز من «150» ألف فدان إلى مليون فدان، كما أكدأن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الاهتمام بالزراعة باعتبارها العمود الفقرى لاقتصاد الولاية، وأكد أن العمل فى تنفيذ بنود العقد سيكون بعد شهر من التوقيع. ولكن كم تبلغ الكلفة الإجمالية لعقد تجميع مشروعى الدويم وأبقر؟، الأستاذ حافظ عطا المنان وزيرالمالية بالولاية قال: تبلغ «151» مليون دولار، وقال ان هنالك «25»مليون دولارهى عبارة عن تلكفة إكمال تجميع مشاريع الفشاشوية ،أم جلالة والسعادة. وزارة الزراعة بالولاية وحسب إفادات الأستاذ محمد أحمد بابكر وزير الزراعة أوضحت بأن هذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها تجميع المشاريع الزراعية، وقال انه سبق وتم تجميع مشاريع الملاحة شمال ربك ما ساهم فى رفع إنتاجية تلك المشاريع، وأبان بأن عدد المشاريع التى يضمها مشروعى الدويم وأبقر«46» مشروعا منها «33» فى الدويم والباقى فى أبقر. سفير جمهورية الصين ومدير الشركة الصينية للأعمال الهندسية أمنا على متانة العلاقات بين الصين والسودان ، وقالا انه وبعد النجاح الذى أحرز فى مجال التنقيب عن البترول تسعى الدولتان من أجل التركيز على الزراعة مؤكدين استعدادهما للتوسع فى هذا الإتجاه . ترى هل قوبل التوقيع على عقد تجميع وكهربة مشاريع الدويم وأبقر بالرضا من المزارعين؟ «الصحافة» لاحظت أن هنالك نوع امن التفاؤل ساد وسط الكثير من المزارعين بالمشروعين، حيث يرون أنه الحل الأفضل للقضاء على أكبر مشكلة ظلت تواجههم ومنذ سنين طويلة وهى كيفية توفير مياه الرى بسبب الإعتماد على طرق رى تقليدية ومكلفة جعلت العديدمن المزارعين يهجرون الزراعة . عموما نعتقد أن تجميع وكهربة المشاريع تعتبر خطوة جادة ومهمة فى سبيل إحياء القطاع الزراعى بالنيل الأبيض والذى وصل به الحال بأن أصبح عبئا ثقيلا لعدم تحرك الجهات المختصة لإنقاذه فى العقود الماضية، والآن المزارع فى حالة ترقب وإنتظار لكى يرى العقدعلى ارض الواقع ، وعندها فنحن على يقين من أن الوضع الاقتصادى لمواطن المنطقة سيتغير إلى الأفضل، فالزراعة هى أساس الاقتصاد وبدونها لن يحدث أى حراك اقتصادى حقيقى، وقد رأى الجميع كيف كان الوضع الاقتصادى لمدينة الدويم عندما كانت تعمل مشاريع الإعاشة بالنيل البيض، وكيف وصل بها الأمر بعد انهيار هذه المشاريع .