قبل حوالى شهرين وقعت حكومة ولاية النيل الأبيض ممثلة فى يوسف الشنبلى والي الولاية عقدا مع الشركة الصينية للهندسة الزراعية لتجميع مشاريع أبقر والدويم وكهربتها، وذلك بحضور وزيرالدولة بوزارة الزراعة وعدد من أعضاء حكومة لولاية فى مقدمتهم حمد أحمد شنيبوا وزير الزراعة بالولاية، والفريق الطيب الجزار وزيرالتخطيط العمرانى ود. جعفر عطا المنان وزير المالية. وقد واكبت عملية التوقيع التى تمت ببرج الفاتح بالخرطوم حملة إعلامية ضخمة لم يسبق لها مثيل، حيث حرصت حكومة الولاية على حشد أكبر عدد ممكن من وسائل الإعلام والصحفيين لكى يسلطوا الضوء على الخطوة التى اعتبرها الكثيرون موفقة وتصب فى صالح صغار المزارعين . ويعول المزارعون بهذه المشاريع كثيرا على الخطوة، خاصة أنهم عانوا كثيرا فى العقود الأخيرة من صعوبة توفيرالمياه لرى حواشاتهم ، حتى أن كثيرين منهم هجروا الزراعة واتجهوا إلى العمل بمهن هامشية داخل المدن أدخلتهم فى دائرة الفقر والاستهلاك بعدان كانوا من المساهمين فى دفع عجلة الإنتاج. حكومة الولاية اتفقت مع الشركة الصينية على أن يتم البدء فى تجميع المشاريع بعد شهر من توقيع العقد، إلا أن الشركة لم تحضر حتى الآن لتنفيذ عملها رغم مضى قرابة الشهرين على توقيع العقد، وتسود حالة من الاستغراب عن أسباب تأخر الشركة رغم الوعد القاطع من الطرفين بالإلتزام بالموعد المحدد للتنفيذ. محمد أحمد شنيبوا تحدث فى تصريحات للتلفزيون القومى مساء الثلاثاء الماضى عن جهود الوزارة فى سبيل تجميع مشاريع النيل الأبيض، مستشهدا بعملية تجميع مشاريع الملاحة شمال مدينة ربك، حيث ذكر أنها تمت بنجاح واستفاد منها المزارعون كثيرا، وأكد ان الخطوة ساهمت فى زيادة الإنتاج الزراعى ،إلا أنه وخلال تطرقه لمشروعى الدويم وأبقر لم يشر إلى بداية العمل فى تجميعهما ما رسم علامات استفهام وسط المزارعين والمتابعين للشأن الزراعى بالولاية، حيث كان الجميع يتوقع أن يتطرق الوزير لهذا الأمر، وحتى أنه لم يوضح أسباب تأخر الشركة الصينية عن موعد التنفيذ الذى قطعته يوم توقيع العقد. حديث الوزير عن نجاح الولاية وريادتها فى عملية تجميع مشاريع الإعاشة قد يحسبه بعضهم فرقعة إعلامية لا أكثر، لأن ما قاله بعيد عن الواقع الذى يؤكد أن هناك بطئا فى خطة الولاية والوزارة بخصوص تجميع مشروعى الدويم وأبقر اللذين يعتبران من أكبر المشاريع بالولاية ويكتسبان أهمية كبيرة . العديد من الوزراء والمهتمين أشادوا بفكرة تجميع مشاريع النيل الأبيض ، حيث أكد وزيرالمالية بالولاية أن تجميع المشاريع سيساهم فى تقليل تكلفة الإنتاج، وزيادة الرقعة الزراعية إلى أضعاف وبالتالى إرتفاع معدل الإنتاج من المحاصيل المختلفة. ومن جانبه فقد ثمن بلال عوض الله رئيس اتحاد مزارعى الولاية جهود الولاية بخصوص تجميع المشاريع ، وأكد أن هذه الخطوة كان المزارعون ينتظرونها منذ سنوات. عموما فإن كل المزارعين بمشروعى الدويم وأبقر يتوقون للحظة التى تبدأ فيها الشركة عملها حتى يطمئن قلبهم، وعندها فسيعد نفسه لزراعة ارضه، كما ان المزارعين الذين هجروا أراضيهم لسنين طويلة سيعودون وبحماس كبيرمن أجل الدخول فى دائرة الإنتاج، فهلا تحركت الولاية ووزارة الزراعة من أجل أن يبدأ العمل فى تجميع المشاريع كما وعدت؟ نتمنى ذلك.