يأتي رمضان بخيره وفضائله وتعلو فيه القيم الروحية والتعبدية فتصفو النفوس وتكون اكثر قرباً الى الله عز وجل في هذا الشهر الكريم اكثر من غيره، رمضان شهر له خصوصيته فى كل شئ خاصة فى السودان حيث الإفطارات الجماعية وموائد الرحمن العفوية التي تنظم الشوارع والسحات في صورة بهية تشكل ملمحاً مميزاً للشهر الفضيل، تنتظم كل ربوع البلاد فالتفاصيل ذاتها فى كل مكان صينية الإفطار بمكوناتها السودانية الأصيلة ولمة الناس والمؤانسة عقب الإفطار فى فرشات عرفت انها «فرشات رمضان»، الا ان رمضان فى منطقة «ام ضوبان» له نكهة خاصة وطعم مختلف لايوجد فى مكان آخر الصور والمشاهد فى «مسيد ام ضوبان» العامر تأخذك الى عالم ملئ بالروحانيات فالكل هناك «حوار» يسعى الى خدمة الآخرين حتى الضيوف يذوبون فى تفاصيل المسيد بكل مكوناته، وقبيل لحظات الافطار بقليل يموج المسيد بالحركة ويتحلق احباب الرحمن فى «السباتات» وبعضهم على الترابيز وهم يتبادولن تحايا المحبة ومن ثم يطوف «الخدام» على الجميع يوزعون مائدة الإفطار التى تضفي خصوصية على افطار المسيد والمكونة من «بلح ورطب المدينة وماء زمزم الطاهر» فالكل يحلل صيامه بالرطب و»موية زمزم» الذي يشكل حضوراً دائماً فى مائدة شهر رمضان فى مسيد ام ضوبان، ومن ثم يتجه الجميع الى صلاة المغرب، وعقب الصلاة يعود الصائمون الى اماكنهم حيث فطور رمضان والصينية التى تضم خيرات المسيد، ومالفت انتباهنا ان وزير الثقافة والإعلام السابق بولاية الخرطوم سيد هارون احد «خدام المسيد» يقف على صينيتنا التي تضم وفد برلمان الشباب بولاية الخرطوم، والذين كانوا في زيارة الى مسيد ام ضوبان ضمن فعالياتهم فى الشهر الكريم والتى تستهدف المؤسسات الدينية والرموز الوطنية فى رمضان، وعقب الإفطار صدحت اصوات المادحين لتضفي بعداً روحانياً على الشهر الكريم واصوات الطار تلامس القلوب بمدائحها في الرسول الكريم سيدنا محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين. وقبيل صلاة التروايح جلسنا الى الشيخ الطيب الجد الخليفة بمسيد ود بدر العامر بام ضوبان، وتحدث الخليفة الى وفد برلمان الشباب عن قيم التصوف ودور المؤسسات الصوفية في التربية ونشر تعاليم القرآن، وتحدث رئيس البرلمان الحاج يوسف نيابة عن الوفد الزائر وعن دور الطرق الصوفية ومؤسساتها الاجتماعية ومساهمتها الفعالة في بناء المجتمع السوداني.