قال د. كرار التهامي الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج إن إسهامات المغتربين خلال عام 2010م بلغت «3» بلايين و «198» مليون دولار، واعتبر ذلك اكبر من عائدات الذهب، مشيدا بالدور الرائد الذي يضطلع به جميع المغتربين السودانيين واسهامهم المتميز في دعم الاقتصاد الوطني، مؤكدا ان هذه التحويلات المعتمدة من مراكز اقتصادية تجسد الوعي الكبير للمغتربين وهم يقومون بتحويل أموالهم عبر المصارف، وهم أمر من شأنه تغيير مفاهيم بعض السياسيين حول نظرتهم للاغتراب، مشددا على أهمية إقامة علاقة نفعية بين المغتربين وأجهزة الدولة في إطار تطوير الأفق الكلي للهجرة. وأضاف د. التهامي خلال حفل إفطار إقامته رابطة الإعلاميين السودانيين بالرياض مساء أمس الأول باستراحة الدويش بالعاصمة السعودية، أن الجالية السودانية بالسعودية ظلت تضرب أروع الأمثلة في الحيوية والنشاط والتواصل الاجتماعي والالتفاف حول القضايا الوطنية، مشيرا الى ان الذي يقرأ لافتات الاغتراب لا تسعفه القراءة للتعمق في حقيقة الاغتراب، ونحن قد عشنا الاغتراب حتى أصبحنا نستوعب بتعمق ماهية الاغتراب. واستعرض الجهود التي بذلت أبان اجلاء السودانيين من الجماهيرية العربية الليبية، عقب الأحداث التي تدور حاليا في المدن الليبية، مبينا انه وبالرغم من محدودية الإمكانيات التي بدئ بها العمل، الا ان المحصلة النهائية كانت قمة في الروعة عندما تم تفويج «60» الف مغترب، عبر «250» رحلة جوية، الى جانب الرحلات الأخرى من جمهورية مصر عبر النيل والبر، مشددا ان مقولة «بالبركة» تجسدت في نقل السودانيين من ليبيا، لأنه عند انطلاق رحلات التفويج لم تكن أمامنا غير طائرة واحدة، وبالتالي يجوز القول لقد أجليناهم «بالبركة». وأكد د. التهامي أن السودان بخير وهو يمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه الوطنية، وتناول ملامح من الحرب والحصار الذي يشنه الأعداء على السودان، مبينا أن فترة الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب شهدت حشداً للإعلام الغربي، الذي كان يتوقع ان يقوم اهل الشمال بالاعتداء على سكان الجنوب، غير ان توقعات الأعداء باءت بالفشل حينما أضحى الإعلام يرصد أن أهل الشمال يودعون إخوانهم من الجنوب بالدموع ، في حين كان الممثل جورج كلوني يسهم في شراء قمر اصطناعي لتصوير مجرمي الحرب بحسب مزاعمهم، وحينما لم يجدوا ما يشتهوا ان يصوروه رحلوا الى جنوب كردفان لتصوير ما يدور هناك، غير ان احترافية القوات المسلحة فوتت هذه الفرصة وهي تحسم معاركها بالكيفية التي تستحق الإعجاب. وأشاد د. التهامي بالدور الذي تضطلع به رابطة الإعلاميين السودانيين بالرياض التي تدفقت لها كوادر صحفية متميزة، مما مكنها من القيام بأعمال مقدرة. وأوضح انه خلال زيارته الخارجية ظل يلتقي بكل ألوان الطيف السياسي من السودانيين المغتربين والمهاجرين واللاجئين السياسيين، مبينا انه في استراليا التقى بأكبر عدد من اللاجئين السياسيين والمعارضين للحكومة، وعندما تحدثوا كثيرا عن مأخذهم على الحكومة، قلت لهم: ما تفضلتم به من حديث منشور في صحف الخرطوم، وقد كنت احمل معي مجموعة من الصحف، مؤكدا ان السودان يتمتع بحريات واسعة، وفي ظل ذلك يتم توجيه النقد للحكومة والمسؤولين كما حدث ابان النشر الصحفي حول عقد مدير الأسواق الحرة الذي وقعه وزير المالية، ونشر ذلك على الملأ، وفيما بعد تم تناوله عبر المقالات الصحافية، واعتبر ذلك دليل عافية للصحافة والوطن، وهو امر لا يحدث في كثير من البلاد. ودعا د. التهامي الى الإسراع في تكوين الجالية السودانية بالرياض، حتى تلحق بمجلس الجاليات الذي نسعى لقيامه حتى يكون كيانا جامعات للجاليات، ومن خلاله تنسق جميع العمليات التي تهم المغتربين بما في ذلك الانتخابات العامة في البلاد. الى ذلك حيا المستشار بالسفارة السودانية بالرياض عبد الخالق عبد الرحيم الجالية السودانية بالرياض، وأشاد بتجانسها وعلاقاتها المتميزة في اطار علاقاتها الاجتماعية، كما اشاد بالدور الذي يقوم به الإعلام حيال القضايا الوطنية. ومن جهته استعرض محمد خير عوض الله الأمين العام لرابطة الإعلاميين السودانيين بالرياض، بعض الأنشطة التي نفذتها الرابطة خلال الفترة الماضية في مجالات التدريب والتوعية والتثقيف من خلال الدورات التدريبية والمحاضرات والمنتديات الأسبوعية التي شارك فيها لفيف من الخبراء والمختصين، الى جانب مواقفها الوطنية المشهودة حيال القضايا الوطنية. وقال: لقد كان لنا حضور دائم حيال نصرة القضايا الوطنية، مؤكداً أن الرابطة ستواصل دورها تجاه مناصرة قضايا الوطن وعضويتها.